إلغاء مشروع “مسار العائلة المقدسة” يكشف رخاوة دولة الأمن المزعوم

- ‎فيأخبار

رغم الدعايا التي أنفقت عليها حكومة الانقلاب ملايين الجنيهات، صدر قرار سيادي من جهاز مخابرات السيسي، بتجميد العمل بمسار العائلة المقدسة، كمشروع سياحي، الأمر الذي أدى لحالة من الغضب داخل أروقة الحكومة، بعد أن قررت سلطات الانقلاب وقْف العمل وتجميد الملف بشكل تام، والذي كانت تعوّل عليه وزارة السياحة في فتح مجالات وأسواق سياحية جديدة”.

ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر حكومية، اليوم الاثنين، أن “القرار جاء بتوصية واجبة النفاذ من جهاز المخابرات العامة؛ بدعوى استحالة تأمين مسار الأفواج السياحية، لكون معظم مزارات مسار العائلة المقدسة في مصر، تقع في مناطق نائية وجبلية، وهو ما يكشف رخاوة دولة الأمن التي تدعي استعادة السيطرة والاستقرار.

وقالت المصادر إن الدولة لا تملك الإمكانات التي تمكّنها من توفير الحماية اللازمة للأفواج السياحية في الوقت الراهن، وهو ما يعني جعلها صيداً سهلاً للعناصر المتطرفة، حال تم تنفيذ المشروع في ظل الأجواء الحالية.

وأوضحت أن السبب الأبرز الذي دفع جهاز المخابرات العامة لرفض إحياء مسار العائلة المقدسة، على الرغم من المكاسب السياحية الكبيرة المتوقعة منه، كون أن جزءاً كبيراً من ذلك المسار يقع في شمال سيناء، التي تعد منطقة خارجة عن السيطرة في ظل المعارك العسكرية هناك بين القوات المسلحة وعناصر ولاية سيناء فرع تنظيم داعش في مصر.

وروجت سلطات الانقلاب ممثلة في وزارات السياحة والثقافة والأوقاف، بالتعاون مع الكنيسة المصرية، لهذا المشروع، وبدأت في وقت سابق العمل على التجهيز والترويج لمشروع سياحي ضخم يتضمن برنامجاً سياحياً متعلقاً بمسار العائلة المقدسة في مصر، والتي تحكي الرحلة التي قامت بها العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش حتى وصلت إلى بابليون أو ما يعرف اليوم بمصر القديمة، ثم تحركت نحو الصعيد واختبأت هناك فترة، ثم عادت للشمال مروراً بوادي النطرون واجتازت الدلتا، مرورا بسخا ثم واصلت طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتت.

وتضمنت الرحلة وقتها نحو 25 مساراً تمتد لمسافة 2000 كيلومتر من سيناء حتى صعيد مصر، حيث زارت العائلة المقدسة مواقع بوادي النطرون، وباتت الآن دير الأنبا بيشوي الذي يوجد فيه مزار، ودير السريان، ودير الباراموس، ومنطقة أبي سرجة، التي مكثت فيها 3 أشهر في رحلة الذهاب وثلاثة أيام في رحلة الإياب، وتل بسطا، ودير المحرق بأسيوط الذي مكثت به العائلة 189 يوماً.

واستمرت الرحلة عامين وستة أشهر وعشرة أيام، وعادت العائلة من القوصية بأسيوط أقصى جنوب مصر، إلى ما يعرف حالياً بمنطقة المعادي بالقاهرة عبر نهر النيل، ثم لحصن بابليون بمصر القديمة، حيث كهف أسفل كنيسة أبو سرجة، ثم شمالاً لمسطرد ثم بلبيس بمحافظة الشرقية، ثم مدينة القنطرة محافظة الإسماعيلية حالياً، ثم لفلسطين.

وكان قد تم تشكيل لجنة من وزارة الآثار بالتعاون مع الكنيسة المصرية لإعداد الدراسات الخاصة بالمواقع الأثرية الموجودة على مسار رحلة العائلة المقدسة، ووضع المسار على قائمة التراث لمنظمة اليونسكو.

وقررت اللجنة وضع برنامج زمني للانتهاء من إعداد الدراسات اللازمة ورفع مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث اللامادي لمنظمة اليونسكو في نهاية عام 2018م، قبل أن تفاجأ بالقرار السيادي الذي أوقف كافة التحركات الخاصة بالمشروع.

وبارك بابا الفاتيكان ما يعرف بأيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة، واعتباره من طرق الحج بالنسبة للمسيحيين الكاثوليك الذين يبلغ عددهم أكثر من 1.3 مليار نسمة، مؤكداً أن “مسار رحلة العائلة المقدسة لمصر سيكون ضمن برنامج حج الفاتيكان”.