كتب- رانيا قناويك
قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إن التجاذب الحاصل داخل حزب نجيب ساورس "المصريين الأحرار" ليس جديدا فى الساحة السياسية، ذلك أن الانقلابات التى تتم لتصفية حسابات الأجنحة المختلفة لأسباب شخصية أو استجابة لضغوط أمنية باتت أمرا مألوفا، مثلما جرى فى حزبي "الوفد"، و"التجمع" فما من حزب فى مصر يتحرك الآن بعيدا عن أصابع الأجهزة الأمنية، بدليل تركيبة مجلس النواب الحالى، الذى لم يعد يختلف أحد على أن الأمن كان حاضرا ليس فقط فى ترشيح أغلب أعضائه، وإنما أيضا فى حركتهم داخل المجلس.
وأضاف هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" خلال عددها الصادر اليوم السبت، أنه حين طالع تصريحات علاء عابد عضو حزر ساويرس لجأ إلى الهجوم والتنديد بساويرس، لكنه لم ينف التهمة التى وجهت إليه من ساويرس، إذ لم يتطرق بكلمة إلى ما نسبه صاحبنا إليه بخصوص خبرته أو صلته بالتعذيب، كما اتهم عابد ساويرس فى وطنيته وبسخريته من المصريين. ولم ينف الموضوع الأصلى المتعلق بدوره فى التعذيب، لأنه سجله المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى يضعف موقفه كثيرا فى هذه النقطة، ذلك أن التفاصيل المنشورة بالأسماء والتواريخ تضطره إلى تجاهل دوره فى التعذيب، لأنه لو نفاه لفتح على نفسه بابا لا يستطيع إغلاقه. وتابع: "الملاحظة الثانية على كلام السيد علاء عابد تنصب على تهديده للسيد ساويرس بالحبس، وأرجح أن جريدة الشروق حين أبرزت الكلمة على الصفحة الأولى دفعتها إلى ذلك غرابة التهديد ووجه الإثارة فيه، أعنى أنها لم تأخذه على مجل الجد، لكنى أختلف معها فى ذلك لأن السيد عابد حين قالها فإنه تكلم بلغة «المقدم» ضابط المباحث الذى قضى نحو ٢٥ عاما فى الخدمة. ذلك أن خبرته تعلمه أن بوسعه أن يحبس أى شخص بتهم جاهزة لا أساس لها، وشهود حاضرين، وتحريات أمنية تؤدى الغرض وتقارير وشهادات للطب الشرعى لا يخر منها الماء. وفى السجون والمعتقلات الآن مئات أو أكثر من الأبرياء حبس كل واحد منهم بكلمة من ضابط للمباحث أو أمين للشرطة. ولدى المنظمات الحقوقية ولدىّ شخصيا نماذج من تلك الحالات". وقال هويدي إن تهديد علاء عابد إلى نجيب ساويرس وقال له فيه "سأحبسك بالقانون ولو كنت أنا خبيرا فى التعذيب فأنت خبير فى هدم الأنظمة" يعني إن عابد كان جادا فى تهديده لأن مثله يملك ذلك حقا، لكن المشكلة أنه حين أصاب فيما قاله فإنه أخطأ العنوان!.