رغم السّجان.. لماذا يزيد إصرار الشارع على عودة الرئيس مرسي؟

- ‎فيتقارير

 كتب: سيد توكل
«الشرعية ثمنها حياتي».. كلمات تكتب بماء الذهب، كانت آخر ما قاله الرئيس «محمد مرسي» قبل اختطافه من قبل مليشيات «السيسي»، ووضعه في غياهب سجون النظام الظالم.. خطف وسجن ثم محاولات متكررة للتخلص من حياة الرئيس الصامد، جاءت كلها للقضاء على الثورة والشرعية، وبعد مرور أربعة أعوام على الانقلاب العسكري لا يزال أنصار الشرعية يؤمنون بأن أول مطالب سقوط الانقلاب هى عودة الرئيس المنتخب إلى منصبه.

يقول أحد النشطاء، على صفحته بموقع "فيس بوك"، "مما يُدهش له البعض.. أن أنصار البرادعي (الحر الطليق) يئسوا من عودته!.. وأنصار حمدين (الحر الطليق) يئسوا من عودته!.. وأنصار أبو الفتوح (الحر الطليق) يئسوا من عودته!.. وأنصار شفيق (الحر الطليق) يئسوا من عودته!.. بينما الأغلبية الساحقة من أنصار الدكتور مرسي (المقيد الحبيس) ليس عندهم يأس من عودته!".

ويضيف: "لكن يزول العجب لو علمنا السبب.. السبب أن أولئك إنما التف كل منهم حول (شخص)، بينما هؤلاء التفوا حول (فكرة).. فضلا عن أن أولئك (الأحرار)- في حقيقة الأمر- (مساجين)، بينما الدكتور مرسي هو (الحر) الوحيد فيهم لو كانوا يعقلون".

مطلب وطني

من جهته، يقول الدكتور محمد محسوب، وزير الشئون القانونية والبرلمانية الأسبق: إن مطلب عودة الرئيس محمد مرسي ليس مطلبا فئويا، بل هو "مطلب جزء من أبناء الجماعة الوطنية".

وفي هذا السياق، يقول محمد سويدان، القيادي بالجماعة وأمين العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان: إنه "لا يظن أنَّ مخلصا للوطن ومبادئ ثورة 25 يناير 2011 يختلف في حق الشعب المصري في المطالبة بعودة الرئيس الشرعي، الذي أتى بأول انتخابات رئاسية نزيهة وحقيقية في البلاد".

عودة مرسي مكسب

وبعد مرور سنوات على الانقلاب، لم تفقد جماعة الإخوان المسلمين الأمل في إسقاط الانقلاب، بمدد من الله، ثم بالاصطفاف حول مبادئ ثورة يناير، وتقول الجماعة في آخر بيان لها: "نؤكد للجميع تمسكنا بعودة الشرعية، وفي مقدمتها عودة الرئيس المنتخب د. محمد مرسي؛ باعتبار أن الشرعية هي المكتسب الأبرز لثورة 25 يناير، وهي مطلب رئيسي– نتبناه– للثوار الأحرار خلف القضبان، ولفئات عديدة من الشعب، فضلا عن أن الشعب المصري هو الذي صنعها عبر انتخابات شهد العالم أجمع على نزاهتها".

وتضيف "فإن تمسكنا بالشرعية ليس- أبدًا- انحيازًا لتيار أو تمكينًا له أو سعيًا لسلطة أو تشبثًا بها، وإنما هو استمساك بحق الشعب، الذي لو تم التفريط فيه– هذه المرة– فإنه يفتح الباب في المستقبل لسلسلة لا تنتهي من التنازلات".

نبض الشارع

من جانبه، يرى الباحث السياسى علاء بيومى، أن هناك أسبابا أساسية لعودة الرئيس محمد مرسى إلى منصبه مرة أخرى، عقب الانقلاب العسكرى عليه فى 3 يوليو الماضى، أهمها بحسب "بيومي"، "لأن الناس انتخبت مرسي، ولأن الانقلاب فشل في تقديم بديل جاد، وأن الناس قالت كلمتها خمس مرات منذ الثورة ويجب أن تحترم، كما أنه ضرورة لإعادة الاعتبار أو الحياة لقيم نادرة في حياتنا علمتنا إياها الثورة المصرية، وهي الدستور والرئيس المنتخب وإرادة الناس والانتخابات والحريات والثورة والأحزاب".

مضيفا "ولأن مصر ليس بها قوى سياسية حقيقية سوى التيار الإسلامى وعلى رأسه الإخوان، ونحن لم نصنع هذا المأزق، ولكن صنعه مبارك، واستسلمت له النخب العلمانية في مصر، والتي تبدو حليفة للاستبداد، وهي فاشلة سياسيا وعاجزة عن العمل مع الناس وبناء شعبيتها".

وتابع "ولأن المسار الذي قدمه مرسي والإخوان كان أفضل، دولة يحكمها دستور بلا حالة طوارئ، وداخلية مكبوحة، وانتخابات قادمة، وبرلمان يسمح بصعود حكومة منافسة للرئيس".

وتطلق سلطات الانقلاب بين الحين والآخر، بالونات اختبار للشارع المصري، ولا تخفي أصابع المخابرات في جس نبض المصريين الذين باتوا نادمين على ما حدث في 30 يونيو 2013، ومن هذه البالونات المخابراتية، ما صرح به الإعلامي عمرو أديب في برنامجه بالقول: "في الوضع اللي بيحصل ده اللي محدش أصلا متقبله؛ احتمال كبير الرئيس محمد مرسي يرجع للحكم مرة أخرى؛ وده كلام قاله ليا وزير الدفاع المصري والإنتاج الحربي الفريق صدقي صبحي، قاله ليا في آواخر شهر 11 عام 2016؛ لو فضل الوضع كده يبقى عام 2017 هو عام عودة مرسي للحكم مرة أخرى، ومش حتكون انتخابات ولا حاجة؛ لا ده حيكمل فترته الرئاسية الباقية له وهي 3 سنوات ".