المصري في الأوكازيون الشتوي.. “عريان وجيبه فاضي”

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

وسط عزوف كبير عن شراء الملابس لغلاء الأسعار وانهيار الجنيه أمام الدولار يبدأ اليوم "الاثنين" فعاليات الاوكازيون الشتوي، الذي يستمر لمدة شهر، وسمحت حكومة الانقلاب للمحلات بالاشتراك طوال أيام الاوكازيون لمدة أسبوعين في الشهر المقرر، على أن "يدفع" المحل الراغب في الاشتراك "إتاوة الاوكازيون قبل موافقة مديرية التموين.

 

وسوَّق اللواء محمد على مصيلحى وزير التموين في حكومة الانقلاب، لمزاعم حول إجراءات حكومية لضمان تقديم تخفيضات حقيقية وليست وهمية منها أن تعلن المحلات المشاركة أمام الجمهور عن ثمن السلع التى سيتم عرضها خلال الاوكازيون عن سعرين أحدهما السعر خلال الشهر السابق على الاوكازيون والسعر الثاني بعد التخفيضات ليتأكد المواطن بنفسه من نسب التخفيضات المقدمة.

 

يشار إلى انخفاض عدد المحلات التي اشتركت في الاوكازيون الشتوي، وبلغت 300 فقط محل حتى الآن، كما أن كثير من التجار والشركات عبرت عن سخطها وغضبها الشديد جراء الانهيار الاقتصادي وصعوبة استيراد مواد التصنيع فى كافة السلع سواء من القطاع الخاص والاستثماري أو قطاع الأعمال العام والجمعيات التعاونية الاستهلاكية.

 

نساء ضد الغلاء 

 

وفي ظل فشل الأوكازيون هذا العام قال المواطن أحمد راضي: "قررت شراء ملابس مستعملة أقل تكلفة من الملابس التي تباع بالمحال خاصة وأنني لدى 4 أبناء وجميعهم بالمرحلة الابتدائية والإعدادية لكنني هجيب فلوس منين عشان أجيب ملابس عيد اللي هتكلفني أكثر من 1000 جنيه".

 

وأوضح محمد على صاحب محل ملابس، أن الحالة الاقتصادية هي المتسبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الملابس هذا العام، مشيرًا إلى أن هناك إقبال لكنه ضعيف عن الأعوام السابقة .

 

وفي محاولة للتغلب على فشل حكومات الانقلاب وغلاء الأسعار دشنت المحاسبة الثلاثينية “نيلي زاهر”، مبادرة على “جروب” بموقع “فيسبوك” تسمح للأعضاء بوضع ملابسهم المستعملة للبيع أو المبادلة، وهي ما عرفت باسم “نساء ضد الغلاء”، في محاولة منها لمواجهة الارتفاع المتزايد للأسعار وخاصةً أسعار الملابس الجاهزة. 

 

وقالت “زاهر”، في تقرير لصحيفة “المونيتور” الأمريكية، إنها لم ترد الوقوف عاجزة أمام ارتفاع الأسعار المتزايد، على الرغم من اكتفائها وأسرتها بدخلها من وظيفتها كمحاسبة، إلا أنها وبدعم من أصدقائها نجحت في تدشين حملة نساء ضد الغلاء، فأسعار المواد الغذائية وأسعار الملابس تضاعفت أكثر من مرة على مدار السنوات الأخيرة، مضيفةً أن كثيرًا من المصريين يخزنون ملابسهم حتى وإن لم يعودوا بحاجة إليها، وهنا يأتي دورها في تشجيعهم على عرض تلك الملابس للبيع أو المبادلة ما دامت ملابسهم بحالة جيدة.

 

وأوضح التقرير، أن هدف جروب “نساء ضد الغلاء”، يتمثل في الترويج لثقافة المقايضة، فعدد كبير من المصريين يشعرون بالإحراج عند ارتداء ملابس مستعملة، مشيرًا إلى أن “زاهر” أوشكت على تحقيق أهدافها فحوالي 30% من الصفقات التي تتم عن طريق “الجروب” يتقبلها الطرفان، مفضلين ارتداء ملابس مستعملة بحالة جيدة وبسعر أقل من الملابس الجاهزة. 

 

وأشارت “زاهر”، إلى أن فشل حكومة الانقلاب وارتفاع الأسعار الحالي يرجع إلى انخفاض قيمة الجنيه، وارتفاع معدلات التضخم، مشيرةً إلى جشع الانقلاب واستغلالهم الأزمات في الوصول بالمنتجات إلى أسعار مبالغة، ليقع المواطن البسيط بين المطرقة والسندان فمن جانب لا يتحمل أسعار المنتجات في السوق ومن جانب آخر يخجل من شراء الملابس المستعملة.

 

"مافيش لبس للشتا السنة دي"

 

تقول فاطمة السيد أحمد (52 سنة)، عاملة نظافة في هيئة حكومية: "هابطل آخد أنسولين، وهاكتفي بالبرشام على قد الفلوس، ومش هانجيب لبس شتا السنة دي، وهاناكل اللحمة مرة في الشهر. لو ربنا سهلها، وأهي ماشية بالبركة".

 

توضح فاطمة كيف أنها تحصل على راتب 971 جنيهاً شهرياً، ولديها ثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، وزوجها يعمل مياوماً، كما أنها تعاني من مرض السكر، الذي يتطلب نظام علاج دائم يكلفها نصف راتبها. إضافة إلى مساهمتها في متطلبات البيت من مأكل ومشرب. 

 

وترى فاطمة أن الحل في البحث عن عمل إضافي إلى جانب عملها، لتوفر مصروفات المدارس، خصوصاً أن أبناءها لن يحضروا الامتحان دون دفع المصروفات تبعاً لقوانين المدرسة.

 

وقال صاحب محل للملابس الجاهزة بوسط البلد، محمد إسماعيل، إنه على الرغم من الموقع المتميز لمتجره في حي تجاري يرتاده الآلاف بشكل يومي، إلا أنه عانى مؤخرًا من قلة حركة البيع والشراء، مشيرًا إلى عجزه عن توفير الاحتياجات الأساسية لعائلته بسبب خسارته المتواصلة، مواصلًا باكتئاب يخيم على كلماته “أعتقد أن شتاء عام 2017 سيشهد توقفي عن العمل في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، وهذا ليس شأني بمفردي فكثير من التجار يعانون مثلي”.

 

من جانبه علق رئيس شعبة الملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية المصرية، “يحيى الزنانيري”، على انتشار دعوات مقايضة الملابس، أن هذه الفكرة تمارس أكثر في حالة الانهيار الاقتصادي.

 

مؤكدًا أنه من الصعب أن يعتمد المصريون بالكامل على الملابس المستعملة، مضيفًا أن دعوة “نساء ضد الغلاء” ما زالت محدودة وبحاجة إلى مزيد من الانتشار حتى تحقق هدفها، وهو ما سيحققه لها ارتفاع الأسعار المستمر، مشجعًا المزيد من المصريين على اللجوء لمقايضة الملابس للتغلب على فشل السيسي.