رحبت صحف صهيونية ذات توجهات يمينية متطرفة بسياسات عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى، خاصة محاربة مظاهر التدين وتطويق البيئة الحاضنة للحركات الإسلامية. وأفردت صحيفة "ميكورريشون"، المعبرة عن اليمين المتطرف تقريرا فى عددها، أمس الأربعاء، خصصته لرصد مظاهر محاربة حكومة الانقلاب لمظاهر التدين فى مصر، ومنها منع المحجبات من دخول المطاعم والشواطئ والمحميات الطبيعية. وفي سياق ترحيبها واحتفائها بالتمييز ضد المحجبات، لفتت إلى أن هذه السياسات ينفذها رجال أمن على الرغم من أن 90% من المصريين مسلمون بحسب موقع "عربي 21". ومع التأكيد على محاربة السيسي لمظاهر التدين تجدر الإشارة إلى أن البرلمان الإسرائيلي"الكنيست" كان قد أصدر الأسبوع الماضي قانونا يمنح المتدينين اليهود المتزمتين "الحرديم" أفضلية في الاستيعاب في الوظائف التي يعرضها القطاع العام. وهو ما يعنى تمييزا لصالح المتدينين دون غيرهم. وكان تسفي مزال، السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، قد امتدح حرص النظام الجديد في القاهرة على "تجفيف منابع" الحركات الإسلامية من خلال محاربة مظاهر التدين و"الأسلمة" التي تستفيد منها الجماعات الإسلامية في تعزيز قوتها. وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية بتاريخ 23 يوليو نوه "مزال"، الذي يعد أكثر النخب الإسرائيلية اليمينية حماسا للانقلاب الذي قادة السيسي، إلى أن نظام السيسي يتبع إستراتيجية واضحة المعالم لمحاربة الجماعات الإسلامية، وأن هذه الاستراتيجية لا تقتصر على الحلول الأمنية، بل يتعداها لإجراءات تربوية وثقافية. وشدد "مزال" على أن التغييرات التي أدخلت على مناهج التعليم واستبعاد كتب التراث التي تشجع "الفكر المتطرف" هما من ركائز الإستراتيجية التي يتبعها السيسي وحكومته. في سياق مختلف شنت نخب إعلامية يهودية أمريكية، هجوما على إدارة موقع "هافنغتون بوست"، بسبب تنصيبه كلا من المدير السابق لقناة الجزيرة وضاح خنفر والصحفي أنس فودة، لإدارة نسخته العربية. واعتبرت صحيفة "ميكورريشون" أن هذه الخطوة تدلل على أن الإعلام الأمريكي أصبح تحت سيطرة الإخوان المسلمين. وحرصت الصحيفة على تلفيق معلومات مفبركة لكل من خنفر وفودة، زاعمة أنهما يكثران في حسابيهما على "تويتر" من ترديد الأحكام التي أصدرها الشيخ القرضاوي وتحث على العمليات الإرهابية ومحاربة إسرائيل. يذكر أن مراجعة حسابي كل من خنفر وفودة تدلل على عدم صحة هذه المعلومات. ووصفت الصحيفة خنفر بأنه كان "بوق الإخوان المسلمين" في قناة الجزيرة، في حين زعمت أن دولة الإمارات العربية اعتقلت أنس فودة عام 2013، بسبب شبهات حول علاقته بالإخوان المسلمين.
وعرضت الصحيفة تغريدة لأنس فودة أثناء الحرب على غزة، جاء فيها: "بعد العدوان على غزة أدركت أن عدد اليهود المصريين قد زاد كثيرا منذ الانقلاب". وعرضت الصحيفة تغريدة للصحفي اليهودي الأمريكي الشهير جيفري غولدبيرغ، قال فيها إن الإخوان المسلمين باتوا يسيطرون على الإعلام بالعريية في الولايات المتحدة.