30 يونيو.. المجد للغلاء والنفخ للمواطن الراقص للانقلاب

- ‎فيأخبار

 كتب: سيد توكل
في الوقت الذي يروّج فيه إعلام الانقلاب لـ"حملة 1095"، تختنق العاصمة القاهرة بأزمات المرور والعشوائيات والتلوث وانقطاع الكهرباء والمياه وانسداد الصرف الصحي. كان السيسي يأمر مسئولا في حكومته أمام شاشات التلفاز بتقليل المدة المحددة لإنشاء عاصمة إدارية للبلاد، من عشر سنوات إلى خمس سنوات فقط.

وانتظر المصريون عاصمتهم الجديدة التي ستناطح السحاب، لكنهم فوجئوا بإلغاء مذكرة التفاهم التي وقعتها شركة إماراتية لتنفيذ المشروع، ليصدر قرار رئاسي بتخصيص اﻷراضي المحددة للمدينة لصالح وزارة الدفاع، وتولي شركات صينية إنشاء العاصمة.

القيادي السابق في جبهة الإنقاذ، مجدي حمدان، يقلل من شأن مثل تلك الحملة في التأثير على المواطنين، وقال: "السيسي يحاول أن يرمي ببعض السكر على الكحك الذي فسد وانتهت صلاحيته، وهناك أجهزة معروفة في الدولة تقف وراء تلك الحملة، وهي نفسها التي دعمته منذ البداية؛ لتحسين صورة هذا النظام"، وأكد أنها "محاولة لتجميل وجه النظام والسيسي الذي أصبح رقعة بالية".

وتوقع أن تفشل الحملة في تحقيق أهدافها، قائلا: "المواطن لن يقتنع بما يتم الترويج له على أنه إنجازات، فالمواطن هو من تم (نفخه) في عهد السيسي، وعانى الأمرّين من ويلات الظلم والغلاء والقمع، وليس هناك أقسى عليه من التفريط في جزيرتي تيران وصنافير، فالتفريط فيهما جعل بين الطرفين سدّا لن يهدّ أبدا".

وقالت مصادر مطلعة، إن المسئول عن الحملة هو مدير مكتب "السيسي"، اللواء عباس كامل، الشهير بتسريبات "أرز الخليج"، ومن المقرر أن يعرض فيلما خلال الأسبوع الجاري يرصد "الإنجازات"، التي خلت من التطرق لأي إنجاز في مجال الحقوق والحريات، والرأي والرأي الآخر، والحياة السياسية، والعمل المجتمعي والمدني، وفق مراقبين ونشطاء.

دعاية للفاشل

عدم شعور المصريين بالإنجازات التي تروج لها صفحة "مصر 1095"، التي يديرها اللواء عباس كامل، برره السيسي بما وصفه بالعمل المضاد والسلبي، غير أنه في 14 خطابا آخر حذر من أهل الشر الذين يهددون البلاد ويُخفي عنهم إنجازاته، فقال خلال أحد خطاباته الشهيرة: "فيه مشاريع وكلام كتير مرضاش أقوله عشان أهل الشر".

من جانبه، طرح رئيس مؤسسة "شركاء من أجل الشفافية ومكافحة الفساد"، ولاء جاد الكريم، عدة تساؤلات بشأن الحملة، وتساءل عن الجهة التي تقف وراء تلك الحملة الكبيرة، والهدف منها ومن وراء تمويلها.

وقال جاد الكريم: إن "الهدف هو الدعاية للسيسي قبل انتخابات 2018، ولا يجوز أن تكون الدعاية الانتخابية من موازنة الدولة"، وتابع: "واحد من أسباب ثورة 25 يناير أن المواطن لم يجن ثمرات التنمية التي كانت تعلن عنها الدولة آنذاك في عهد مبارك، تعبئة الرأي العام بوجود إنجازات لابد أن يصاحبه واقع ملموس".

غلاء فاحش

وخلال الأعوام الأربعة الماضية، أغرقت سلطات الانقلاب المصريين في دعاية "مشاريع قومية" روّجت لها؛ باعتبارها ستنتشل البلاد من حالة التدهور الاقتصادي، لكن ما تحقق منها لم يؤت ثماره المرجوة، فضلا عن أخرى لم تُنفذ من الأساس.

ويرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، المؤيد للانقلاب، أن حملة 1095 هي "ترويج لحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، وليس للسيسي أي حسنة، وليس لنظامه أي ميزة أو حسنة طوال السنوات الماضية، ولكن بسببها تكسرت كل القيم، وتمت التضحية بكل المبادئ والحقوق".

وكشف ربيع عن أنه "تم منع مقال لي أردت نشره في إحدى الصحف حول حقيقة إنجازات السيسي، وكانت مقارنة من فم السيسي بين ما وعد وما تم تحقيقه، ولم تنشر؛ لأنها لم تقدم أي إنجاز حقيقي للسيسي؛ فالإنجازات محدودة جدا جدا، وتسعها بعض الكلمات ليس إلا".