ذهب ريتشارد وجاء نتنياهو.. فأين صلاح الدين؟

- ‎فيتقارير

كتب: سيد توكل

عاش المسجد الأقصى أيامًا صعبة قبل حوالي 1000 عام وحتى اليوم، فمن المجازر الصليبية التي وصل فيها "الدم إلى الركب"، إلى تسليمه للصليبيين في أيام الخلفاء الأيوبيين بعد 40 عامًا من تحريره من قبل صلاح الدين، ثم سقوطه في أيدي اليهود قبل حوالي 50 عامًا.

رُفع العلم الصهيوني فوق قبّة الصخرة بعد إحراق الأقصى بعامين، وحاول بعض اليهود تفجيره وقصفه من الجو، وارتُكبت عدّة مجازر كمجزرة 1990، وما زال الأقصى يُدنس، لدرجة أنه وقبل عام من الآن تم إغلاقه بالكامل أمام المسلمين، وتكرر الأمر أمس الجمعة.

"الأقصى" بلا صلاة جمعة

وحظرت حكومة الاحتلال الصهيوني صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، لأول مرة منذ الاحتلال عام 1967، وكان حريق قد نشب بالمسجد عام 1969، وتقرر على إثره إلغاء صلاة الجمعة بسبب الحادث.

الإجراءات التصعيدية جاءت عقب عملية استشهادية للمقاومة شنها 3 فلسطينيين انتهت باستشهادهم، واثنين من شرطة الاحتلال الصهيوني.

وعلى الفور، حظر كيان العدو الصهيوني صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، وصلى الفلسطينيون الجمعة في منطقة باب العمود خارج المسجد.

ومن جانبها، نددت السلطة الفلسطينية بالإجراءات التي فرضها الاحتلال بعد هجوم وقع في المدينة القديمة فجرا، وشملت إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين الجمعة للمرة الأولى منذ 1967.

سكوت المسلمين

من جانبه حذر الدكتور أحمد فارول، الخبير في شئون القدس والمسجد الأقصى، من أنّ منع الصلاة في المسجد الأقصى قد تتبعه خطوات أكثر شراسة خلال الساعات أو الأيام المقبلة.

واستنكر الدكتور فارول الموقف العربي والإسلامي الصامت تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى، مرجعا هذا الصمت إلى توجه كثير من الدول العربية للاهتمام بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، في مقابل ما تروج له الإدارة الأمريكية حول وقف البناء الصهيوني في المغتصبات.

وقال الخبير التركي: "هذه قضية كل المسلمين؛ لأن المسجد الأقصى مسجد المسلمين جميعًا، ونحن نتابع التطورات الخطيرة التي تكبر كل يوم ضد الأقصى، وأعتقد أن اليهود استغلوا سكوت العالم الإسلامي وهاجموا القدس ومسجدها المبارك".

وناشد الدكتور فارول "منظمة المؤتمر الإسلامي" القيام بدورها الذي تأسست من أجله، وهو توفير الدعم والحماية للمسجد الأقصى، حيث ذكَّر بأن المنظمة قد أنشئت بعد حريق المسجد الأقصى لتتبنى قضية فلسطين والقدس، معتبرًا أن حريق الأقصى لا يزال مشتعلاً، ووصل إلى أربع درجات على سلم الخطر، ولا بد من عمل قوي للجم هذا الخطر.

بين الأمس واليوم

ما أشبه الليلة التي منع فيها الاحتلال الصهيوني المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، بالبارحة وتحديدا يوم الجمعة 22 من شعبان سنة 492هـ الموافق 15 من يوليو سنة 1099م، وهو من الأيام المحزنة التي لا تُنْسَى في تاريخ الأُمَّة، فمع وصول خبر سقوط مدينة القدس في يد جنود الحملة الصليبية إلى كل بقاع العالم الإسلامي، سادت موجة كئيبة من الحزن والكمد، ولكنه -للأسف- كان حزنًا سلبيًّا مثل اليوم.

لم تتحرك الجيوش الإسلامية- وهى كثيرة- للدفاع عن الأقصى، ولم يسمع المسلمون عن حركة لتحرير الأقصى والقدس وفلسطين، كما لم يسمعوا آنذاك نداءً شعبيًّا يُطالِب الحكام بتحمل المسئولية، واليوم وقد وصل رجل اليهود عبدالفتاح السيسي إلى الحكم بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وتعهده بالدفاع وحماية "أمن إسرائيل"، فهل يتحرك هو أو غيره للدفاع عن القدس؟.. إنها أزمة دينيَّة أخلاقية، شملت الشعوب جميعًا.