بعد بيان دول الحصار.. قطر تتحدى بـ5 أوراق هجومية

- ‎فيتقارير

كتب- يونس حمزاوي:

منعطف جديد في أزمة حصار قطر، بعد انتهاء مهلة الأيام العشر التي حددتها دول الحصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والتي انتهت برفض قطري حاسم للإملاءات التي رأت أنها تمس بسيادتها وتهدر استقلالها كدولة ذات سيادة.

 

وبحسب مراقبين فإن الرفض القطري والتصميم على حماية سيادتها وعدم الاستسلام أمام الضغوط والحصار والإملاءات السعودية الإماراتية سوف يمهد لتحرر الدوحة من المظلة السعودية والتي كانت تقيد بعض سياساتها بناء على مواءمات وحسابات كانت تراعي عدم إغضاب العاهل السعودي المقيم بقصر اليمامة بالرياض.

 

بيان هزيل

وانتهى اجتماع وزراء خارجية دول الحصار اليوم الأربعاء بالقاهرة ببيان  يمكن وصفه بالهزيل والذي امتلأ بعبارات تكررت كثيرا على ألسنة مسئولين بدول الحصار خلال الفترة الماضية دون أن يضيف جديدا. أو يحمل تهديدًا.

 

وكنا في تقارير سابقة أكدنا على أن دول الحصار ألقت بما لديها من أوراق ضغط جملة واحدة وأفرغت ما في جعبتها مرة واحدة الأمر الذي أفقدها القدرة على توجيه تهديدات جديدة جادة ومؤثرة  لا سيما وأن الدوحة تمكنت من إدارة أزمة الحصار بنجاح كبير وتمكنت من علاج السلبيات التي ترتبت عليه لا سيما في مجال السلع التي كانت تأتيها برا من السعودية والتي استبدلتها بسلع من الكويت وسلطنة عمان وتركيا.

 

وتضمن البيان مبادئ ستة لا تختلف قطر عليها وإن كانت دول الحصار هي التي تنتهك بعضها بالتحريض على قطر والانقلاب على الأمير تميم.

 

كما تضمن البيان شكر الكويت على جهودها في الوساطة وكذلك الثناء على ما وصفه البيان بالموقف الحاسم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق قطر جاءت نتيجة لمخالفة قطر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ودعمها للتطرف والإرهاب ما ترتب على ذلك تهديدات للأمن القومي العربي بحسب مزاعم البيان.

 

ولا تزال دول الحصار حتى اليوم تلقى التهم جزافا دون أن تقدم ولو دليلا واحدا على تورط قطر في دعم الإرهاب وهو ما أشار إليه ريئس الوزراء التركي علي يلدريم عندما طالب دول الحصار بتقديم ما لدها من أدلة وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

 

الجزائر تفشل محاولات إدانة قطر إفريقيا 

وفي محاولةٍ لحشدِ دعمٍ دبلوماسي للحصار المفروض على قطر، حضر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على نحوٍ غير متوقع قمةً لقادة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

 

وقال الصحفي الجزائري، عياش دراجي، ومدير مكتب الجزيرة في باريس، إن الجزائر أفشلت محاولات مصر في استصدار قرار إفريقي ضد قطر.

 

ويُتوقع إثارة الموضوع للنقاش في قمة مجموعة العشرين، التي ستُعقَد في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع، في مدينة هامبورغ الألمانية، وستحضر السعودية هذه القمة.

 

"5" أوراق هجومية تملكها الدوحة 

وبحسب الخبير الاقتصادي علاء البحار فإن قطر انتقلت بعد كسر الحصار الاقتصادي المفروض عليها من دول عربية، إلى مرحلة الهجوم عبر التلويح بتوجيه ضربات اقتصادية إلى هذه الدول التي خالفت القوانين الدولية.

 

ووفقا للبحار، تتنوع أدوات الهجوم التي تمتلكها قطر في هذا الإطار، ما بين قطع الغاز عن الإمارات والذي تم التلويح به أمس لأول مرة منذ بدء الأزمة، وإمكانية سحب الاستثمارات من دول الحصار، وأوراق العمالة، وإغلاق الأسواق أمام منتجاتهم، والمعاملة بالمثل في حال تجميد الأموال القطرية داخل بنوك هذه الدول.

 

وكانت قطر اكتفت خلال الفترة الماضية باتخاذ إجراءات لكسر الحصار، إلا أنه مع استمرار الأزمة وتهديد السعودية والإمارات والبحرين ومصر بتشديد العقوبات الاقتصادية دفع البلاد إلى التحرك في الاتجاه المقابل، عبر التلويح بالرد على عقوبات على هذه الدول في حالة التصعيد.

 

ويؤكد اقتصاديون قطريون أن بلادهم رغم امتلاكها هذه الأدوات الخمس، إلا أنها لن تستخدم بعضها إلا في الضرورة القصوى مع استبعاد المساس بالعمالة الوافدة التي تنتمي لدول الحصار.

 

وقال الاقتصادي القطري، رجل الأعمال البارز، علي حسن الخلف، إن "القوة الاقتصادية لقطر وعلاقاتها التجارية الجيدة مع شركاء عالميين تسهل لها الرد على أية عقوبات تفرض عليها، وتدعمها في المناورات الاقتصادية مع دول الحصار، إلا أن الدولة تفضل التأني في اتخاذ القرارات واتباع الإجراءات القانونية وعدم التهور، كما فعلت الدول الأخرى التي فرضت عقوبات مخالفة للقوانين والاتفاقات الدولية".

 

وأضاف الخلف أن قطر نجحت في الارتباط بشبكة مصالح مع أميركا ودول أوروبية وآسيوية جعلتها محصّنة في أوقات الأزمات، وتستطيع أن تبني ردودها على أسس اقتصادية قوية، مشيراً إلى أن قطر تأخذ مواقفها بناءً على القوانين الدولية.

 

وأكد أنه رغم مرور شهر على الحصار غير القانوني، لم تستخدم قطر أدوات الضغط التي تمتلكها ومنها قطع الغاز عن الإمارات رغم حقها في الرد على دول الحصار.

 

وكان الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للبترول"، سعد الكعبي، قال، الثلاثاء، إن "قطر للبترول لن تغلق خط الأنابيب دولفين الذي ينقل الغاز الطبيعي إلى الإمارات، لكن إذا تصاعدت الأزمة، فإن السلطات القطرية سيكون لها الحق في ذلك".

 

وهذه هي المرة الأولى التي تلوح فيها قطر باستخدام إحدى أدواتها المؤثرة، ولا سيما أن الإمارات تعتمد في تلبية 30% من احتياجاتها على الغاز القطري، كما يتوقع أن يطاول قطع الغاز مصر التي تستورده بشكل غير مباشر من قطر عبر شركات سويسرية.