كلما اقترب موعد زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة باتت السعودية تتحسب خطواتها على سلم التنازلات وما يمكن أن تقدمه عربونا للصداقة بين محمد بن سلمان و”أبو إيفانكا” دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، واختارت السعودية إرضاء الشريك الصهيوني لترامب، بفك حظر فرضته المملكة منذ 70 عاما بعدم استغلال أجوائها لوصول الطائرات إلى تل أبيب والعكس، إلا أن وكالة “رويترز” فاجأت الجميع الأربعاء بأن السعودية منحت شركة الطيران الهندية “إير انديا” إذنا لتسيير رحلات بين نيودلهي وتل أبيب، مرورا بالمجال الجوي السعودي، وهو ما ينهي حظرا ويمثل تحولا دبلوماسيا.
على الرغم من أن ترامب نفسه هو أول من فك الحظر عندما انطلقت أول رحلة جوية مباشرة بين العاصمة السعودية الرياض ومدينة تل أبيب أواخر مايو الماضي، عندما غادر الرئيس الأمريكي، ترامب، المملكة على متن الطائرة الرئاسية متوجهًا إلى محطته الثانية إسرائيل في أولى جولاته العالمية رئيسًا للولايات المتحدة.
إير انديا
وقال المتحدث باسم “إير انديا” إن الشركة تخطط لتسيير ثلاث رحلات في الأسبوع، وإن الطيران في المجال الجوي السعودي سيخفض زمن الرحلة بمقدار ساعتين.
وفي يوم عيد جديد لنتنياهو عبر يوم الاثنين الماضي عن سعادته، وقال إن السعودية منحت “إير انديا” إذنا للطيران فوق أراضيها في مساراتها الجديدة إلى ومن تل أبيب، لكن لم يصدر تأكيد سواء من السعودية أو “إير انديا”.
وأظهر الموقع الإلكتروني لـ”إير انديا” خيارات للحجز على رحلات إلى تل أبيب من نيودلهي، بدءا من 22 مارس آذار مع أسعار تبدأ عند 24124 روبية هندية (371.94 دولار).
وأضاف المتحدث باسم “إير انديا” إن الشركة حصلت أيضا على موافقة من الهيئة المنظمة للطيران في الهند لتسيير رحلات إلى تل أبيب عبر الأجواء السعودية.
وتشغل شركة الطيران الصهيونية “العال” أربع رحلات أسبوعيا إلى مومباي، لكن هذه الرحلات تسلك طريقا باتجاه الجنوب نحو إثيوبيا ثم شرقا إلى الهند لتفادي المجال الجوي السعودي.
وذكرت رويترز يوم الخميس الماضي أن العال طلبت من جماعة ضغط في صناعة الطيران مساعدتها في النفاذ إلى المجال الجوي السعودي، حتى يمكنها منافسة الطريق المزمع لـ”إير انديا” بين الهند وتل أبيب.
استنجاد “العال”
وطلبت شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية “العال” الأربعاء الماضي دعم مجموعة ضغط في قطاع الطيران المدني العالمي لمساعدتها في الحصول على الموافقة اللازمة لاستخدام المجال الجوي السعودي حتى تتمكن من المنافسة مع المسار المزمع لشركة طيران الهند (إير إنديا) بين الهند وتل أبيب.
ولا تعترف السعودية بـ”إسرائيل” رسميا، رغم بوادر دفء في العلاقات بين حليفتي الولايات المتحدة، حيث تتشاركان بواعث القلق من النفوذ الإيراني في المنطقة.
واعتبر مراقبون أن السماح لشركة طيران إسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي برفع الحظر القائم منذ 70 عاما ينطوي على تحول دبلوماسي جذري.
ويلجأ الآن جونين أوسيشكين، الرئيس التنفيذي للعال، إلى رئيس إياتا ألكسندر دو جونياك قائلا إنه يتفهم عدم إمكانية الموافقة على مثل هذا الطلب لشركة طيران إسرائيلية، وطلب من جونياك التدخل للحيلولة “عدم المساواة بين المتنافسين”.
وقال أوسيشكين “أخاطبك وأطلب من إياتا التدخل وتمثيل مصالح قطاع الطيران المدني والمطالبة بحقوق عبور أجواء متساوية لجميع شركات الطيران في الأجواء السعودية، ومعارضة أي شكل من أشكال التمييز”.
وتضم إياتا في عضويتها 280 شركة طيران من 120 دولة.
وقال أوسيشكين إنه طلب أيضا المساعدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل المشكلة.
خط قطار
وسبق وكشفت الصحف العبرية عن تفاصيل مشروع ربط الكيان الصهيوني بالعديد من الدول العربية والخليجية، على رأسها السعودية، من خلال إقامة خط سكة حديد أطلق عليه “قطار السلام”.
وسابقًا، قال وزير النقل في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن خط السكك الحديدية الذي سيمتد من “إسرائيل” إلى حدود الأردن وسيصل للعراق والسعودية، “سيستخدم كممر إقليمي للنقل بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، وسيربطها بالبحر الأبيض المتوسط، وسيكون “جسرًا للسلام”.
وأكد كاتس أن رؤيته “لربط السعودية ودول الخليج والأردن بميناء حيفا والبحر الأبيض المتوسط ستجعل إسرائيل مركزًا للنقل البحري، وستعزز اقتصاد إسرائيل”، حسب قوله.
وخصصت حكومة الاحتلال 15 مليون شيكل (4.4 ملايين دولار) لتنفيذ مشروع مد السكك الحديدية من مدينة بيسان إلى معبر الشيخ حسين الأردني؛ بهدف نقل الركاب والحمولات بالقطارات بدلاً من الشاحنات.