وفاة الاقتصادي “عبداللطيف الشريف” صاحب “السعد والشريف” للبلاستيك

- ‎فيتقارير

تعرف على حكايته من الألف للياء

خاض أول تجربة فى الاقتصاد الإسلامى وحقق النجاح فسجنه مبارك واستولى على أمواله وشركاته
قال له مبارك: "كرشك‏ ‏كبر‏ ‏قوي".. وبعدها بيوم واحد صادروا كل أموالي!‏

كتب حسن الإسكندراني:

توفى أمس رجل الاقتصاد عبداللطيف الشريف، صاحب مصانع الشريف للبلاستيك ومجموعة "السعد" لتوظيف الأموال، عن عمر يناهز الثمانين، هو رجل اقتصاد من طراز فريد شارك فى نهضة مصر اقتصاديا وتجاريا وصناعيا فى الثمانينيات، وخاض أول تجربة فى الاقتصاد الإسلامى، وحقق النجاح، وقد دخل اسم الشريف كل بيت وحقق آمال الكثيرين، فهو مؤسس وصاحب شركات الشريف للبلاستيك.

نجح عبداللطيف الشريف خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي في إقامة العديد من الشركات والمصانع في أنحاء مختلفة من مصر ساهمت في تشغيل أكثر من 36 ألف شاب في هذا الوقت, قبل أن يتعرض مع شركات توظيف الأموال الأخري مثل الريان والسعد والهدي وغيرها لحملة شرسة استهدفت القضاء علي هذه الشركات بدعوي أنها تنصب علي المودعين وشهدت مصر أكبر عملية نهب وسرقة لهذه الشركات والمصانع تحت سمع وبصر الرئيس المخلوع حسني مبارك بدعوي إعادة الأموال للمودعين إلا أن الذي حدث أنه تم الاستيلاء علي الشركات.. ولم يتم إعادة الأموال للمودعين.

رثاء السياسيين
يقول عنه الدكتور أحمد مطر، رئيس المركز العربي للدراسات الاقتصادية. نائب رئيس المنتدى الدولي للأعمال، العبقري العملاق الاقتصادي عبداللطيف الشريف، حاربته أمريكا بقانون خاص لوقف نجاحاته.

"الشريف" صاحب التجربة العملية الوحيدة في مصر في تطبيق أهداف الاقتصاد الإسلامي بتحويل السيولة النقدية الحائرة في المجتمع إلى الاستثمار في مشروعات إنتاجية حقيقية كانت قادرة لو استمرت أن تنقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة صناعيا و تكنولوجيا.

بدأ في نهاية السبعينيات ولمع في 10 سنوات.. ولكن العسكر الخونة وكلاء إسرائيل نفذوا أوامر السفير الأمريكي الذي أمضى 3 ساعات في جناح مجموعة شركات الشريف في معرض القاهرة الدولي يناير 1989.. وخرج السفير بعدها ليشترك في صياغة قانون توظيف الأموال.. فلما كانت مشروعات الشريف شركات حقيقية.. أسقط في أيديهم.. فاستولوا على الشركات دون سبب.. فلعنة الله على عسكر خونة.. ورحمتك اللهم تنزلها على عبدك الشريف وزده اللهم شرفا ورفعة في الأخرة.

 

أما الإعلامى نور الدين عبدالحافظ فقال عنه، شهادة إنصاف في حق أكبر وأشرف رجل أعمال حقيقية.. مصنع لمبات الشريف مصنع مسحوق لانج مصانع البلاستيك والأقلام والمراوح والخلاطات والحصير والكراسي.. يعني توفير وظايف والاستغناء عن الاستيراد.. وأول مستثمر صناعي يقيم مركز أبحاث خاص.. لكن "ماسر" فاكرة عمر الشريف وناكرة عبداللطيف الشريف.. على الرغم من أن الأول ممثل يهودي.. والتاني حبها بجد مش تمثيل.. اللهم عوضه عن السفالة والندالة.

يقول "عبداللطيف الشريف" فى حوار سابق له قبل وفاته، والدى كان يمتلك شركة بلاستيك وشركة للمطاحن، ولكن تم تأميمهما 1958، وقبل التأميم اليهود ولعوا فى شركات المطاحن، وقررنا أن نبدأ من جديد من مصنع صغير للبلاستيك تحت منزلنا بمصر الجديدة، وبدأت فى تطوير المصنع بمكبس يدوى واحد، ثم اشتريت مكبس "مكنة" للمواسير حتى طورته، وكان والدى معترضا على تطويره حتى لا أتعرض للأذى مثله لأن كل عهد به ظلم وظلمة ومظلومون. 

