سالي وأسماء وشيماء وسندس.. 4 شهيدات كشفن دموية العسكر

- ‎فيتقارير

في اليوم العالمي للمرأة، تعيش حواء أشد أيامها صعوبة في مصر، وتسخر الناشطة “لبنى الخواجة” مما يتردد عبر صفحات مؤيدي الانقلاب من أن المرأة حققت في عهد السفيه عبد الفتاح السيسي ما لم تحققه من قبل، واعتبرت أن إسناده عدة مناصب للمرأة مجرد مكاسب زائفة تخدم أغراضه في الاستهلاك الإعلامي.

وقالت الخواجة، في تصريحات رصدتها “الحرية والعدالة”: “السيسي يعامل المرأة كما كان يعامل مبارك الأقباط بتعيين وزير مسيحي”، مشيرة إلى أن “السيسي يستخدم المرأة لاستقطابها والحصول على دعمها السياسي كأداة مؤقتة، وليس للتمكين الدائم”.

وأكد تقرير لمنظمة “هيومن رايتس مونيتور” أن “المصريات بعهد قائد الانقلاب السفيه السيسي؛ منهن المقتولة والمعتقلة والمغتصبة والمحكوم عليها بالإعدام، والمطاردة والمحرومة من استكمال دراستها”. ورصدت المنظمة اعتقال نحو 3000 امرأة، وقتل 90 امرأة خارج إطار القانون، إلى جانب نحو 50 حالة اغتصاب في المعتقلات، ومئات حالات الفصل من الجامعات.

وفيما يلي ترصد “الحرية والعدالة” شهادة أربعة من النساء والفتيات على إجرام ووحشية العسكر:

الشهيدة سالي زهران

وجه لا يعرفه الكثير سوى على صفحات “فيس بوك” أو الجرائد، بصورة فتاة تبتسم بوجهها المعبر عن المحبة والحب والأمل والسعادة، فتاة قررت أن تخرج في صفوف جيل كامل ظن الجميع أنهم أموات، ولكن عبر هذا الجيل عن مشاكله وحياته مع السلطة الحاكمة، ووقف بصدور وأجساد ينتظر الأمل في العبور إلى حياة أفضل، أو رصاصة غادرة من نظام يتحسس الحياة.

توفيت فى مظاهرات ثورة «25 يناير»، إثر شومة على رأسها من أحد البلطجية التابعين للعسكر. تقول صديقتها: “سالي استشهدت فى سوهاج لتلتحق بغيرها من شهداء التحرير والمصريين في كل مكان، الذين كتبوا بدمائهم سطور الحرية التي نتنفسها نحن الآن”.

سالي زهرة الجنوب، ستبقى إحدى شهداء ثورة التحرير التي غيرت وجه مصر، ونحسبها من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجلنا، روى مسلم من حديث سهل بن حنيف- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه “.

الشهيدة أسماء البلتاجي

كل من عرفها يكرر نفس الكلمة “ملاك يمشي على الأرض”. هكذا يتحدث الجميع عن أسماء محمد البلتاجي، ذات الـ17 عشر ربيعا، والتي قتلها قناص برصاصة أصابت صدرها يوم “الأربعاء الدامي”، حين قُتل أكثر من 2000 معتصم برصاص الجيش والشرطة في مجزرة فض ميدان رابعة العدوية.

وُلدت أسماء في يناير ١٩٩٦، وقتلتها القوات المسلحة المصرية يوم ١٤ أغسطس ٢٠١٣، لكن على صغر سنها كانت أسماء قد تجاوزت سنوات عمرها القليلة، بما اعتادت أن تفعله منذ الثورة وما قبلها، وكانت أسماء شاركت في العديد من الفعاليات الثورية، حيث شاركت في ثورة 25 يناير، كما شاركت أيضًا في مظاهرات شارع محمد محمود التي روج البعض كذبا أن جماعة الإخوان رفضت المشاركة فيها.

كتبت أسماء وقتها: “من ميدان التحرير.. يا رب أنت تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على ثورتك، وتعاهدت على إقامة دولة العدل، فوثق اللهم رابطتها، واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو”. والدها الذي لم يستطع أن يحضر جنازتها لأنه مطلوب لدى عصابة الانقلاب، كتب يعتذر لها على صفحته قائلا: “آلمني شديد الألم ألا أكون في وداعك الأخير وألا أكحل عيني بنظرة وداع أخيرة، وألا أضع قبلة أخيرة على جبينك، وألا أشرف بإمامة الصلاة عليك, والله يا حبيبتي ما منعني من ذلك خوف على أجل، ولا خوف من سجن ظالم، وإنما الحرص على استكمال الرسالة التي قدمت أنت روحك لأجلها، وهي استكمال مسيرة الثورة حتى تنتصر وتحقق أهدافها”.

الشهيدة شيماء الصباغ

طلقة خرطوش قطعت مسافة أمتار قليلة لصيد ابتسامتها حين استقرت بوجهها، فتسقط من بين الذين شاركوها ذكرى مرور أربع سنوات على حلم الحرية، لتروي دماؤها إكليل الزهور الذي كانت تنوي وضعه على نصب تذكاري بالميدان، الشاهد على تقدمها بخطوات عن الشباب حتى يزول الخوف من قلوبهم، لتخلد بعمرها كأول شهيدة في رابع ذكرى تمر على ثورة 25 يناير.

شيماء الصباغ، إحدى قيادات شباب الثورة بالإسكندرية، كانت ضمن من أشعلوا الشرارة الأولى لانتفاضة الثورة، وأسست مع زملائها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، واحتلت منصب أمين العمل الجماهيري للحزب بالإسكندرية حتى وفاتها، قطعت المسافة إلى القاهرة ومعها زملاؤها، لتشارك قيادات الحزب في وقفة رمزية للاحتفال بذكرى ثورة الـ25 من يناير، تحركت معهم من أمام المقر بشارع هدى شعراوي، وقفت بينهم في طلعت حرب تهتف من أجل الحلم الذي لم يكتمل، ليتحول المشهد في لحظة من سلميته لاشتباكات مع عصابة الانقلاب، لتقتلها طلقة خرطوش غادرة، ويُعتقل ويُصاب الآخرون.

الشهيدة سندس رضا

يوم 23 يناير 2015، في إحدى مسيرات الشرعية، كانت الشابة “سندس رضا أبو بكر”، الطالبة بالصف الأول الثانوي، ابنة محافظة البحيرة، على موعد مع الشهادة والزفاف للجنة، متأثرة بإصابتها بطلق خرطوش فى الوجه من بندقية عصابة الانقلاب الغادرة، كانت قد أنهت امتحان النصف الأول من العام الدراسي الحالي، لكنها لم تنتظر النتيجة وحيل بينهما.

وتعتبر حادثة وفاة سندس من حالات القتل خارج إطار القانون، وهى جريمة من منظور حقوق الإنسان، والذي يتوجب التصدي له وفقا للقانون ومحاسبة الجاني وهو قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، كما تشير إلى ذلك المادة 230 “كل من قتل نفسا عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام”.