تقرير: السيسي ارتكب 12 مجزرة و يطمح إلى الرئاسة على جثث آلاف الشهداء!

- ‎فيتقارير

شهدت مصر منذ الانقلاب العسكرى الغاشم فى 30 يونيو 2013 عددا من المذابح والمجازر تعد الأعنف والأكثر إجراما فى التاريخ المعاصر، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم كله، خاصة أنها وقعت بأيدى قوات مصرية للمرة الأولى فى التاريخ المصرى تجاه الشعب الأعزل السلمى.

وإذا كان الرئيس المعين من قبل الانقلاب قد أعلن مؤخرا عن ترقية قائد الانقلاب إلى رتبة المشير، والتى هى من المعروف لدى العسكريين أنها لا تمنح إلا لمن خاضوا حروبا ومعارك ضد الأعداء؛ فيبدو أن مجازر السيسى بحق المصريين كانت بمثابة تلك الحروب والمعارك التى صعد على أشلائها إلى تلك الرتبة.

ويرصد التقرير التالى عددا من مذابح السيسى وقوات انقلابه؛ ليرى العالم كم الدماء والجثث التى اعتلاها السيسي ليصل للترشح للرئاسة. ونؤكد أن الأرقام الواردة في التقرير تقريبية؛ لأنه من العسير جدا نظرا لما تمر به البلاد من أجواء انقلابية أن يتم الوصول إلى الأرقام الصحيحة بنسبة 100%، خاصة مع حرص الجهات الانقلابية على إصدار تقاريرها بأرقام أقل بقليل من الواقع، ووقوع عبء الرصد على مؤيدى الشرعية أو وسائل الإعلام المختلفة، هذا فضلا عن تنوع المجازر وتلاحقها وتعددها، وتقارب آجالها، فضلا عن انتقال العديد من الحالات من خانة الإصابة إلى خانة الاستشهاد دون أن يعلم بها أحد.

كل ذلك مع وجود مذابح أخرى تجرى ولا يوجد إحصاء دقيق حولها كما هو الوضع فى سيناء، فضلا عن حالات الاضطهاد والتعذيب للمعتقلين، وكذلك المذابح التى تجريها قوات الانقلاب بغرض إلحاق الاتهامات بمؤيدى الشرعية أو تصفية لحسابات مع بعض الجنود أو الضباط.

واعتمد التقرير على مصادر صحفية مثل شبكتى رصد والجزيرة، فضلا عن بعض الصحف الأجنبية، والمنظمات الحقوقية العالمية وبعض الحركات المناهضة للانقلاب.

1- مجزرة بين السرايات، 2 يوليو 2013، الحصيلة 23 شهيدا:

وهى المجزرة الأولى التى تمت بعد خطاب الرئيس مرسى ردا على التهديدات المتلاحقة بالانقلاب من قبل الجيش، حيث بدأ مؤيدو الشرعية فى التجمع بميدان النهضة لدعم الرئيس؛ إلا أن البلطجية المدعومين من قبل قوات أمن الانقلاب أوسعوهم اعتداء، ما أدى إلى استشهاد 23 من المتظاهرين بالميدان يومها – بحسب الاحصائية الرسمية لوزارة الصحة بحكومة الانقلاب -.

2- مجزرة الحرس الجمهوري، 8 يوليو 2013، الحصيلة 103 شهداء:

وتعرف أيضا بمجزرة الفجر؛ حيث أقدمت قوات الانقلاب على جريمتها المنكرة بالاعتداء بالذخيرة الحية على المعتصمين أمام دار نادى الحرس الجمهورى؛ وذلك أثناء تأديتهم لصلاة الفجر، ما أدى إلى استشهاد ما بين 57 وفقا لمصادر وزارة صحة الانقلاب إلى 61 شخصًا وفقًا لتقرير آخر لمصلحة الطب الشرعى، وأصيب أكثر من 435 آخرين، وهو العدد الذى ارتفع بعد ذلك بقليل نظرا لوفاة العديد من المصابين، ليصبح 103 شهيدا بينهم 8 نساء و4 أطفال. ومن بين الشهداء كان الزميل المصور "أحمد عاصم" والذى صورت الكاميرا الخاصة به قاتله لحظة قنصه له.