 وأضاف "عبداللطيف الشريف": عمرى ما كان عندى إمبراطورية؛ مجرد مصانع بنيتها مصنع تلو الآخر، كنت أستعين بالله ثم بالناس المحترمة والخبراء المتخصصين فى الإدارة، وأعرف إيه اللى ناقص فى السوق والناس عوزاه واعمله.

ثم تابع: بدأت بـ10 عمال واستعنت بعد ذلك بمجموعة من الموظفين والعمال والمهندسين كان أغلبهم سُجن قبل ذلك لانتماءاتهم للتيار الإسلامى، وبدأت أعمل خامة البلاستيك وبعدها عملت مواسير بلاستيك وغيرها من المنتجات البلاستيكية.

وتحدث "الشريف" عن حقيقة هروبه مع "السعد" و"الريان" إلى أوروبا بعد اتهامهم فى قضايا توظيف الأموال، قائلا: "لم نهرب يوما ولكننا سافرنا إلى الخارج، ولو أردت الهروب لكنت قبلت الجنسية السويسرية حين عرضت عليّ، ولكنى رفضت بسبب شعورى بأننى لم أفعل شيئا أهرب منه".

وحول المستفيد من مصادرة أموالك، قال: المستفيد هم أعداء الوطن الذين لا يريدون لأى مشروع اقتصادى أن ينجح، خصوصا إذا كان صاحب هذا المشروع له اتجاه إسلامى، فهم عندهم كره كبير للإسلام ويفكرون بطريقة اللى مش معانا يبقى ضدنا.

وأشار: لم أمثل أى خطر على أى شركات أخرى، ولم أنافس أحدا؛ فقد كنت أبحث عن المشاريع التى لا يعمل بها غيرى، وبدأت الأزمة بعد أن توسعت مشروعاتى؛ فمبارك لا يريد أن ينجح أحد، وهو دائما يريد الاستيلاء على المشروعات الناجحة، وبالمناسبة هو شخص حقود ويتمنى زوال النعمة من يد الغير، واللى عمله معايا دليل إنه غبى.

وقال "الشريف" تجاوزت ممتلكاتى 3 مليارات ،الفلوس سرقوها فى جيبهم، والمصانع استولوا على جزء كبير منها، وخربوا الباقى، وبالمناسبة أغلب المصانع ما زالت باسمى، وأنا أبذل جهدى قدر المستطاع لاسترجاعها. فلا يمكن أن يضيع حق وراءه مطالب. 

 ويقول: التقيت المخلوع حسني مبارك أكثر من مرة، في كل مرة كان يقول لي كلاما غريبا، مرة يقول: "كرشك كبر قوي" ومرة أخرى "اللي يأكل لوحده يزور".. وأرسل لي عددا من معاونيه يعرضون فكرة تعاوني مع الرئيس حسني مبارك وأن أشارك أبناءه أو رجاله المقربين، ولكنهم لم يوضحوا معنى وكيفية هذا التعاون.

وعن تجربة السجن فى مزرعة "طره"، قال "الشريف" إنه دخل هناك دون تهمة معروفة، وأشار إلى وجه الشبه بينه وبين الرئيس السابق حسنى مبارك قائلا: "ظلمنى.. فسجنت فى طره وسجن هو وأولاده فى نفس السجن، نهب أموالى.. فجاء يوم اتهمه كل المصريين بنهب أموالهم، طردنى من بيتى وبلدى وكذلك تم طرده.. وهذا هو عدل الله".

وحول وجهة نظره فى روشتة نجاح أى مشروع؟ قال: هى معادلة بسيطة جدا، لا تنظر تحت رجلك؛ انظر للأمام واعمل شيئا ليس موجودا بأرخص سعر وأفضل جودة.

ويجب أن نعرف أن مصر مليئة بالثروات والمواد الطبيعية، كما أن بها طاقات بشرية كبيرة، وأى أحد يريد عمل مشروع ناجح لا بد أن يدرس الموارد التى عندنا مما فوق الأرض وتحت الأرض، وكيف نستفيد منها، ثم يبذل الجهد للاستفادة منها، فمصر مليئة بالخيرات ولا تجد من يستثمرها حتى الآن.

وبسؤاله: كيف رأيت الثورة وما حدث لمبارك؟ قال: ما حدث لمبارك هو رد لمظالم الناس التي افتري هو ونظامه عليهم.. والثورة جاءت نتيجة طبيعية لحال الفساد الذي كان متفشيا في مصر كلها.. بصراحة أنا شمتان في مبارك وبعدما رأيته في المحكمة شعرت أن حقي قد عاد لي.