كتب محمد مصباح:
في تصريح مثير للسخرية والضحك، لمخالفته الواقع المرير، مذكرا باستقبال اللمبي "رياض باشا المنفلوطي" للجنة حقوق الإنسان بالسجن وفيلم البريء حيث يتم إظهار صورة خادعة عن وضع السجناء في سجون النظام القاسية، التي تحصد أرواح مئات الأبرياء منذ انقلاب السيسي، بسبب الإهمال الطبي والتعذيب والحرمان من التريض ورؤية الشمس.
وعلى غرار المشهد السينمائي الشهير بفيلم "البريء" لـ أحمد زكي، زار وفد من لجنة حقوق الإنسان بمجلس نواب الدم برئاسة ضابط الشرطة السابق علاء عابد، المتهم في وقائع تعذيب في عام 2005، سجن الفيوم العمومي، أمس، بحضور مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون اللواء محمد خلوصي.
وفي بيان صادر عن اللجنة، أشاد الوفد البرلماني بتخصيص إدارة السجن فترات لتريض النزلاء من المحبوسين، وقضاء أوقات فراغهم في القراءة بمكتبة السجن، وأكل اللحوم مرتين في الأسبوع، واحتواء مستشفى السجن على عيادات مختلفة التخصصات، ومعمل للتحاليل، ووحدة للأشعة، علاوة على أماكن مخصصة للوعظ الديني، يحاضر بها ممثلون عن وزارة الأوقاف والكنيسة.
وأفاد البيان الهزلي تفقد الوفد معرض منتجات نزلاء السجن، وما يتضمنه من مصنوعات جلدية، وورش لتصنيعها، إذ نقل البيان عن مسئول التأهيل بالسجن، اللواء هشام عبدالعاطي، قوله: إن "الهدف من التأهيل إخراج مواطن صالح للمجتمع عقب تأدية العقوبة، وتفريغ طاقة النزلاء من خلال أداء أنشطة الحرف اليدوية، وتصنيع المنتجات".
وزعم البيان حرص رئيس الوفد البرلماني على سؤال النزلاء عن طبيعة المعاملة داخل السجن، وما يتردد عن وجود حالات تعذيب بالسجون في الخارج، وتأكيدات النزلاء له بعدم تعرضهم للتعذيب مطلقاً، وتناولهم وجبة خضار طازجة وأرز وفاكهة في فترة الغداء يومياً، مع تناول اللحوم الحمراء مرتين أسبوعياً.
وادعى عابد استطاعة اللجنة، خلال زياراتها لبعض المنظمات الحقوقية في الخارج "تحسين صورة وزارة الداخلية، في ظل حملة التشويه التي يتعرض لها الأمن، وأثرت على صورة مصر بالسلب دولياً"، حسب قوله.
الحقيقة المرة
وفي مطلع عام 2017، رصد مركز النديم، لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، في تقريره المعنون بـ"حصاد القهر" لعام 2016 أن الرائحة المسيطرة على السجون.
هي رائحة الدم والتقرحات والأصوات تعذيب من غرف التحقيق وبكاء أطفال لا ينتهي وآهات في الطرقات والمكاتب.
كما رصدت منظمة هيومن رايتس مونيتور 1539 حالة قتل خلال عام 2016، ما بين تصفية جسدية وحملات أمنية، و104 حالات قتل بالإهمال الطبي و32 نتيجة التعذيب الشديد، و6 حالات تصفية جسدية.
وأضافت المنظمة -في تقريرها الصادر في 2 يناير الماضي، بعنوان "عام التنكيل بالشباب وحصاد الأرواح"- أن حالات التعذيب داخل مقار الاحتجاز طوال العام كانت أكثر من 173 حالة تعذيب جماعي وفردي، وثقت منها 60 حالة فردية، وسط استمرار الإهمال الطبي في السجون لـ120 حالة في حاجة للعلاج، موضحة أن 45 حالة إضراب وقعت هذا العام احتجاجاً على الوضع داخل السجون.
تضمن التقرير عددا من شهادات الأهالي عن تعذيب ذويهم كان من بينهم أسرة "حسين محمد رضوان" 40 عاماً من مركز فاقوس بالشرقية والذي قبض عليه من قبل الأمن الوطني في 24 يناير 2016 وفي اليوم التالي فارق الحياة نتيجة التعذيب.
كما تلقت أسرة عبدالفتاح كمال محمد شحاتة، 66 عاما، خبر وفاته نتيجة الإهمال الطبي بمستشفى سجن ليمان طره بعد إصابته بعدد من الأمراض الجلدية والدرن لكن المستشفى كان يعاني من نقص الأدوية.
وشهد مستشفى الأزهر الجامعي وفاة المعتقل "إبراهيم سالم حشيش"، 63 عامًا، ويقيم بقرية "البصارطة-محافظة دمياط"، بسبب الإهمال الطبي والتعنت في تلقيه العلاج، بسبب إصابته بـ "فيروس سي، والسكري، والضغط" وفقا للتقرير.
وغير ذلك الكثير من الوحشية داخل سجون السيسي.. ولكن علاء عابد ضابط أمن الدولة الذي بات ممثلا لحقوق الإنسان.. وعلى مصر الخراب حينما يكون الجلاد محاميا وقاضيا!!