3- مجزرة رمسيس، 15 يوليو 2013، الحصيلة 10 شهداء:

خرجت مظاهرات التأييد للشرعية فى 15 يوليو من أمام مسجد الفتح بمنطقة رمسيس، إلا أن قوات الانقلاب وبلطجيتها لم يتركوهم يعبرون عن رأيهم بحرية؛ حيث ارتقى ما يقرب من 10 من الشهداء بخلاف إصابة مئات، بعضهم كانت إصابته خطيرة، إضافة إلى اعتقال 500.

4- مجزرة المنصورة، 20 يوليو 2013، الحصيلة 11 شهيدا:

ففى إحدى مسيرات التأييد للشرعية ورفض الانقلاب العسكرى الدموى الغاشم، انطلقت الجماهير يوم الجمعة الموافق 10 رمضان عقب صلاة التراويح فى مسيرة حاشدة بمدينة المنصورة من أمام مسجد الزراعيين بمنطقة استاد المنصورة الرياضى؛ ولكن بلطجية الانقلاب لم يمهلوهم كثيرا حتى بدءوا فى الاعتداء عليهم من خلفهم وذلك بكافة أنواع الأسلحة وبالرصاص الحى والخرطوش والمولوتوف، وهو ما أسفر عن العديد من الإصابات، وارتقاء 11 شهيدا 7 من الرجال، و4 من النساء، وكان من بينهم الشهيدة "هالة أبو شعيشع" ابنة الإخوان المسلمين ذات الـ17 ربيعا، وقد أكد تقرير الطب الشرعى إصابتها برصاصتين فى الظهر والفخذ الأيمن.

5- مجزرة تفويض السيسى (المنصة)، فجر 27 يوليو 2013، الحصيلة 130 شهيدا على الأقل:

بعد طلب قائد الانقلاب تفويضه من قبل مؤيديه لمواجهة ما أسماه "الإرهاب المحتمل" والذى لم يكن يعنى به أكثر من التظاهرات السلمية لمؤيدى الشرعية ورافضى الانقلاب، أقدمت قواته على جريمتها البشعة على حدود ميدان اعتصام رابعة العدوية، وأمام منصة مدينة نصر، حيث قالت إحصاءات رسمية إن الشهداء أكثر من 70 منهم نساء، فى حين أكدت المصادر الأخرى أن الشهداء ما بين 130 إلى 220 شهيدًا، والمصابين يزيدون عن 5000.

وكانت المستشفى الميدانى بميدان رابعة قد أعلنت بعد المجزرة مباشرة أن عدد الشهداء الذين تم حصرهم فى حينها يقدر بـ 127 شخصا، بالإضافة إلى 4500 جريحا، بينهم 700 إصابة بطلق نارى وكسور وخرطوش، والباقون أصيبوا بالغاز، إضافة إلى مئات الحالات الأخرى التى تمت معالجتها فى مستشفيات ومراكز طبية ولم يتسن حصرهم. وهو ما يرجح أن العدد تجاوز هذا الرقم نظرا لوفاة الكثير من حالات الإصابة، فضلا عن وجود شهداء آخرين ذهبوا لتلقى العلاج فى مستشفيات أخرى.

6- مجزرة فض الاعتصامات، 14 أغسطس 2013، الحصيلة 3000 شهيدا على الأقل:

وهى من أبشع ما شهده التاريخ الإنسانى الحديث من مجازر؛ حيث قامت قوات الانقلاب في هذا اليوم بالضرب والقنص بالأسلحة، والرصاص الحى، وبالقنابل الحارقة والسامة، وباستخدام طائرات هليكوبتر، وقناصة من أعلى الأسطح، وكأنها كانت فى ميدان حرب غير عادية، لا فى ميدان اعتصام لمتظاهرين عزل من السلاح.

وبالطبع هناك اختلافات كثيرة حتى الآن حول الأعداد الحقيقية للشهداء والمصابين، فوفقا لتقارير الجزيرة أُعلن عن استشهاد نحو ثلاثة آلاف قتيل بحسب تحالف الشرعية، ونحو 700 بحسب مصادر وزارة الصحة. فى حين قالت شبكة رصد إن تقارير وزارة الصحة الانقلابية أشارت إلى أن الشهداء فقط 743؛ فى حين –بحسب رصد- كذَّب المسئولون عن المستشفى الميدانى الأرقام الرسمية وأكدوا أن من سقط فى مجزرة رابعة وحدها – عدا النهضة – أكثر من 2600 شهيد، وأن الدليل على هذا أن عدد الأسر التى تبحث عن ذويها تجاوز 2000 أسرة معظمهم وجدوا جثامين أبنائهم وهناك 1000 مفقود لم يتعرف على مكان جثمانه حتى الآن، ذلك فضلا عن الذين تم إحراق جثثهم ومن تم حرقهم أحياء ولم يتم التعرف على جثثهم.  

