«17» واقعة قمع للصحافة والإعلام بمصر في 2016

- ‎فيأخبار

كتب جميل نظمي
مر عام 2016 وسط تصاعد قمع الحريات وفرض مزيد من الرقابة على الإعلام والصحافة والحقوق والحريات؛ انطلاقا من عقيدة العسكر التي أكدت- منذ الدقيقة الأولى لانقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي- أنه "من ليس معنا فهو عدو لنا".

"تكميم الأفواه"

وشهد عام 2016 وقف العديد من البرامج التلفزيونية ومنع النشر ومصادرة صحف وحبس صحفيين، بمن فيهم نقيبهم شخصيا، وعشرات الحالات من المنع والرقابة بادعاءات القانون.

مقصلة السيسي طالت معارضيه ورافضي انقلابه العسكري، بإغلاق القنوات الإسلامية والصحف، وحبس الصحفيين وقتلهم بدم بارد، كما طالت الإجراءات القمعية المؤيدين له وكل من يفكر في رفض أي قرار يتخذه السيسي، منها:

1- منع بث حلقة من برنامج الإعلامي معتز الدمرداش، على قناة "المحور" الفضائية المصرية، مع الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة، في أكتوبر الماضي، بناءً على "أوامر عليا".

2- القبض على رسام كاريكاتير بتهمة إهانة السيسي، في نهاية يناير الماضي، حيث ألقت قوات الأمن المصرية القبض على رسام الكاريكاتير، إسلام جاويش، من مكتبه في مدينة نصر، بتهمة رسم كاريكاتير مسيء لـلذات السيسية «عبد الفتاح السيسي»، والنظام المصري، وصادرت عددا من أجهزة الكمبيوتر، واقتادته إلى قسم الشرطة.

3- الأهرام" تحجب رسوما كاريكاتيرية، في 8 فبراير، حجبت صحيفة الأهرام كاريكاتير الفنان أنس الديب، من أعداد يومي 21، و22 فبراير 2016 من الصحيفة، وهو ما دعا الديب إلى التساؤل عن "الجرم الذي ارتكبه في رسوماته ليتم حجبها"، مطالبا بتطهير المؤسسة من المخبرين، على حد قوله.

وتداول نشطاء مواقع التواصل عددا من الرسوم الكاريكاتيرية للفنان الساخر أنس الديب، بعد منْعها من النشر في جريدة الأهرام اليومية، للإطاحة بالقرار.

4- تغيير عنوان "المصري اليوم" عن "تيران وصنافير" "جزيرتان ودكتوراة لسلمان.. والمليارات لمصر". كان مانشيت جريدة "المصري اليوم" في الثاني عشر من أبريل الماضي، قبل أن يرِدها اتصال من جهة سيادية ويجبرها على تغيير المانشيت، ليتحول إلى "حصاد زيارة سلمان.. اتفاقيات بـ25 مليار دولار.

5- اعتقالات مظاهرات أبريل تطال الصحفيين في مظاهرات "جمعة الأرض هي العِرض"، ضد تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية.

6- منع الصحفيين من نقابتهم للمرة الأولى منذ تأسيس نقابة الصحفيين يوم 25 أبريل.

7- سابقة اقتحام النقابة، حيث اقتحم ثلاثون من أفراد الأمن مقر مبنى النقابة، في العاشرة من مساء اليوم الأول من شهر مايو للمرة الأولى منذ تأسيسها، بالمخالفة للمادتين 70 و71 من قانون الصحافة، للقبض على الصحفيين بدر والسقا، اللذين احتميا بالنقابة عقب قرار ضبطهما وإحضارهما، على خلفية مواقفهما السياسية الرافضة لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية.

8- حبس النقيب، كما أصدرت النيابة العامة المصرية قرارا بحبس نقيب الصحفيين المصريين، يحيى قلاش، وعضوي مجلس النقابة، خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، قبل إخلاء سبيلهم بكفالة مالية 30 ألف جنيه، على خلفية استدعائهم للنيابة في واقعة اقتحام مقر نقابة الصحفيين في الأول من مايو.

وفي نوفمبر الماضي، أصدرت محكمة جنح قصر النيل، حكما بحبس نقيب الصحفيين يحيى قلاش وسكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم ووكيلها خالد البلشي، سنتين مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه، في قضية اتهامهم بإيواء هاربين

9- ترحيل الإعلامية ليليان داود، في 28 يونيو الماضي، غادرت الإعلامية اللبنانية ليليان داود الأراضي المصرية، مرغَمة على الرحيل. وكانت داود قد أطلّت على فضائية ONTV المصرية الخاصة، منذ اندلاع ثورة يناير من خلال برنامج "الصورة الكاملة"، فوجئت فور انتهاء تعاقدها مع (أون تي في)، باقتحام قوات الأمن المصرية منزلها وخطفها أمام ابنتها بزعم ترحيلها، على أول طائرة متجهة من القاهرة إلى بيروت.

