كيف تنبأ “العريان” بجريمة السيسي في سيناء؟

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

 تبدو المخططات الشيطانية أحيانا مثل لعبة "البازل" التي تحتاج إلى تجميع القطع بجوار بعضها حتى تتضح الصورة، وقد تختفي قطعة بعينها وتتوارى عن الأنظار بعض الوقت، وتضع المحللين السياسيين في حيرة من أمرهم، حتى تكتشف أخيراً وأحيانًا بعد فوات الأوان لتصبح صورة المخطط صادمة للبعض، إلا أنها كانت متوقعة للآخرين أو على الأقل تنبئوا بها، ومن هؤلاء الدكتور عصام العريان الذي استشعر مخطط صهيوني إماراتي مع أحد خونة حركة فتح، يستهدف سيناء، وذلك قبل وصول ترامب للسلطة وانقلاب السيسي وافتضاح اللقاء السري مع نتنياهو في الأردن.

 

"دحلان" مفتاح التوطين

 

قبل 3 سنوات من افتضاح سيناريو توطين الفلسطينيين في سيناء، وأثناء مقابلة مع صحفية الحياة اللندنية، قال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، المعتقل الآن في سجون الانقلاب، أن أزمة الجنود المخطوفين الذين تم إطلاق سراحهم لن تنتهي حتى يتم القبض على الخاطفين، متهمًا القيادي في حركة فتح محمد دحلان بـ"زرع عناصر في سيناء لزعزعة الأمن فيها، بتمويل من دولة الإمارات"، مشيرًا إلى احتمال تورط دحلان في حادث اختطاف الجنود.

 

وأضاف العريان أن دحلان المقرب من دولة الإمارات "يعمل على زعزعة الأمن في سيناء من خلال زرع عناصر مسلحة فيها، ويجب فتح ملف تحركات عناصر حركة فتح الذين طردوا من قطاع غزة في العام 2006 عقب سيطرة حماس على القطاع".

 

وتابع: "دحلان تآمر على ولي نعمته ياسر عرفات، والرجل الذي قربه منه محمود عباس، وهو يتآمر على نفسه؛ لأن التآمر جزء من تركيبته النفسية، وإن كان انقلب على عرفات وأبو مازن، فسينقلب قريباً على أصدقائه الجدد".

 

وعما إذا كان يتهم دحلان في حادث خطف الجنود، قال: "طبعًا، هو يتهم نفسه، فهو يحرك من 500 إلى 600 عنصر مسلح يعيثون فسادًا في سيناء، ويُنفق عليهم من خزائن الإمارات، وهذه مصيبة أن يسود مثل هذا الوضع في سيناء".

 

العسكر وعزل سيناء

 

وفضح العريان حكومات العسكر منذ عبد الناصر وحتى مبارك، ولو كشف له الغيب لجمع إليهم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وأشار إلى أن "مشكلة سيناء ليست وليدة اليوم، ولا حتى في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، فمنذ أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان دخول سيناء ممنوعاً إلا بتصريح أمني".

 

وأضاف أن "هناك وجهتي نظر حكمتا تعامل الأنظمة المتعاقبة مع سيناء، إحداهما تقول بجعل سيناء منطقة عازلة في ظل قدوم الحملات المتتالية على مصر من ناحية الشرق، وتفكير آخر يرى أن التنمية والحاجز البشري أفضل السبل للحفاظ على الأمن القومي".

 

وطالب العريان بـ"اتخاذ قرارات جرئية في شأن سيناء لتنميتها تنمية حقيقية ومدها بالبشر والتشجيع على توطين البدو فيها".

 

وردًّا على سؤال حول ما تردد عن وعد خاطفي الجنود بإطلاق سجناء من بدو سيناء مقابل إطلاقهم، قال العريان: "لا صفقات في هذا الأمر إطلاقًا، ولا يجب التعامل مع أهل سيناء على أنهم إرهابيون، وحين تُلبى مطالب عادلة لا يجب القول بأنهم إرهابيون".

 

وأضاف: "رأيت بعيني حين كنت معتقلاً في سجن طرة أيام النظام السابق كيف يُهان أهالي سيناء ويعذبون تعذيبًا ماديًا وجسديًّا، رجالاً وأطفالاً وشيوخًا، وحتى النساء كن يخضعن للتعذيب، هذه مرارات موجودة ويجب التعامل معها".

 

البنهاوي: صدق العريان!

 

من جانبه أيد د. ناصر البنهاوي نبوءة د. العريان، وقال إن هناك مؤشرات على تخطيط السيسي لتوطين الفلسطينيين في شمال سيناء وضمه إلى قطاع غزة؛ أول هذه المؤشرات هو قيام السيسي بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية لجسّ نبض الشارع ومعرفة ردود فعله.

 

وأضاف الخبير الاقتصادي – في تصريح خاص لـ"الحرية والعدالة" – أن المؤشر الثاني هو قيامه بتفريغ شمال سيناء من المواطنين المصريين، والمؤشر الثالث هو تصريح محمود عباس الذي قال فيه إن السيسي عرض عليه توطين الفلسطينيين في سيناء، وقد تناول هذا التصريح كثرة من الصحف والمواقع الإلكترونية وعلى رأسها القدس العربي وموقع الجزيرة.

 

أما المؤشر الرابع – بحسب البنهاوي – فهو انسحاب القوات الأمريكية المشاركة في حفظ السلام من سيناء، خشية رد فعل أهالي سيناء والجماعات المسلحة، والمؤشر الرابع هو الانتهاء من مشروع شق سحارة سرابيوم تحت قناة السويس التي ستنقل المياه إلى سيناء للمساعدة على توطين الفلسطينيين فيها.

 

وقال: إن السيسي سيسعى إلى إعادة ترسيم الحدود مع السودان وليبيا واليونان حتى يقنع المصريين أن التنازل عن مساحة بمقدارها 1600 كم وضمها لقطاع غزة هو جزء من سلسلة من أعمال ترسيم الحدود مع كل الدول المجاورة.