ومن جانبها قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن يوم "مجزرة الفض" يعد اليوم الأكثر دموية فى تاريخ مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير قبل عامين، مشيرة إلى أن تداعيات هذه المجزرة الدامية ستستنزف مسيرة البلاد نحو الديمقراطية بعد اندلاع العنف والاشتباكات فى المحافظات، بعد فض اعتصامَى رابعة العدوية والنهضة السلميين.

7- مجزرة رمسيس الثانية، 16 أغسطس 2013، الحصيلة 103 شهداء تقريبا:

بعد أن انتفض مؤيدو الشرعية فى كافة أنحاء البلاد ردا على المجازر الضخمة فى رابعة والنهضة، تجمع الآلاف من المتظاهرين فى ميدان رمسيس؛ إلا أن قوات الانقلاب التى لم تعد تعرف غير لغة الدم والقتل والقنص، تلقتهم بوابل من الرصاص الحى والقنص عبر طائرات الهليكوبتر، مما أدى إلى ارتقاء 103 شهداء تم حصر جثثهم فى مسجد الفتح بحسب تحالف الشرعية بينما زعمت وزارة الصحة أن عدد الشهداء 37 فقط. فى حين همت كذلك قوات الانقلاب بحرق مسجد الفتح أسوة بما فعلته بمسجد رابعة العدوية، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك نظرا للفضح الإعلامى القوى من داخل المسجد نفسه والذى بثته فتيات من المتظاهرات. على حين استمر حصار المسجد حتى صباح اليوم التالى ومن ثم اعتقال كل من كان بداخله.

8- مجزرة سجن "أبو زعبل"،  18 أغسطس 2013، الحصيلة 37 شهيدا على الأقل:

وتعرف أيضا بمجزرة عربة الترحيلات، والتى كانت فى طريقها إلى سجن "أبو زعبل"، وتضم عددا كبيرا من مؤيدى الشرعية أكثرهم من جماعة الإخوان المسلمين، وهى المجزرة التى راح ضحيتها وفقا لأقل التقديرات ما يقرب من 37 شهيدا.

وقد روى الكثير من شهود العيان تفاصيل كثيرة عن تلك الواقعة وتعددت الأقوال والتى أفاد بعضها إلى تعرض الشهداء لإلقاء قنبلة غاز داخل العربة، وآخرون أكدوا تعرضهم للصعق الكهربائى بعد حدوث حالات إغماء نتيجة الاختناقات وزيادة الأعداد داخل العربة، فى حين أشار آخرون إلى أن الشهداء تعرضوا كذلك لعمليات سرقة أعضاء.

9- مجزرة يوم 6 أكتوبر 2013، الحصيلة 51 شهيدا على الأقل:

لم تنقض ذكرى انتصار الجيش المصرى على العدو الصهيونى فى السادس من أكتوبر عام 1973، حتى أكد الجيش نفسه أنه قد غيَّر عقيدته القتالية بحيث أصبح مواليا للأعداء أكثر منه للشعب المصرى، فقد خرجت جموع الشعب لتسترد ثورتها فى ذكرى انتصارها، وذلك فى مظاهرات سلمية فى العديد من شوارع وميادين مصر، إلا أن قوات الانقلاب وبلطجيتها اعتدوا على تلك المسيرات السلمية، مما أسفر عن استشهاد 51 وإصابة 268 وفقا للأرقام التى تم إعلانها بشكل رسمى من حكومة الانقلاب، وقد ارتقى أغلب الشهداء فى مناطق الدقى ورمسيس.

