وصل أكثر من 100 جندي إماراتي مع مدرعات وأسلحة مختلفة إلى جزيرة سقطرى – التي أعلنها الرئيس هادي بالأمس فقط محافظة – وانتشرت القوات الإماراتية في مطارها وطردوا القوات اليمنية الحكومية المُكَلّفة بحماية المطار.
ووصلت قبل ساعات ثلاث طائرات عسكرية إماراتية إلى مطار سقطرى محملة بجنود وعتاد وانتشروا في المطار واستولوا عليه وطردوا الجنود المرابطيين في المطار بالتزامن مع وجود الحكومة اليمنية الشرعية التي حظيت بترحاب شعبي كبير وارتياح لللمنجزات التي قدمتها الحكومة.
وقالت مصادر أخرى إن الجنود الإمارتيين قدموا إلى جزيرة على متن أربع طائرات نقل حطت في المطار مع أربع مدرعات وشحنات أسلحة متنوعة.
ويأتي الاحتلال الإماراتي بعد تقرير بثته قناة الحرة – واجهة عربية لوزارة الخارجية في الإدارة الأمريكية – عن حضور إماراتي بارز في جزيرة سقطرى اليمنية واستثمارات ضخمة في القطاع السياحي والبنى التحتية، متجاهلة الدور الإماراتي البارز في سرقة أشجار “دم الأخوين” لأبوظبي، وتكوين مليشيات كالحزام الأمني في عدن، تقف أمام قوات الأمن الحكومية، وتحتل مؤسسات الدولة كما يفعل الاستعمار، في ظل اتهامات من كيانات سياسية وهيئات يمنية للإمارات بنهب ثروات الجزيرة ونقلها إلى أبو ظبي، ولكنه بواجهة عربية كما يرى أغلب المحللين.
آراء يمنيون
وقال الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي على تويتر”وصول قوات إماراتية جديدة بينها دبابات على متن سفينة و3 طائرات تحمل عتاد عسكري وجنود إلى جزيرة سقطري .. سقطري لايوجد بها حوثي ولا قاعدة ولا اي تشكيلات مسلحة .. لماذا لاترسل الإمارات هذه القوات الى جزرها المحتلة من ايران وهي اقرب لها من سقطري”.
وحتى كتابة هذا التقرير، لم يدل رئيس وزراء الحكومة اليمنية د / أحمد عبيد بن دغر الذي كان موجودا في سقطرى اليوم – ولم ترد أي أنباء تفيد رحيله عنها – وشارك في مؤتمر شعبي حاشد اليوم بالمئات . أورد صورا على حسابه قال إنها عُشر ما كان موجودا .
وقال ضمن ولاء أهل سقطرى لرئيس الحكومة الشرعية عبد رب منصور هادي : “أثلج صدري ما سمعته من حديث في لقائي اليوم، مع مشائخ وأعيان المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة، وهم يجددون الولاء لفخامة الرئيس الشرعي، الرئيس عبدربه منصور هادي، ونعدهم بأننا لن نسمح بسقوط الجمهورية والوحدة وسنقاتل سوياً من أجل اليمن الاتحادي. نحن من أهل سقطرى، وأهل سقطرى منا”.
تعز اليمنية
وفي هذا الوقت تتصاعد الأزمة التي تشهدها مدينة تعز اليمنية، بعد الأنباء عن سعي الإمارات إلى استنساخ تجربة ما يُعرف بـ “قوات الحزام الأمني” في المدينة، ووصول قوات موالية لنجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، العميد طارق صالح، إلى الجزء الغربي من تعز.
ولم تعد تواري الإمارات سواءاتها، وكشفت الوكالة الرسمية الإماراتية للأخبار “وام” أنه بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية فإن “المقاومة الوطنية اليمنية” بقيادة طارق عبد الله صالح تبدأ عملية عسكرية واسعة بالساحل الغربي.
وتأتي التحركات الإماراتية مع مزاعم بأن جيش “المقاومة” تعداده 100 ألف مقاتل ، وأن هدفه الساحل الغربي دون ذكر تعز التي حررتها قوات الحكومة اليمنية بمساندة الإصلاح في اليمن وتأبى الإمارات إلا أن تحولها على نمط عدن بتثبيت قوات الحزام الأمني المعروفة بمضادتها للحكومة اليمنية والاغتيالات السياسية.
و تواصل أبوظبي مساعيها لبسط نفوذها في جنوب اليمن من خلال تشكيل ميليشيات عسكرية تابعة لها في عدد من مدن الجنوب ، حيث أنشأت أبوظبي مليشيات الحزام الأمني في كل من عدن وأبين ولحج، جنوبي اليمن، وهو يتكوّن من فصائل عدة بقيادات محلية على مستوى المديريات، بحيث لا يمكن أن تشكّل خطورة كقوة كبيرة مجتمعة، لعدم وجود تنسيق أفقي بينها.