عقد الكاتب الصحفى فهمى هويدى مقارنة بين رد فعل العالم العربى، عقب إحراق المسجد الأقصى عام 1969 على يد أحد المستوطنين اليهود، وبين اقتحام المسجد الأقصى الأحد الماضى، بقيادة وزير الزراعة الصهيوني، مؤكدا أن الطريق لتحرير القدس هو تحرير العالم العربى أولا.
وقال "هويدى"، فى مقاله المنشور على موقع "الشروق" اليوم الخميس: إن "حادث اقتحام المسجد الأقصى يسلط ضوءا كاشفا على الفروق بين عرب ستينات القرن الماضى وبين عرب الألفية الثالثة."
وعن حرق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩ ورد فعل العرب، قال: "الحدث لم يمر لأنه أحدث دويه الكبير فى العالم العربى الإسلامى. لذلك تداعى رؤساء وزعماء تلك الدول إلى اجتماع عاجل عقد بعد شهر فى الرباط- العاصمة المغربية- يوم (٢١ سبتمبر)".
وأضاف أنه "صدر عن الاجتماع بيان أعلن فيه الزعماء الذين مثلوا ٢٩ دولة أن حكوماتهم وشعوبهم عقدت العزم على رفض أى حل للقضية الفلسطينية لا يكفل لمدينة القدس وضعها السابق لأحداث يونيو (حزيران) عام ٦٧. وفى ذلك الاجتماع تقرر تشكيل إطار لتحرك تلك الدول عرف فيما بعد باسم منظمة المؤتمر الإسلامى (أصبحت لاحقا منظمة التعاون الإسلامى".
أما عن اقتحام المسجد الأقصى، الأحد الماضى، قال: "ماذا كان رد فعل العالم العربى على تلك الجرأة التى مارسها المستوطنون وساندتها الحكومة، التى بلغت حد المطالبة بإغلاق المسجد الأقصى فى وجوه المسلمين، فيما أسموه ذكرى خراب الهيكل، لكى يؤدى فيه المستوطنون طقوسهم التلمودية، إلا أن الصدى فى العالم العربى لم يتجاوز حدود بيانات الاستنكار والشجب من جانب الجامعة العربية وبعض العواصم، التى ظلت تطالب الآخرين والمجتمع الدولى بأن يفعلوا شيئا لإنقاذ القدس، وكأن العالم العربى عاجز أو غير مكلف بفعل أى شىء".
ووصف هويدى المشهد بالقول" أعتبر اجتماع القمة الإسلامية فى عام ١٩٦٩ نموذجا لا علاجا ناجعا، لكنه بمعايير الحد الأدنى كان معبرا عن أن هناك أمة لها صوت وإن قصرت عن الفعل. ولم يكن ذلك هو الفرق الوحيد، ذلك أننا حين نقارن بين الحالتين فلا ينبغى أن ننسى أن جريمة إحراق الأقصى وقعت بعد سنتين من هزيمة يونيو ٦٧، أعنى أن العالم العربى حينذاك كان غارقا فى أحزانه ولا يزال يلعق جراحه."
وتابع: "فى الوقت الراهن فلا رأس ولا رؤية استراتيجية والملف الفلسطينى تراجعت أولويته، كما أن أمل الوحدة العربية تبدد بحيث صرنا نتطلع إلى يوم تتحقق فيه وحدة القطر الواحد وليس وحدة الأمة، والصف الفلسطينى تشتت وانقسم كما نعلم".