3 احتمالات و4 مآرب.. قراءة في حادث اغتيال السفير الروسي بتركيا

- ‎فيتقارير

 كتب: يونس حمزاوي
جاءت عملية اغتيال السفير الروسي بتركيا أندريه كارلوف، مساء اليوم الإثنين 19 ديسمبر 2016م، إثر عملية إطلاق نار لتثير الجدل حول تفسير الحادث واحتمالات وسيناريوهات العملية، التي تهدف بلا شك إلى توتير العلاقات التركية الروسية من جهة، والضغط على أنقرة للتخلي عن نصرة فصائل المقاومة في حلب من جهة أخرى، وكلها تصب بلا شك في صالح سفاح سوريا بشار الأسد، والمشروع الإيراني في بلاد الشام.

بداية علينا الإقرار بأن ما تقوم به روسيا في سوريا هي جرائم دولة احتلال بكل معاني الكلمة، جاءت بمباركة من الطائفة العلوية، وعلى رأسها المجرم بشار الأسد، الذي طلب الدعم الروسي على خلفية تراجعه أمام جحافل الثوار، إضافة إلى رضا إيراني لحسم الصراع في سوريا الذي أخذ بعدا طائفيا بين السنة والشيعة، بعد أن بدأت الثورة في 2011، تعبر عن طموحات الشعب السوري كله بكل أطيافه نحو التحرر من الظلم والاستبداد وإقامة نظام ديمقراطي يضم كل الأطياف، ويحترم إرادة الشعب السوري.

أمام هذه الإقرار ومع الجرائم الرهيبة التي قامت بها قوات الاحتلال الروسي في سوريا وخصوصا حلب، فإن من حق المقاومة السورية أن تدافع عن نفسها، ومن هنا يمكن تفهم العملية التي تعد شكلا من أشكال الانتقام من الجرائم الروسية في حلب وغيرها من المدن السورية المنتفضة ضد جرائم ميليشيا الأسد.

لكن هذا المبرر لا يمنع من قراءةٍ أكثر توسعا وشمولا للحادث، الذي جاء في صالح "الأسد" والمشروع الإيراني في معظم احتمالاته.

3 احتمالات للحادث

وبحسب مراقبين، فإن هناك 3 احتمالات للحادث، الأول أن ما جرى هو مجرد تهور شخصي من مواطن سوري تعرضت أسرته وبلده للتدمير؛ بسبب الغارات الجوية الروسية والدعم العسكري الكبير للسفاح بشار الأسد.

أما الاحتمال الثاني فهو تورط حركة "كولن" التي قادت انقلابا فاشلا ضد الحكم الديمقراطي في تركيا، منتصف يوليو الماضي، والتي تُعَد العدو الأول للنظام التركي، أو المسلحين الأكراد الذين يدعو إلى الانفصال عن تركيا ويحظون بدعم أمريكي غربي. يعزز من هذا الاحتمال أن الشرطة التركية تمكنت من قتل منفذ الجريمة، وتم التعرف على هويته، حيث كان ضابطا في الشرطة التركية بأنقرة من مواليد 1994م.

وأفادت الشرطة التركية بأنه خلال جريمته كان يصرخ "الله أكبر" وهو يُطلق النار. وقال بعد إطلاق النار على السفير: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد. وكان يصرخ: "لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا"، وقال أيضا "كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الحساب"، وأضاف أنه لن يخرج من القاعة إلا ميتا. وقال أيضا وهو يصرخ: "ما لم تكن بلادنا في أمان فإنكم أنتم أيضا لن تتذوقوه". وهو ما يعني أنه يهدف إلى لصق التهمة بالإسلاميين وتوتير العلاقات بين أنقرة والحركات الإسلامية.

والاحتمال الثالث هو ضلوع جهاز مخابرات قوى ونافذ، وله امتدادات كبيرة في تركيا، مثل الموساد أو المخابرات الإيرانية.

4 مآرب خبيثة من الحادث

وحول الأهداف من وراء الحادث، فإنه بلا شك يهدف أولا إلى توتير العلاقات بين أنقرة وموسكو، لا سيما وأن تركيا تقاربت مع روسيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة مباشرة، والموقف الأمريكي والغربي المريب من الانقلاب الفاشل وترقب نجاحه، والدفاع عن المجرمين المتورطين في محاولة الانقلاب بزعم حقوق الإنسان واحترام القانون.

أما الهدف الثاني من الحادث فهو توتير العلاقات بين تركيا من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة ثانية، والتي تعد تركيا أحد أبرز الداعمين لها ولتطلعات الشعب السوري عموما نحو حكم ديمقراطي رشيد يحقق الحرية والعدالة والمساواة، وعدم إقصاء أي فصيل من المشاركة في الحكم وصنع القرار.

كما يهدف الحادث إلى ضرب الاقتصاد التركي، خصوصا وأن العلاقات التجارية بين روسيا وتركيا تعد من أكبر العلاقات التجارية حجما، وحال حدوث ذلك فإن ذلك سوف يؤثر على التعاطف الشعبي التركي مع الشعب السوري في محنته، الأمر الذي يصب في مصلحة بشار الأسد والمشروع الإيراني الشيعي في المنطقة، ويحرم الشعب السوري من أكبر داعميه.

الهدف الرابع هو زعزعة الأمن والاستقرار في تركيا، خصوصا وأن الانفجارات لا تتوقف كل أسبوع؛ من أجل إدخال تركيا في فوضى عارمة، والعمل على وقف مشروع العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية، والذي حقق قفزات هائلة لصالح الديمقراطية والاستقرار الاقتصادي في البلد الإسلامي الكبير في أوروبا.

شاهد لحظة اغتيال السفير الروسي بأنقرة