شاهد.. طوابير “السكر” من أصحاب “السكر”

- ‎فيأخبار

كتب حسن الإسكندراني:

"بلاد الظلم أوطانى" هذا ما رصدته بعض الصور فى مركز نجع حمادى، بمحافظة قنا، الاثنين، التى شهدت تكدس مئات المواطنين أمام الجمعية الاستهلاكية في طوابير للحصول على السكر المدعم، الذي أعلنت مديرية التموين بقنا بيعه بسعر 7 جنيهات ونصف للكيلو الواحد.

المفاجأة ليس فى الطوابير التى اعتاد عليها المصريون، لكن أن يقف فى الطوابير من يقوم هم من يوردون للحكومة آلاف الأطنان من القصب الذى يصنع منه السكر؟

وشهدت الطوابير مشاحنات ومشادات بين المواطنين لأسبقية الحصول على السكر، خوفًا من نفاده، في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد من نقص السكر، وارتفاع أسعاره، وصعوبة الحصول عليه من المحال التجارية.

فى سياق متصل، حمل مزارعو القصب بـ5 محافظات بالصعيد وزاراتى الزراعة والتموين فى حكومة الانقلاب المسئولية، بعدم وجود خطة لاستنباط أصناف جديدة تساعد على زيادة الإنتاج وتقلل من استخدام كميات المياه.

وكان رشدى عرنوط -نقيب عام الفلاحين، ونائب رئيس جمعية منتجى قصب السكر بالصعيد- قال فى تصريحات صحفية مؤخرًا، إن الحكومة ليس لديها رؤية وسياسة زراعية واضحة لحل جميع المعوقات، التى تواجه مزراعى قصب السكر بمحافظات الوجه القبلى، وعدم الاهتمام بالمحاصيل السكرية لزيادة الإنتاجية، وسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك، وليس هناك برامج لتربية إنتاج أصناف متميزة كمًا ونوعًا تساعد على ترشيد استهلاك المياه، وعدم استخدام أحدث الوسائل لمقاومة الأمراض والحشرات".

وأكد عرنوط، أن من أهم المشاكل التى تواجه مزراعى قصب السكر عدم رفع سعر طن قصب السكر لـ500 جنيه بدلا من 400 جنيه، لارتفاع تكاليف زراعته وحصاده، مطالبًا بمراعاة الحكومة ارتفاع التكاليف الزراعية التى أرهقت المزارع، وتعرضه لخسارة بعد انتظار عام كامل للمحصول لتسديد الالتزامات المالية لبنوك التنمية، إضافة إلى تأخر صرف مستحقات المزارعين التى بلغت العام الحالى لـ 800 مليون جنيه، موضحا أن تراكم مشاكل زراعة القصب فى محافظات: "قنا، أسوان، سوهاج، المنيا، الأقصر"، تسب فى هجر زراعة هذا المحصول الاستراتيجى وتراجع صناعته، مما يودى إلى توقف 8 مصانع تخدم 35 ألف مهندس وعامل وموظف، و600 ألف مزارع، كما يرفع فجوة الاكتفاء الذاتى، وتقلص 21 منتجًا من قصب السكر.

من جانبه قال فريد واصل نقيب المنتجين الزراعيين، فى تصريحات صحفية مؤخرا، إن اليوم أصبح مزارع قصب السكر اتجه إلى زراعة "الموز" بدلا من المحصول الاستراتيجى بسب المشاكل المتراكمة التى تلاحقهم وغياب روية واضحة للنهوض بالمحصول، إضافة الى تأخر صرف مستحقات التوريد، وعدم استنباط أصناف جديدة تزيد الإنتاجية.

جدير بالذكر إن تقرير لوزارة الزراعة،أكد أن قصب السكر يحتل مساحة تبلغ نحو 300 ألف فدان وتصل الإنتاجية الفدانية التى تعتبر الأعلى عالميًا إلى 50 طن للفدان، يستخدم 4% فى صناعة العسل، فى حين يحتفظ بنحو 2% كتقاوى، ويستخدم 9% طازجًا كعصير يعطى الصنف التجارى جيزة – تايوان (س9) أكثر من 95% من المساحة المنزرعة بقصب السكر، فى 8 مصانع هى أبو قرقاص (المنيا)، جرجا (سوهاج)، ونجع حمادى ودشنا وقوص (قنا)، أرمنت (الأقصر)، أدفو وكوم أمبو (أسوان).