لن يهنأ الانقلاب العسكري في مصر أو تستب الأمور لنظامه الفاشل الفاشي، طالما في عروق الطلاب دماء تفيض ثورية ونضال من أجل الحرية والعدالة والكرامة، تلك الدماء التي لا يتوانى عسكر السيسي عن إهدارها في محاولة بائسة يائسة للسيطرة على جذوة الحراك النضالي للشباب.
ومع الساعات الأولى لبدء العام الدراسي، ورغم التدابير الأمنية غير المسبوقة التي لجأ إليها أمن الانقلاب بالاستعانة بثالوث المليشيات لمواجهة انتفاضة الطلاب، بالدفع بالأمن الإداري داخل الحرم، وعناصر شركة «فالكون» على البوابات مدعومة ببوابات إلكترونية وأجهزة كشف المعادن، ومدرعات الداخلية من الخارج، أدرك الانقلاب أنه مقبل على صدام لا قبل له به أمام شباب مصر الثوري الذي أطاح من قبل بالطاغية مبارك ونظامه في ملحمة 25 يناير، وفي طريقه إلى إزاحة آخر الفراعين وزبانيته.
لم تكن عضلات «فتوات» فالكون -التي تمتد فروعها الأمنية إلى الكيان الصهيونى- لتمنع الطلاب من إطلاقها مدوية «يسقط حكم العسكر» لتبث الرعب في نفوس من أجبروا الطلبة على الوقوف لساعات من التفتيش والمهانة واستعراض القوة قبل السماح لهم بدخول المحاضرات التي لا يلحق بها الطالب بطبيعة الحال بعد انتظار دوره في طابور التفتيش، فسقطت شركة الأمن الخاصة تحت أقدام الطلاب وفرّ «بودي جارداتها» وتحطمت أبوابها الإلكترونية، ودانت الجامعات لطلابها في مشهد بطولي أصاب زبانية الانقلاب بالجنون.
وعلى الفور خرج مخابيل الانقلاب وعبيد الجنرال إلى شاشاتهم ليطالبوا بتأجيل الدراسة أو إلغاءها هذا العام، وربما للأبد، من أجل حماية الانقلاب وقائده والسيطرة على ثورة الجامعات التي أثبتت على مر العصور أنها عدو الأنظمة المستبدة ومقبرة الطاغية.
معركة الأيام الستة
6 أيام هي كل ما مر من عمر العام الدراسي الجديد، إلا أن ما حدث فيهم من ملاحم بطولية ونضال ثوري، بث الطمأنينة في نفوس المصريين بأن تلك البلد مازال بها شباب يحميها ويدافع عن حريتها واستقلالها متمسكا بسلميته وإيمانه في وجه مصفحات الانقلاب، حتى لو بذل في سبيل ذلك حياته.
وبحسابات الأرقام لا يمكن حصر الفعاليات التي خرجت في مختلف جامعات مصر، بل في كل كلية على حدة، فانطلقت الوقفات والتظاهرات الحاشدة بجامعات الأزهر، والقاهرة، وعين شمس، والمنيا، وكفر الشيخ، وحلوان، والإسكندرية، وسائر الأقاليم، في موج متدافع من آلاف الطلاب رافعين صور زملائهم المعتقلين، والشهداء، وشارات رابعة، منددين بالمجازر التي ترتكبها قوات الانقلاب بحق طلاب مصر، وكان آخرها مجزرة هندسة الإسكندرية أمس الأول.
وفي المقابل أطلق الانقلاب العنان لسلاحه لحصد الشباب واعتقال من نجا منهم واستحياء الطالبات والتنكيل بهن، حتى سقط «عمر شريف» طالب الفرقة الثانية بهندسة الإسكندرية متأثرا بإصابات قاتلة يرقد بها بين الموت الحياة في المستشفى الأميري الجامعي بالإسكندرية.
دماء «عمر» دفعت المنظمات الحقوقية للتنديد بممارسات الانقلاب القمعية، وأجبرت وسائل الإعلام الغربية على استنكار مجازر داخلية السيسي، كما أشعلت غضبة الطلاب وأججت الحراك الثوري لأحرار الجامعات للقصاص لشهداء الحرية.. حاملين البشرى بقرب سقوط الانقلاب وزوال أركانه.
واقرأ أيضًا:
في أول يوم دراسي.. استفزاز أمني..اعتقالات.. مجلس تأديب