“الأزهر” من الدمج إلى الغناء .. وبينهما مشروع السيسي لتشويه الخطاب الديني !!

- ‎فيأخبار

منذ الانقلاب العسكري، ثارت المشروعات الساعية لمحو التعليم الأزهري، وتحويل الأزهر لمؤسسة خاضعة للجيش تأتمر بأمر السيسي ، وهو ما بدا متصاعدًا في الفترة الأخيرة، وسط حملات إعلامية مسيئة للأزهر وتتهم شيوخه بالإرهاب ودعم التطرف تارة ، وبأنه ضد تجديد الخطاب الديني، ومرات عدة بدعوى رفض شيوخه موافقة السيسي في آرائه الدينية حول الطلاق الشفوي وغيره من الأفكار العبيطة التي يطرحها فيلسوف مصر وطبيب الفلاسفة .

فعلى مدار السنوات الخمس الماضية سلط السيسي وانقلابه وإعلاميوه جامَّ غضبهم على شيخ الأزهر ، الذي احتجب مرات عدة مغادرًا القاهرة ، وتارة أخرى بتأكيد السيسي على أنه هو المسئول عن دين المصريين، وأن المؤسسات الدينية لابد أن تعمل وفق مؤسسة الرئاسة .

فيما أطلق السيسي نوابه لاقتراح مشروعات القوانين حول الأزهر الشريف وضرورة تعيين شيخ الأزهر من قبل السيسي، والتحكم في ميزانيات الأزهر .

بجانب ذلك خرجت كثير من التشريعات المضيقة على الأزهر سواء بإلغاء مناهج علمية ، ومنع تدريس أمهات الكتب بمراحل التعليم الأزهري، علاوة على اشتراطات عدة لعمل المعاهد الأزهرية ؛ ما اضطر إلى إغلاق الآلاف من المعاهد الأزهرية بالريف والمحافظات المصرية ، بحجج عدم كفاية الطلاب ومن ثم تحويل العديد من المباني التابعة لمشيخة الأزهر لمدارس ومؤسسات حكومية ، وإغلاق آلاف الكتاتيب التابعة للأزهر بجانب معاهد الدعاة .

تلك الضغوطات غير المسبوقة على الأزهر جاءت في إطار التضييق على التعليم الديني وتقليصه وفق المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الذي يرى في مؤسسة الأزهر حصنا منيعا للأفكار التغريبية ومشروعات العلمنة .

ولقد عبر وزير التعليم الانقلابي مؤخرا ، طارق شوقي ، عن مخطط لدمج التعليم الأزهري بالتعليم العام وهو ما قوبل بغضب شديد من قبل الأزهر ، فتم نفي الأمر من قبل التعليم .. هذا النفي لم يلغي المخطط بل جاء كمحاولة للتهدئة فقط!!

وما بين الضغوط ومخططات تقليص دور الازهر في مصر، وبين مشروعات تصفية دوره العلمي والديني، يسعى عرابو السيسي من داخل مؤسسة الأزهر لتشويه وعي الطلاب ، عبر صرفهم عن المناشط الدينية الفقهية بمناشط تغريبية ، تغير صورة الأزهر كواجهة مدنية تضطلع بالأفكار التغريبية، من حفلات رقص وغناء من وقت لآخر .

أول فريق غنائي «أزهري» !!

وعلى طريقة هيئة الترفيه السعودية وإقامة المهرجانات الغنائية والنسائية في المدن السعودية واستضافة المصارعين والمصارعات العراة لأول مرة في السعودية، تسير مصر نحو نموذج موحد لعلمنة المؤسسات الدينية، حيث قدم أول فريق غنائي للأزهر الشريف في مصر، وصلة غنائية بآلات موسيقية، ضمن فاعليات مهرجان الأزهر الأول للفن والإبداع، في محاولة لتقديم صورة مغايرة عن المؤسسة الدينية الأولى في مصر والعالم الإسلامي.

وأدى الفريق الغنائي، المكون من 8 طلاب ومثلهم من الطالبات، أغانى وطنية ورومانسية لـ «أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وفايزة أحمد، ومحمد عبدالوهاب، وسيد درويش»، وذلك بحضور وكيل الأزهر الشريف، الدكتور «عباس شومان»، ورئيس الجامعة، وعدد من علماء الأزهر!!!

ومن الأغاني التي أداها الفريق: «شباكنا ستايره حرير ـ يا أغلى اسم فى الوجود ـ الحلو داير شباكها ـ ليه تشغل بالك ليه»، و«يا شاغلى بالحب».

وقال أحد أعضاء الفريق، «عبدالله سعد» لصحيفة «الشروق»، إن الفريق تشكل عقب مسابقة «إبداع» التى نظمتها وزارة الشباب والرياضة.

ويتراوح عمر أعضاء الفريق بين 19 و23 عاما، ودربه قائد فرقة عيون مصر المايسترو «حسن فكري»، وأشرف عليه الأستاذ فى كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، «نهلة بكير».

وعلقت الطالبة فى كلية الدراسات الإنسانية، «أميرة علي»، على الحفل بالتأكيد على أن «الأزهر لم يضع شروطا للأغاني وهو من طلب منا المشاركة، ونحن أول فريق تشكل بعد منافسة 100 أزهري».

ويعزف الفريق بعود وبيانو ودُف ، بحسب الطالب فى كلية تربية الأزهر «عمر جمال».

وللأزهر فريق للفنون الشعبية لكنه لم يشارك فى المهرجان هذا العام .

وبحسب مراقبين تأتي الحفلة وتشكيل الفريق الغنائي، ضمن مخطط السيسي لتجديد الخطاب الديني ، وتقديم صورة مغايرة عن الأزهر، الذي ظل لقرون مدافعًا عن صحيح الدين ووسطية الإسلام.

ولعل الحفل يحمل خلفه الكثير من المناشط التغريبية التي يستهدفها نظام السيسي تماشيًا مع الأجندة الأمريكية والغربية منذ الانقلاب العسكري .