انتشر في الفترة الأخيرة عدد من الظواهر السلبية التي يعبر عن عجز نظام الانقلاب العسكري في حلحلة مشاكل المجتمع المصري، خاصة الشباب الذي بات عرضة للبطالة والأزمات النفسية وإهدار حياته بلا عائد في البحث عن وظيفة أو فرصة عمل.
ومن أبرز الظواهر التي انتشرت “كافيه الشارع”، حيث يلجأ الكثير من شباب مصر لإنشاء كافية متنقل يبيع فيه المشروبات للزبائن في الأسواق والممرات وعلى الطرق، من أجل تحصيل لقمة العيش.
المشروع على الرغم من أنه ليس عيبا لكنه يمثل وصمة عار بجبين مصر ونظامها الانقلابي، بعد أن تجاوزت نسب البطالة بين الشباب إلى أكثر من 44%، بسبب سياسات النظام الغاشمة في تقليص فرص العمل بين المواطنين المدنيين، في الوقت الذي يتوسع فيه الجيش والشرطة في إقامة المشاريع المدنية، التي يحصلون من خلالها المليارات لصالح اللواءات والقيادات، ولا تدخل العوائد ميزانية الدولة.
وبجانب ظاهرة الكافيهات المتحركة تنتشر الآلاف من الشباب كباعة جائلين في الشوارع وفي وسائل النقل، حيث تجد شبابا جامعيين، مكانهم الأساس في أعلى منظومة العمل والإنتاج، يهدرون وقتهم في بيع الدبابيس والمناديل وغيرها من السلع الهاشية.
الرزق يحب الخفية
ومن نماذج الشباب الذين لجأوا لكافيهات الشوارع، وتناولته وسائل إعلام عدة مؤخرا، كريم عبد الوهاب 26 سنة، من بنها بالقليوبية، والذي قاسى من البطالة عقب حصوله على بكالوريوس إرشاد سياحي، فبدا فكرة إنشاء كافيه متنقل على سيارة يروج منها جميع المشاريب للشباب.
وقال في تصريحات صحفية: “تخرجت من كلية الإرشاد السياحى جامعة أكتوبر، ثم بدأت أبحث عن فرصة عمل من الحلال، وعملت بمهن كثيرة، كان هدفى هو الحصول على المال الحلال، فضلا عن أن الجلوس فى المنزل لا يفيد بأى شىء، وبعد بحث طويل فكرت فى إنشاء مشروع أجنى منه المال بالحلال لأكون نفسي، فجاءتنى فكرة إنشاء كافيه، حيث إننى لدى خبرة بعمل مشروبات مختلفة وجذابة للناس، ولكن وقتها كنت لا أملك أموالا لأستأجر مكان وأنشأ كافيه، ومرت الأيام، ولدى فكرة إنشاء كافيه بسيط وشيك، فكنت أتصفح على شبكة الإنترنت، للحصول على أى طريقة تساعدنى فى ذلك”.
وأضاف “كريم” إنه من خلال بحثى وجدت موقعا ألمانيا يصمم كافيها متنقلا على سيارة تعمل بالبطاريات ومطلق عليها اسم كوفى بايك، ومن هنا بدأت تنفيذ مشروع كافيه متنقل بمدينة بنها، وبالفعل ربنا وفقنى وبدأت العمل بالمشروع، وأقوم بتوصيل الكهرباء من عمود إنارة مجاور لى ومعى ترخيص من الكهرباء، وكل يوم أذهب للعمل الخاص بى من الساعة الواحدة ظهرا إلى الواحدة منتصف الليل.
وواجهت صعوبات عدة حتى كنت أظل بالأيام لا أبيع مشروبا واحدا، ومرت الأيام وإصرارى زاد، وتوكلى على الله حتى عرفنى الكثير حيث أقف بمنطقة الفلل بكورنيش بنها، وحاليا يتردد الشباب وفئات عديدة من الناس بعد ثقتهم فى ومشروباتي”.
ومتابعا: “بفضل الله زاد رزقى وأكسب فى اليوم 70 جنيها”، مؤكدا “فضل ونعمة أحسن من مد إيدى للغير”.
نموذج كريم، على الرغم من أن كثيرا من الشباب لجأوا إليه بعد استحالة حصولهم على وظيفة مناسبة لتخصصهم في أي من مؤسسات أو قطاعات الدولة أو القطاع الخاص، توجه أصابع الاتهام لنظام الانقلاب العسكري، الذي بفضل سياساته توقفت أكثر من 10 آلاف مصنع، إثر سياسات الضرائب العشوائية ورفع أسعار الطاقة ورفع أسعار المواد الأولية للإنتاج، بجانب الرسوم والضرائب والجمارك الكفيلة بإفشال أي مشروع على أرض الواقع، من أجل أن يسد عجز الموازنة العامة، التي تشكو من حرمانها من مواردها في ظل الانقلاب العسكري، الذي يعفي مشرووعات الجيش والشرطة الاقتصادية من الضرئب والرسوم.
كما أن شعارات الإرهاب والحرب عليه، التي تقدم أسوأ رسالة للعالم بأن مصر لا يوجد بها استقرار أو أمن وأمان، فيتلكأ السائحون والشركات العالمية عن إرسال الوفود إلى مصر، حتى من الدول الداعمة للانقلاب العسكري ونظام السيسي كروسيا وغيرها من الدول.
وانهارت عوائد السياحة منذ عام 2013 بنسب تجاوزت الـ80% ما يفقد “كريم” وغيره من خريجي الإرشاد السياحي أي فرصة للعمل في مجال تخصصه.
وكذلك تسببت سياسات التأميم وإصار قوائم عشوائية ضد أصحاب الأموال والمشاريع لضمهم لقوائم إرهاب السيسي، في إفقاد المستثمر الأجنبي الثقة في الاقتصاد المصري، فينصرف عن الاستثمار في مصر، بل هروب رؤووس الأموال من مصر للخارج.. وهكذا يضع السيسي شباب مصر على حافة الهاوية، كما يفقد التعليم المصري أهميته ومكانته كطريق لتحصيل عمل لائق للشباب المصري، الذي بات عرضة للاستهزاء والسخرية، حيث يعلن السيسي أن العام “عام الشباب” ثم نجد الشباب بين منتحر أو مدمن أو مريض نفسي أو عاطل عن العمل أو معتقل أو متهم باتهامات باطلة بمعارضة النظام او التظاهر ضد بيع أراضي مصر للسعودية او اليونان أو إسرائيل!