بعد رفضها دوليا.. أغذية العسكر المسرطنة تبحث عن “أكيلة”

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

"المهم نبقا كداااااح" شعار رفعه الجنرال السفيه عبدالفتاح السيسي رئيس الانقلاب، يفسر الخراب والدمار الذي حل بمصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وجاء وقع قرارات أصدرها عدد من الدول بشأن استيراد منتجاتها الغذائية من مصر بمثابة القشة التي قصمت ظهر الشعب، إذ أعلن عدد من الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، التوقف عن استيراد منتجات غذائية ومحاصيل زراعية من مصر، بعد التأكد من إصابتها بالأمراض وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.

وبات السؤال الآن: ماذا تفعل حكومة الانقلاب بشحنات الخضروات والفاكهة والأسماك التي لفظتها أمعاء العالم.. وهل تعدمها أم يأكلها المصريون؟

الحال يلخصه تعليق أحد النشطاء بالقول "لم أكن يوما أومن بالنحس لكن أعتقد اعتقاد الجزم أن هذا المنحوس السيسي جلب النحس لمصر فمذ جاء بدبابته الحكم توالت المصائب والكوارث والآفات على هذا البلد العريق".

الكبد الوبائي
في بداية سبتمبر الماضي اتخذت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية إجراءات صارمة بمنع استيراد الفراولة المصرية؛ بعدما تسببت في إصابة عدد من المواطنين بولاية فرجينيا الأمريكية بمرض الكبد الوبائي "A".

وحظر بموجب القرار استيراد منتجات غذائية مصرية من شركات قالت إنها مخالفة للمعايير الدولية في الزراعة، شملت 33 شركة ومنتجاً.

كما منعت روسيا، في منتصف العام الماضي، استيراد البطاطس بعد إصابتها بمرض العفن البني، وذلك قبل أن تعلن الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية في 16 سبتمبر الماضي أن موسكو ستوقف مؤقتاً استيراد الفاكهة والخضروات من مصر، بداية من 22 سبتمبر الماضي؛ عقب رفض القاهرة قمحاً روسياً بسبب فطر الإرغوت.
روسيا أكدت أن قرارها بوقف استيراد الخضروات والفاكهة من مصر يرجع لعدم كفاية عمل نظام الصحة النباتية المصري، فضلاً عن أن أصنافاً ضمن الإمدادات المصرية دخلت الحجر عدة مرات هذا العام.

قرر السودان إيقاف استيراد الخضار والفواكه والأسماك من مصر مؤقتاً؛ لحين اكتمال الفحوصات المعملية والمختبرية لضمان السلامة، وقال بيان صادر عن وزارة التجارة، إنه تقرر وقف استيراد الخضار والفواكه والأسماك مؤقتاً، وتشمل واردات الأصناف السابقة الطازجة والمجمدة والمجففة.

خبراء زراعيون ومحللون اقتصاديون أكدوا أن سياسات العسكر الجشعة خربت الزراعة المصرية، واستخدام الأسمدة الناتجة من مخلفات الصرف الصحي والصرف الصناعي، وراء منع عدد من الدول استيراد المنتجات الزراعية من مصر.

كارثة زراعية
من جانبه لفت الخبير الزراعي، حسام رضا، إلى أن هناك كارثة في القطاع الزراعي في مصر بسبب استخدام أسمدة مخلفات الصرف الصحي، والتي يُطلق عليها "الحمأة".

وأشار إلى أن الصرف الذي تستخدمه مصر في الري جزء منه صرف صناعي، به محتوى كبير من المعادن تؤدي إلى تخلف عقلي، وتُصيب بالكثير من الأمراض.

وتابع رضا قائلاً: "عند تحليل الخضروات والفاكهة التي رُويت بالصرف الصناعي تظهر تلك المعادن في التحاليل، لذلك تمنع الدول استيراد الخضروات والفاكهة من مصر".
وألمح إلى أن السماد المصنوع من مخلفات الصرف الصحي تبيعه وزارة الإسكان في حكومة الانقلاب، لافتاً إلى أن ذلك الفساد جزء منه حكومي.

خطر على المصريين
كما أكد رضا أن هناك حظراً في استخدام ذلك السماد في زراعة الفواكه والخضروات، لكنه يُستخدم في الزراعات الخشبية، مشدداً على أن الغبار الذي يتطاير أثناء نقل تلك الأسمدة يصيب الأفراد الذين يمرون جانبه بالأمراض.

وذهب الخبير الزراعي لتأكيد أن الفراولة والكثير من الخضروات والفاكهة في مصر يتم زراعتها بأسمدة مخلفات الصرف الصحي، التي أثبتت الدراسات أنها تنقل أكثر من 34 مرضاً.

ولفت إلى أن الفراولة والخيار من أكثر المنتجات الزراعية التي أصيبت بشكل كبير من تلك الأسمدة، قائلاً: "سماد مخلفات الصرف الصحي به سلامونيلا والتهاب كبدي، والزراعات التي تنمو على الأرض تكون ملاصقة لذلك السماد، بالتالي تكون إصابتها أكبر".

يقول الباحث الاجتماعي قاسم محمد: "لم يهلك فرعون إلا بعد الكوارث الطبيعية: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وأخيرا أغرق فرعون في اليم.. هل سيكرر التاريخ نفسه للسيسى الذي يواجه كوارث طبيعية متعددة؟".