10- إقالات في "ماسبيرو".. أصدر اتحاد الإذاعة والتلفزيون، يوم 21 سبتمبر الماضي، قرارا بإقالة رئيس قطاع الأخبار، إثر إذاعة مقابلة خاطئة لعبد الفتاح السيسي، بدلا من حواره مع قناة أمريكية. وأذاع التلفزيون الحكومي، مساء الثلاثاء 20 سبتمبر 2016، حوارا قديما للسيسي كان قد أجراه قبل عام مع شبكة "بي بي إس" الأمريكية، بدلا من حوار أجرته القناة نفسها مع السيسي.

11- وفي يوم 21 سبتمبر الماضي أيضا، قررت سلطات الانقلاب غلق مكتبي جريدتي الشرق والعرب القطريتين في القاهرة، يعمل فيهما حوالي 100 صحفي مصري بدوام كامل في المكتبين، بالإضافة إلى آخرين يتعاملون بالقطعة. جاء قرار إغلاق المكتبين مباشرة عقب الحكم الصادر بمصادرة أموال وممتلكات بعض المراكز الحقوقية المعنية بحرية الإعلام والتعبير ورؤسائها، ومنها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز هشام مبارك، والنديم، والمبادرة المصرية.

12- في 26 ديسمبر، قررت النيابة الإدارية إحالة كل من الإعلامية عزة الحناوي، مقدمة برنامج أخبار القاهرة الذي يذاع على قناة القاهرة، ومخرج البرنامج وجيه حسين مرسي، ومعد البرنامج خالد مصطفى شكري، إلى المحكمة التأديبية؛ بهدف معاقبتهم إداريا على خلفية الآراء التي تناولتها حلقة برنامج أخبار القاهرة التي عُرضت بتاريخ 6 مارس 2016، حيث وجهت لهم عددا من المخالفات المتعلقة بمحتوى الحلقة.

13- الوكالة الرسمية تختلق أخبارا، حيث فوجئ مشتركو وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية "أ. ش.أ" بنشر خبر بعنوان "ضباط مديرية أمن الإسكندرية يزورون بعض المدارس لمشاركة الطلاب الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر"، على الرغم من أن اليوم، السادس من أكتوب، إجازة رسمية للقطاعين العام والخاص. وجاء في نص الخبر "قام مجموعة من ضابطات وضباط إدارة الإعلام والعلاقات بمديرية أمن الإسكندرية بزيارة ميدانية لمجموعة من المدارس في المحافظة، لتهنئة الطلاب بالاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، وقاموا بتوزيع الزهور والحلوى على الأطفال".

14- منعت جريدة "الأهرام" نشر مقال أسامة الغزالي حرب، عن العاصمة الإدارية الجديدة، والذي حمل عنوان "المدينة الفاضلة"، يوم 5 أكتوبر الماضي، من دون إبداء أسباب، أشار فيه إلى أن "بناء عاصمة إدارية لا جدوى منه، وأنها ستصبح- وفقا للغزالي حرب- عبئا على الدولة حال إنشائها"، بحسب المقال الذي نشره موقع "البداية" لاحقا. وحل محل مقال "حرب" مقالٌ للإعلامي الموالي للسلطة والنظام المصريين، أحمد موسى، بعنوان "على مسئوليتي.

15- رانيا بدوي… الفسخ مرتان في أقل من أربعة وعشرين ساعة، أطاحت شبكة قنوات تلفزيون "ONTV" بالإعلامية المصرية، رانيا بدوي، بفسخ تعاقدها بعد حلقة واحدة من ظهورها مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج "كل يوم"، انتقدت فيها وزيرة الاستثمار المصرية، داليا خورشيد. "بدوي" تم الإطاحة بها سابقا من قناة "التحرير" عام 2013، عقب إغلاقها الهاتف في وجه السفير الإثيوبي بالقاهرة، الذي أجرى مكالمة هاتفية معها في إحدى فقرات البرنامج، ما تسبب في أزمة.

16- مداهمة "الطريق" بعد خلاف سياسي، حيث داهمت قوات الأمن في 23 أكتوبر مقر موقع جريدة "الطريق" الخاصة، واعتقلت المتواجدين فيه. صاحب موقع جريدة الطريق، هو فريد زهران، وهو أيضا رئيس الحزب المصري الديمقراطي، الذي أصدر بيانا قبل المداهمة بيوم، برفض المشاركة في مؤتمر الشباب المقام اليوم وحتى السابع والعشرين من أكتوبر الجاري، بشرم الشيخ.

17- قرارات ضبط وإحضار بالجملة: في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، أصدرت النيابة العامة المصرية، قرارات بضبط وإحضار 63 صحفيا من العاملين في بعض المواقع الإلكترونية، وبعض الإعلاميين العاملين في شركات الإنتاج الإعلامي، على خلفية اتهامهم في القضية رقم 10383 لسنة 2016 المقطم.