10- المجازر الطلابية، 6 شهداء على الأقل:

شهدت الحركة الطلابية نشاطا كثيفا لرفض الانقلاب الدموى الغاشم، والتأكيد على عودة الشرعية فى البلاد، وفى مقابل تلك الحركات السلمية ما بين الوقفات والتظاهرات، تعاملت قوات الانقلاب معها بدموية فائقة، واعتداءات وصلت إلى حد اقتحام حرم الجامعات والمدن الجامعية بصورة لم تحدث من قبل في التاريخ المصرى، وقد أسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد من 6 إلى 8 طلاب فى العديد من الجامعات بخلاف الإصابات التى يصعب حصرها، كل ذلك بخلاف شهداء الطلاب فى كافة المجازر والمذابح الأخرى التى شاركوا فيها مع عموم الشعب.

ففى 21 نوفمبر اقتحمت قوات الانقلاب المدينة الجامعية لطلاب الأزهر بالقاهرة واعتقلت العشرات وأصابت نحو 320 طالبا، فيما سقط ما بين شهيد إلى 3 شهداء نظرا لاختلاف الإحصاءات. وشهدت جامعة الأزهر فى الأسبوع الأخير من ديسمبر استشهاد اثنين من طلابها، بعد اعتداءات دامية استمرت على مدار ثلاثة أيام دون توقف.

وفى محيط جامعة القاهرة اعتدت قوات الانقلاب على مسيرة “طلاب ضد الانقلاب” التى قررت الاعتصام فى ميدان النهضة بالجيزة، احتجاجًا على الأحكام الصادرة ضد الفتيات المعتقلات بالإسكندرية والمحكوم عليهن بالسجن 11 عامًا، مما أدى إلى مقتل «محمد رضا» الطالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، نتيجة ثلاث طلقات نارية فى الظهر والصدر والحوض.

ومن ناحية أخرى وفى مشهد على ما يبدو جاء كعقاب للشباب على مقاطعتهم الظاهرة والمؤثرة لاستفتاء الدم، عقب تنظيم الطلاب لتظاهرة حاشدة خرجت إلى مديرية أمن الجيزة بعد اجتيازها ميدان نهضة مصر تنديدا بفصل واعتقال زملائهم، اقتحمت قوات الانقلاب حرم جامعة القاهرة – عصر الأربعاء 16 يناير – وأطلقت الرصاص الحى والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على الطلاب دون هوادة، وهو ما أدى إلى ارتقاء شهيدين من الطلاب بخلاف الإصابات والاعتقالات.

11- مجزرة يومى الاستفتاء على وثيقة دستور الدم، الحصيلة 12 شهيدا:

شهد يوما استفتاء الدم واليوم التالى لهما محاصرات وقتل وترويع آمنين وملاحقات وصلت إلى شعور المواطنين بالغاز المسيل للدموع فى بيوتهم ليلا فى قرية ناهيا بمحافظة الجيزة. هذا بخلاف ما شهده يوما الاستفتاء من ارتقاء 12 شهيدا – وفقا لبعض الإحصاءات – واعتقال وإصابة المئات فى مناطق متفرقة؛ نظرا لإصرار رافضى الانقلاب على التظاهر السلمى والتعبير عن حقهم فى مقاطعة ورفض وثيقة دستور الدم.

12- مجزرة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2014، الحصيلة 100 شهيد:

وخلال مظاهرات إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وبينما تكافئ قوات الانقلاب مؤيديها فى التحرير بإلقاء كوبونات الهدايا، كانت الميادين الأخرى الرافضة للانقلاب تشهد قنصا وقتلا مباشرا للمتظاهرين السلميين ما أدى بحسب ما ذكرته بعض المنظمات الحقوقية إلى استشهاد أكثر من 100 متظاهر يومى الجمعة والسبت 24، 25 يناير، فيما أشارت مصادر أخرى تابعة للانقلاب – مصلحة الطب الشرعي – إلى أن العدد بلغ 62 شخصا كلهم تقريبا بالرصاص الحى، هذا بخلاف المصابين والمعتقلين. وعن يوم 25 وحده ذكرت "الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان" عبر موقعها الإلكترونى، بأنها تستنكر الخسائر الرهيبة التى وقعت فى الذكرى الثالثة للثورة المصرية وتحولت إلى مجزرة أخرى أسفرت عن مقتل 64 مدنيا على الأقل. كما أدانت ما يشبه بحلقة أخرى من الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين فى 25 يناير 2014.