بعد الفشل.. خناقة كلاب بين السيسي وعصابة مبارك

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

بداية لا يقبل شعب قام بثورة ضد الفساد أن يعود هذا الفساد مرة ثانية للواجهة، ولا حتى أن يستبدل انقلاب عسكري فاشل بنظام مخلوع أسقطته ثورة 25 يناير، إلا ان فشل السفيه عبد الفتاح السيسي أسال لعاب النظام المخلوع لطرح نفسه كـ "بديل"، وبدأت صفحة "إحنا آسفين ياريس" التابعة للرئيس المخلوع حسني مبارك، تدشين حملة مؤيدة لجمال مبارك لترشيحه لانتخابات الرئاسة.

 

وشن عصابة المخلوع مبارك هجوما على السيسي، خاصة بعد قراره الأخير بزيادة أسعار الوقود، وعلق كريم حسين، أدمن صفحة "آسف ياريس"، على قرار مجلس الوزراء، بزيادة أسعار المنتجات البترولية والغاز الطبيعي وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": " في انتظار الإخوة السيساوية يكلمونا عن فوائد رفع أسعار البنزين للمرة العشرين على التوالي، وتأثيره الإيجابي في رفع مستوي معيشة المواطن"

 

ونشرت صفحة "أنا آسف يا ريس"، تسجيلاً صوتياً منسوباً للمخلوع مبارك، ينتقد فيه مصر التي أصبحت ضعيفة ومستباحة من بعده، بدلاً من أن تكون "قد الدنيا"، كما وعد السفيه السيسي.

 

مبارك: السيسي فاشل

 

وقال مبارك: "كان عندي طيارات أقدر أضرب سد أثيوبيا أخلص عليه بطيارة واحدة، وكنت مانع بناء السد وبنوه بعد ما اتنحيت". 

 

وتابع: "ماتجرأوش يفتحوا بقهم معايا، عملوا اتفاقية عنتيبي، روحت لافف على الثلاث دول عشان ما يمضوش فتقف، فوقفت"، مضيفاً: "والعالم كله مستهيفنا دلوقتي، والعالم كله عارف إن احنا بلد ضعيف جدا".

 

التصريحات انتشرت على وسائل التواصل بين ترحيب أصحاب نظرية "ولا يوم من أيام مبارك"، وهجوم لجان السيسي، وإصرار ثوار يناير على فشل مبارك، حيث رأوا التصريحات هجوماً على ثورتهم، في حين رأى ناشطون أن التصريحات لا تهاجم سوى العسكر والسيسي، لأنه هو من وقّع مع إثيوبيا على الاتفاقية، حيث بدأ بناء السد مع توليه السلطة.

 

عضو حملة السيسي السابق، حازم عبد العظيم، علّق على التسريب قائلاً: "‏أكيد هانسمع قريبا ان تسريب مبارك مفبرك، ويتم تحويل الملف إلى النيابة العسكرية للتحقيق فيه ويندفن، واللي عنده تسريب يربطه والسلام عليكم مصر". 

 

وقال الصحفي أحمد عطوان: "‏مبارك في تسريب صوتي: العالم كله مستهيفنا، وعارف إننا بقينا بلد ضعيفة جدا! قابل ياسيسي".

 

جمال في الثلاجة

 

ودشنت صفحة "إحنا آسفين يا ريس" التي يديرها جناح في الانقلاب العسكري،لا يؤيد وجود السيسي في الحكم، حملة لترشيح نجل مبارك في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.

 

ونشرت الصفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا لجمال مبارك، مذيلة بشعارات "جمال مبارك لرئاسة الجمهورية 2018، ومن أجلك أنت، وهنرجع مصر أكبر مما كانت".

 

من جهته؛ قال الباحث السياسي محمد السعيد، إن "مبارك وابنه جمال انتهيا ولم يعد لهما وجود سياسي"، مشيرا إلى أن "ما يحدث الآن هو استمرار لصراع الأجهزة الأمنية الذي ظهر منذ ثورة يناير 2011، وزادت حدته بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013".

 

وأضاف السعيد أن"أجهزة أمنية بعينها عادت لتمسك ببعض الملفات السياسية، وتحاول أن تلهي الناس في معارك محسومة، وتلقي الضوء عليها حتى تشغل الرأي العام لفترة معينة، وتثير حالة من اللغط في الشارع، لتبعد الناس عن مشاكلهم اليومية التي تنغص عليهم حياتهم".

 

وأوضح أن "النظام كلما وقع في أزمة كبيرة؛ لجأ إلى استغلال سيرة مبارك وأولاده كل فترة، بدءا من خبر وفاة مبارك، وانتهاء بثروته وترشح ابنه للرئاسة، حتى يجعل الناس تتكلم عن مبارك ونظامه، وينسون الأزمات المحيطة بهم".


إلا مبارك!

 

أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل، رأى أن الانقلاب لديه تخوفات حقيقية من عودة نظام مبارك متمثلا في ابنه جمال، وخاصة بعد الحملات التي نظمها نشطاء محسوبون على نظام مبارك، والتي تدعو إلى ترشيح جمال مبارك للرئاسة العام المقبل.

 

وقال كامل إن "النظام يخشى ارتفاع شعبية جمال مبارك، في ظل تراجع شعبية السيسي، بسبب الأزمات المتكررة في الشارع المصري، على الرغم من صعوبة حصول جمال على فرصة كبيرة في العودة للساحة السياسية مرة أخرى".

 

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن "الإعلاميين المؤيدين للنظام الحالي لا يحتاجون إلى تلقي تعليمات من الأجهزة الأمنية حتى يقوموا بمهاجمة جمال مبارك؛ لأنهم يعملون وفق إستراتيجية واضحة، وهي انتقاد أي شخص أو كيان يعارض النظام، أو يلمع نجمه على حساب النظام، حتى لو كان هذا الشخص أو الكيان مقربا منهم، فهؤلاء الإعلاميون يُسمح لهم فقط بالظهور في وسائل الإعلام؛ لأن أسيادهم راضون عنهم".