من فالكون إلى استئجار بلطجية.. القصة الكاملة لصراع المقاعد والبيزنس في “اتحاد المهن الطبية”

- ‎فيتقارير

طفت على السطح خلال الساعات القليلة الماضية ،الأزمة المستعرة بين “صيادلة مصر” وأعضاءها وبين اتحاد “المهن الطبية” الذى يضم 4 نقابات ،الأمر الذى أدى لإقتحام مجموعة من البلطجية المقر الأخير وتدمير محتوياته وترويع الأعضاء.

من جانبه،استنكر مجلس اتحاد المهن الطبية والذى يضم فى عضويته نقابات “الأطباء، الأسنان، البيطريين، الصيادلة”، ما وصفه باقتحام الدكتور محيى الدين عبيد نقيب الصيادلة، لقاعة اجتماعات مجلس الاتحاد، ظهر أمس الأول، مشيرا إلى أنه استدعى كبار موظفى الاتحاد، وطالبهم بتلقى التعليمات منه مباشرة بصفته رئيس الاتحاد.

واقتحم مجهولون، أمس مقر نقابة الصيادلة واتحاد المهن الطبية بـ”الشوم، والسنج وماء النار”، بحضور محيي عبيد نقيب الصيادلة.

وأعلن اتحاد المهن الطبية وقف العمل بمقر مبنى اتحاد نقابات المهن الطبية، بدءا من اليوم الأربعاء وحتى الأحد المقبل، حفاظا على حياة العاملين به، وأعضاء الجمعية العمومية المترددين على مقره لقضاء مصالحهم.

المنظومة الطبية

كان الأعضاء السبعة المعزولين،قد استعانوا بشركة أمن وحراسة “فالكون” لتأمين مقر اتحاد المهن الطبية، بقرار من الدكتور حسام حريرة رئيس لجنة المقرات بالاتحاد، على خلفية القرارات التي تم اتخاذها خلال اجتماع الاتحاد أمس، والذي شهد خلافات حادة أثناء تشكيل هيئة المكتب.

وأكد مجلس الاتحاد، فى بيان أصدره، أن تلك الواقعة لم يشهدها اتحاد المهن الطبية منذ عام 1940، لافتا إلى أنه يدعى تنفيذ قرارات الجمعية العمومية الأخيرة للاتحاد رغم مخالفتها للقانون، حيث نص القانون صراحة بأن رئيس الاتحاد هو نقيب الأطباء بصفته.

وأضاف المجلس، أن ما يقوم به نقيب الصيادلة هو تهديد لكيان الاتحاد ومنظومة المهن الطبية الذى يكمل عامه الخامس والسبعين، وتهديد لصندوق المعاشات والإعانات الخاص بـ650 ألف عضو طبيب وصيدلى، مطالبينه بإعلاء مصلحة المهن الطبية جميعها.

صراع المقاعد

من جانبه أكد الدكتور أحمد أبو طالب، خبير الأدوية وعضو الجمعية العمومية لنقابة الصيادلة، أن الأزمة داخل نقابة الصيادلة هي صراع علي المقاعد داخل النقابة بين أعضاء المجلس الحالي والسابق.

وقال “أبو طالب” في تصريح له أن هناك أعضاء تم فصلهم من مجلس نقابة الصيادلة وأعضاء قاموا برفع دعاوى قضائية تثبت أحقيتهم بعضوية مجلس النقابة ضد مجلس النقابة الحالي.

وأشار إلى أن هذا الصراع المكتوم بين أعضاء مجلس النقابة الحالي والسابق هو السبب فيما حدث داخل نقابة الصيادلة.

واعترف أحد أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصيادلة،إن البيزنس الخاص باتحاد المهن الطبية هو الذى دفع للاشتباكات وكاد يتطور للقتل.

وأضاف رافضا ذكر إسمه، ما يحدث داخل منظومة المهن الطبية خير دليل على الفساد الذى يحوم حول عدد كبير من الأعضاء المعينين والمنتخبين من قبل “الأمن “،وأن سبوبة ذلك تدفع عدد كبير منهم للموت من أجل المصالح.

