مراقبون: هل انتهى شهر العسل بين السيسي وكنيسة الانقلاب؟

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

طرح مراقبون سؤالا على خلفية أحداث تفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية يوم الأحد الماضي، لماذا يزيد الغضب ضد الانقلاب وسط المسيحيين، على الرغم من أن الانقلاب قدم نفسه بوصفه كابحا "للإرهاب الإسلامي"؟ وهل يعد ذلك مؤشرًا يدق ناقوس انتهاء علاقة تبادل "المنافع" بين رعاة الكنيسة الأرثوذكسية وجنرالات المجلس العسكري؟

من جهتها حاولت كنيسة العسكر طمأنة السيسي، وقام راعي الكنيسة المرقسية بالأزبكية في القاهرة، القس مكاري يونان، بنفي أن يكون شهر العسل قد انتهى بين السيسي والمسيحيين في مصر، وقال: "ده لن يحدث أبدا".. وأثنى على قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بالقول: "الرب أرسله لإنقاذ مصر".

من جانبه، يؤكد الكاتب السايسي "تامر أبووجيه" أن ما حدث أمام الكاتدرائية: "مؤشر على أي مدى وصل إفلاس حيلته في تجميع الناس وراه بالخوف من الفزاعة اللي اسمها الإرهاب".

وأضاف "ده طبعا مش هيوقف السلطة -إلى حين على الأقل– عن أنها تستمر في الحيلة نفسها، بل بالعكس ممكن يكون رد الفعل الأولى هو سعار أكتر وجنون أكتر وإجراءات قمعية أكتر لمواجهة الإرهاب".

وتابع: "لكن في نهاية المطاف ده مش هيغير شيء في الواقع: الغضب من النظام هيزيد أكتر، والقمع المجنون ملوش تأثير خالص في مواجهة نوع الإرهاب اللي بنشوفه دلوقتي".

صراع أجنحة الانقلاب
بعد ساعات من وقوع حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة صباح الأحد الماضي؛ طالب نواب وسياسيون وإعلاميون مؤيدون للانقلاب، بحزمة من التدابير والإجراءات القمعية، من بينها تعديل الدستور وقوانين التقاضي لمحاكمة المتهمين في قضايا الإرهاب أمام المحاكم العسكرية، بدلا من القضاء المدني.

وحسب مراقبين؛ فإن "السيسي" إن لم يكن هو الذي يقف وراء هذا الحادث؛ فإنه على الأقل يستغله بشكل كبير لقمع معارضيه السياسيين، وإحكام قبضته على الشعب.

وعقب جنازة ضحايا الحادث الذي أسفر عن مصرع 24 شخصا؛ طالب قائد الانقلاب البرلمان والحكومة بالتحرك السريع لإصدار قوانين تتصدى للإرهاب بشكل فعال وحاسم، عبر تعديل القوانين التي وصفها بـ"المكبِّلة التي تمنع توقيع الجزاء الرادع على الجناة".

فيما أكد مراقبون أن تفجير الكاتدرائية بالعباسية مؤشر جديد على الصراع المتصاعد بين مراكز القوى في مصر، داخل المؤسسة العسكرية والمخابراتية والأمنية التي أسهمت بدور كبير في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013.

ويقول محللون مصريون وغربيون إن المؤسسات والأجهزة الأمنية المتصارعة تستخدم في ذلك أدوات أمنية واقتصادية وإعلامية، سعيا لانتزاع مناطق أكبر للنفوذ وتحقيق مصالح أعضائها والقوى الإقليمية والدولية الداعمة لها.

ويؤكد الكاتب الدكتور عز الدين الكومي: "كل هتافات المسيحيين، وكلامهم اليوم بعد حادث الكنيسة، يدل علي أنهم يعرفون أن من قام بحادث اليوم، هو نفسه من دبر الحوادث السابقة، لكنهم سكتوا، لكن حين اصطلوا بنار الانقلاب، التي ظنوها ستطال الإخوان فقط، هتفوا يا بو دبورة ونسر وكاب.. انت اللي بدعت الإرهاب، اضرب واحد اضرب مية مش هتبقى طائفية.. أنا مش القبطي بتاع زمان.. أنا ها ضرب في المليان".

وتابع "والسؤل هنا القبطي الحديث المودرن سيضرب مَن في المليان، وهو يعلم أن أصابع الاتهام تشير إلى الجيش والشرطة، أم سيصاب بالحول وتنحرف البوصلة لديه؟".

قتلة يتمتعون بالحصانة!
وكشف تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية عن أن المتسببين في تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية لن يخضعوا للعقاب والمحاسبة، بدعوى أن لديهم حصانة تحميهم من ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسيحيين من شهود العيان في التفجير، قولهم: إنهم يرجحون بأن يفر المتسبب في الحادث الأليم دون محاسبة كما جرت العادة، خاصةً وأن من يقومون بهذا النوع من التفجيرات لديهم حصانة.

الحقوقي هيثم أبوخليل قال: "النظام مسئول عن تفجير الكنيسة البطرسية"، كما اعتبر الشيخ عبدالخالق الشريف أن "الذي ضرب الكنيسة اليوم هو الذي أحرق مسجد رابعة من قبل".

واختلفت رواية السيسي في واقعة تفجير الكنيسة عن روايات عديدة لشهود عيان كانوا خارج وداخل الكنيسة لحظة الانفجار، حيث أكد معظمهم أن التفجير وقع في الجزء الخاص بالسيدات داخل الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية.

أحد المسيحيين الذين كانوا داخل الكنيسة، قال إن قنبلة كانت موضوعة أسفل الأماكن المخصصة للسيدات، وأن زوجته كانت موجودة معه ولا يعلم مصيرها، وهو ما أكدته مصادر أمنية عديدة بعد وقوع الحادث بساعات، مؤكدة أن حجم القنبلة كان يزن 12 كجم.

"السيسي" نفى تلك الروايات وخرج ليؤكد أن انتحاريًا فجر الكنيسة بواسطة حزام ناسف، معلنًا اسمه وهويته وسنه، ومؤكدًا أيضًا أنه تم القبض على أشخاص آخرين ساعدوه في العملية، غير أن التفاصيل الكثيرة التي أعلن عنها قائد الانقلاب لم يصدقها الكثير من المسيحيين بينما أيّدها العديد منهم.

وقال ناشط على موقع التواصل الاجتماعي يدعى "كاراس كوكو"، معلقًا على رواية قائد الانقلاب: «بيستعبطونا علشان المفروض إننا نصدق و نسكت امبارح كانت واحدة ست والقنبلة وزنها 12 كيلو والنهاردة إرهابي وفجر نفسه وعايزنا نصدق أنه دخل وسط الستات كده عادي وفجر نفسه والناس كانت نايمة ولا إيه».