بعد عملية الموصل.. “العبادي” يتعهد بإبقاء مليشيات “الحشد” ورفع رواتبها

- ‎فيعربي ودولي

 أحمدي البنهاوي
تعهد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالإبقاء على مليشيات "الحشد الشعبي" الطائفية لعدة سنوات، ورفع رواتبها.

وباعتبار أن الموصل هي آخر معاقل "داعش"، بحسب حكومة العبادي، فقد دعا معارضون إلى حل "الحشد الشعبي"؛ بسبب انتهاء "مهمته"، إلا أن حيدر العبادي تعهد بإبقائه ولسنوات، معلنا عن زيادة موازنة هذا التنظيم.

وقال "العبادي"، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي عقده اليوم الثلاثاء: "دعمنا للحشد الشعبي مستمر وقمنا بزيادة موازنته… إنني استغربت تقليل رواتب الحشد بعد زيادة مخصصاته، وأمرت بإجراء تحقيق بالموضوع لكن البعض رفض ذلك".

وأضاف "نريد ضمان أن تذهب هذه الأموال إلى المقاتلين، وليس لتوظيف أشخاص أو تمويل حملات انتخابية".

وأردف "لا يمكن أخذ قوت المقاتلين لزيادة حجم اللافتات الانتخابية للأحزاب"، وتابع متعهدا: "سنستمر بالتحقيق رغم معرفتنا أن بعض الأصوات ستتصاعد ضد ذلك". وتابع أن "الحشد سيبقى لسنوات رغم محاولات البعض مصادرة جهوده".

يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه حقوقيون عراقيون ومنظمات حقوقية دولية عن أن ما حدث في الموصل يرقى لجرائم حرب، بعد استهداف المدنيين بعشوائية، ولم تبذل حكومة العبادي أي جهود لحمايتهم، وتنظيم داعش أيضا استعملهم كدروع بشرية.

التداخل السياسي

وتعهد العبادي لاحقا بزيادة مخصصات الحشد الشعبي، ابتداءً من شهر مايو الماضي، ووجه في فبراير الماضي، المفتش العام لهيئة "الحشد الشعبي"، بالتحقيق في آلية توزيع الرواتب لمقاتلي التنظيم، فيما شدد على ضرورة ضمان آلية "عادلة" لتوزيعها.

والإبقاء على الحشد عسكريا، يمكن أن يتطور إلى تداخل سياسي، وهو متوقع، رغم نفي رئيس الوزراء العراقي، في مارس الماضي، أمام وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد "داعش" في واشنطن، أنه لن يسمح لـ"الحشد الشعبي"، الذي يتكون بالدرجة الأولى من المقاتلين الشيعة، بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية بشكله الحالي.

قوة الحشد

وكشف رئيس القيادة المركزية للقوات الأمريكية، الجنرال ستيفين فوتيل، أواخر مارس الماضي، عن أن أكثر من 100 ألف مسلح شيعي ينشطون حاليا في الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يثير قلقا كبيرا، لا سيما أنهم يحظون بدعم من إيران".

وتشارك قوات "الحشد الشعبي" في العمليات التي تخوضها قوات الحكومة العراقية لتحرير أراضي البلاد من سيطرة "داعش" الإرهابي، جنبا إلى جنب مع "الجيش العراقي"، وقوات "البيشمركة" الكردية، ومسلحي العشائر، وفصائل عراقية أخرى.