هزيمة 5 يونيو 1967.. العسكر سر النكبة

- ‎فيتقارير

خسارة المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة من أرض فلسطين ، بالإضافة لسيناء المصرية والجولان السورية.. كانت ابرز نتائج هزيمة يونيو 67، بعد 50 عاما من ذذكراها التي ما زالت باقية في نفوس كل العرب، وما زال المصريون يتذكرون أن إسرائيل هي العدو الذي قتل الأسرى المصريين دهسا واحتل سيناء ، حتى وإن غير السيسي عقيدة الجيش المصري من أجل الحفاظ على الامن الاسرائيلي، داعيا شعب فلسطين للتعايش مع اكبر عدو للجيوش العربية.

وقبل ساعات من الذكرى 51 للهزيمة التي استعمل فيها الإعلام كوسيلة لتغييب العقول العربية، توفي الإذاعي أحمد سعيد مساء الاثنين عن عمر ناهز ٩٣ عاما.

ورأس أحمد سعيد إذاعة صوت العرب لمدة 14 عاما منذ تأسيسها في عام 1953 وحتي تقدم باستقالته في سبتمبر عام 1967 عقب قضيحة يونيو.

واشتهر أحمد سعيد بإذاعته لبيانات عن مصادر عسكرية أعلنت عن انتصارات وهمية للجيش المصري في عام 1967.

إلا أن الراحل قد صرح قبيل وفاته بأنه نقل البيانات التي كانت تأتي إليه من مصادر رسمية وكان ملتزما بإذاعتها دون تغيير.

هزيمة جديدة

وبعد مرور 51 عاما على نكسة يونيو 1967 تقف مصر على ابواب هزيمة جديدة بيد ابنائها، في ظل حكم عسكري غاشم، جاء بخيانة مدعومة دولية، لتسليم مصر لاعدائها عبر صفقات ومؤامرات يدفع ثمنها الشعب المصري.

إهمال وعشوائية

وجاءت هزيمة يونيو 1967، لتعطى مثالاً صارخاً عما يمكن أن يُحدثه الإهمال والقرارات العشوائية، والتى نتج عنها هزيمة قاسية.

وبحسب خبراء عسكريين، فإن التورط المصرى فى اليمن منذ سبتمبر 1962 كان له تأثير كبير على الكفاءة القتالية للقوات واستهلاكها على هذا المسرح الجبلى بعيداً عن مسرح العمليات الصحراوى فى سيناء ، كما كان من الصعب إدارة وخوض المعارك على أكثر من جبهة خاصة فى ظل هذا البعد الإستراتيجى بين الجبهتين… هذا فى الوقت الذى كانت فيه إسرائيل بعد حرب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 تركز جهودها لتقوية قواتها فى نفس الوقت الذى ازدادت فيه علاقاتها مع الولايات المتحدة رسوخاً خاصة فيما يتعلق بإمدادها بأحدث الأسلحة والمعدات والمواقف السياسية المؤيدة لها.

كذلك … لم تتوقف المصادمات عبر الحدود بعد حرب العدوان الثلاثى إلى ان ازدادت حدتها وتصاعدت فى الفترة السابقة مباشرة لحرب يونيو 1967 ليس على الجبهة المصرية فقط ولكن أيضاً على الجبهتين السورية والأردنية … وكانت المعركة الجوية الإسرائيلية / السورية فى 7إبريل فى نفس العام بداية لتصاعد حدة الأحداث واختباراً للقدرات.

وبحلول شهر مايو 1967 ازدادت التهديدات الإسرائيلية لسوريا … مع الإعلان عن حشود إسرائيلية على جبهة الجولان… الأمر الذى دفع بالقيادة فى مصر (دون التدقيق عن صحة هذا الحشد) فلجأت إلى رفع درجات استعداد القوات المسلحة … وكانت توجيهات القيادة العامة فى ذلك الوقت قد حملت فى طياتها بداية الخروج عن الخطة الدفاعية التى سبق أن تدربت عليها القوات (التى كان معظمها يعمل فى مسرح اليمن)… لتبدأ عمليات الفتح الإستراتيجى للقوات على جبهة سيناء نهاراً وبأساليب تظاهرية لم تراع فيها قيود السّرية ووقاية القوات… ثم بدأ التغيير المستمر فى اوضاع القوات، لتتوالى التحركات العشوائية والتعديل فى الخطط … ومع كل تخطيط جديد تتحرك القوات فيزداد الإرهاق وتقل الكفاءة الفنية والقتالية، هذا بالإضافة إلى قيام القيادة العامة بإجراء عدة تغييرات فى قيادات التشكيلات المقاتلة اتسمت معظمها ايضاً بالعشوائية.

ثم ازداد التوتر عندما قامت مصر بإغلاق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية أيضا مع صدور قرار من الأمم المتحدة (بناء على طلب مصر) بسحب القوات الدولية، وبذلك اصبح لدى إسرائيل المبرر لشن العدوان.

ضربة مركزة ومفاجئة

وهكذا… ينتهى يوم 4 يونيو 1967وقد أتمت إسرائيل إعداد قواتها واستعدادها لتنفيذ العملية الهجومية بينما كانت القوات المصرية قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من الإجهاد وانخفاض الكفاءة القتالية… إلى أن جاءت الساعة الثامنة وخمس وأربعون دقيقة صباح يوم الخامس من يونيو 1967، حيث بدات القوات الجوية الإسرائيلية فى توجيه ضربة مركزة ومفاجئة إلى القواعد الجوية والمطارات المصرية ومحطات الرادار أخرجتها تقريباً من المعركة تاركة القوات البرية المصرية فى سيناء مبكراً بدون اى غطاء جوى … ولقد ازدادت الأمور سوءاً فى الساعة 1700 يوم 6يونيو «أى بعد يوم واحد فقط» بصدور أمر من نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بانسحاب القوات من سيناء إلى غرب القناة، مما كان لذلك أثر كبير فى تسهيل مهمة القوات الإسرائيلية لتحصل على انتصار لم يكن ضباطنا وجنودنا سبباً فيه.

إلى ان صدر قرار مجلس الأمن الدولى يوم 10يونيو بوقف إطلاق النيران دون ذكر أى ترتيبات عن عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب.

 

دور الإعلام

وابرزت نتائج الحرب الكارثية، دور الاعلام كسلاح بيد العسكر لإفساد عقول الشعوب وتضليلهم بانتصارات وهمية وتحويل العدو الى صديق، وهو ما يحدث خاليا في اعلام السيسي.

كما ان انشغال الجيش بالنفوذ الاقتصادي يؤدي حتما الى هزيمة..وهو ما تحياه مصر خاليا، من تغول نفوذ الجيش الاقتصادي بشكل جشع على اقتصاد المصري، ما دعا المؤسسات الدولية لوقف تمدد الجيش اقتصادي، كما قال البنك الدولي مؤخرا.

تيران وصنافير

ولعل اكبر الخسائر التي محت انتصار اكتوبر ، واهدرت دماء الشعب والجيش المصري في سيناء، هو تسليم السيسي جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

كما ان سيناء التي ضحا من اجلها المصريون تقدم على طبق من ذهب للصهاينة والامريكان، لتفريغ فلسطين من اهلها والغاء حق العودة، تحت مسمى صفقة القرن، وبذلك يعيد السيسي وحكمه العسكري لاجواء 5 يونيو 1967