هيئة مكتب جديدة

من جانبه، قال الدكتور محيى الدين عبيد نقيب الصيادلة، ونائب رئيس اتحاد المهن الطبية، أنه بصفته نائب رئيس الاتحاد والمفوض من الجمعية العمومية متواجد بشكل يومى فى المقر، مضيفا: “لم أهدد أحدا من العاملين لكننى أردت تنظيم العمل، لحين تشكيل هيئة مكتب جديدة للاتحاد ، وللاطمئنان على سير العمل لحين عقد اجتماع للمجلس”.

وقال نقيب الصيادلة: إن المرحلة الحالية التي تمر بها النقابة هي الأسوأ على الإطلاق، وأن كثيرا من الأعضاء تضرروا وبشكل هائل، بسبب الأزمات المختلقة، من قلة داخل مجلس نقابة لا يتجاوز عددهم كفة اليد الواحدة، حسب وصفه.

الأسنان والبيطريون

فى سياق متصل،أعلنت النقابة العامة لأطباء الأسنان، عن تجميد العمل بمقرها فى مبنى اتحاد نقابات المهن الطبية، بدءا من اليوم الأربعاء وحتى الأحد المقبل، وذلك حفاظا على حياة الموظفين العاملين بها، وأعضاء الجمعية العمومية كما قرر الدكتور خالد العامرى، نقيب الأطباء البيطريين، وقف العمل بمقر النقابة فى مبنى اتحاد نقابات المهن الطبية، بدءا من اليوم الأربعاء وحتى الأحد المقبل.

من جانبه، أوضح الدكتور حسام حريرة، رئيس لجنة المقرات بالاتحاد، أنه استعان بشركة أمن وحراسة لتأمين المقر بعد علمه أن الدكتور محيى عبيد حصل على أحد أختام الاتحاد، واستبدل أقفال مقر الاتحاد بأخرى، ولم يستطع الأعضاء دخول مكاتبهم.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن نقيب الصيادلة استخدم كل أعمال البلطجة ونقل أزمة النقابة للاتحاد بعد أن منع اثنين من أعضاء المجلس أنا أحدهما، والدكتور أحمد عبيد أمين صندوق النقابة، من حضور اجتماع اتحاد المهن الطبية، أمس، وقام بتصعيد اثنين بدلاً منا في الاجتماع هما الدكتور أيمن عثمان والدكتور حسين إبراهيم، وهدد أثناء الاجتماع باستخدام السلاح حال حضورنا الاجتماع رغم أننا منتخبون من جموع الصيادلة.

وتابع: الدكتور حسين خيرى عقد اجتماعا معنا بحضور الأعضاء المنسحبين من الاجتماع، وقرر الحضور الموافقة على إبقاء تشكيل هيئة المكتب القديمة للاتحاد، والموافقة على صرف زيادة 100 جنيه على معاش اتحاد الأطباء تصرف بأثر رجعي منذ يوليو الماضى، مع مراعاة الخبير الاكتوارى بضرورة سداد مديونيات النقابات الأعضاء بالاتحاد وفى حال المخالفة يتم السداد بغرامة ١٠%.

قرارات منفردة

فيما أكد أعضاء النقابة أن الدكتور محيى عبيد النقيب العام للصيادلة، اتخذ عدة قرارات منفردة دون عرضها على مجلس النقابة، حيث أنه منع أغلب أعضاء هيئة مكتب النقابة من الحضور بالنقابة والتوقيع، وعدد من أعضاء المجلس، بالإضافة إلى أنه غير الأختام الخاصة بالنقابة. وبعد مشاحنات تحول مقر النقابة إلى ساحة معركة، حتي حصل النقيب المعزول على حكم قضائي بعودته لمنصبه، وعقد جمعية عمومية طارئة فى 14 مايو الماضى، أصدرت قرارًا بإسقاط عضوية 7 من أعضاء مجلس النقابة العامة، هم: أحمد عبيد، أحمد فاروق، حسام حريرة، ثروت حجاج، محمد عصمت، فتح الله الشرقاوي، عمرو ذكري.

كما قررت الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار سامى عبدالحميد، نائب رئيس مجلس الدولة، وقف 6 دعاوى عزل 7 من أعضاء مجلس نقابة الصيادلة من مناصبهم، وتصعيد غيرهم، خلال الجمعية العمومية التى عُقدت برئاسة الدكتور محيى عبيد نقيب الصيادلة، تعليقيًا لحين الفصل في دستورية المادة 34 من قانون إنشاء نقابة الصيادلة.