في دولة الانقلاب.. 21% من طلاب الثانوية العامة يفكرون في الانتحار

- ‎فيتقارير

كارثة الانتحار تشكل خطرًا كبيرًا على مستوى العالم وليس على مصر فقط، حيث يحتل الانتحار المرتبة العاشرة فى قائمة أسباب الوفيات فى العالم، أى أن 1.5٪ من وفيات العالم منتحرون.

هذا ما كشف عنه الدكتور محمد طه، استشاري الطب النفسي، حيث أكد أن مرحلة الثانوية العامة داخل مصر تعد من أكبر الضغوط النفسية التي يتعرض لها الكثير من الطلاب.

وأضاف، في تصريحات لبرنامج “رأي عام” أمس عبر فضائية “تن”، أن 21% من طلاب الثانوية العامة يفكرون في الانتحار؛ بسبب الضغوط النفسية التي يتعرضون لها.

وأكد أن الأُسَر هي السبب في الضغوط التي يتحملها طلاب الثانوية العامة، وتؤدي إلى انتحارهم، مطالبا أولياء الأمور بعدم التفكير في كليات القمة والقاع، واختيار الكلية التي تتناسب مع طموحات أبنائهم.

أحدث الإحصاءات

فى أبريل الماضى، أعلنت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب، عن نتائج دراسة نفسية على طلاب الثانوية، أجريت بحسب الدكتورة منة عبد المقصود، رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية، على 10 آلاف و648 طالبا وطالبة من المدارس الثانوية العامة والفنية والأزهرية والعسكرية تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، من محافظات مختلفة.

وكشفت الدراسة عن أن 29.28% من الطلبة والطالبات يعانون من مشكلات نفسية، تتراوح بين أعراض القلق والتوتر، والتلعثم فى الكلام والاكتئاب، وإيذاء الذات فى نسبة 19.5% من العينة، والتفكير فى الانتحار بنسبة 21.5% من العينة، و33.4% منهم لجئوا للعلاج عند طبيب نفسى، 19.9% لجئوا لصيدلى، و15% لجئوا للأصدقاء.

أعراض نفسية

كما كشفت دراسة أعدتها “الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان” عن معاناة 29.28% من الطلاب من أعراض نفسية.

جاء ذلك خلال مؤتمر نُظم مؤخرا فى مقر “الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان”، للكشف عن نتائج البحث القومي الخاص بالصحة النفسية.

وكشفت الدراسة عن أن الأعراض النفسية على الطلاب تتراوح بين القلق والتوتر والتلعثم في الكلام، وأعراض الاكتئاب وعدم الرضا عن الشكل والخجل الاجتماعي، بالإضافة إلى أعراض الوسواس القهري.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك 21.7% من الطلاب يفكرون في الانتحار، كما أن جزءا من الطلاب يتابع مع أطباء نفسيين، و3% منهم يتابع مع الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة، كما قامت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بالكشف عن نتائج البحث الخاص بالصحة النفسية وسوء استعمال المواد المخدرة بين طلاب المدارس الثانوية.

يأتى ذلك بعد تقرير نشر عبر الإنترنت، يكشف انحدار مصر على يد العسكر، خلال الأعوام الأخيرة، حيث أظهر أن معدل تعاطي المخدرات ضعف المعدل العالمي، وأن 68% من المتعاطين من فئة الأطفال والشباب.

وتكشف أحدث الإحصاءات المتاحة على الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية، أن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصري، ويبلغ عدد سكان مصر 100 مليون نسمة، وهناك قرابة 88 ألف شخص ينتحرون كل عام.

أرقام مفجعة

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن معدلات الانتحار تفاقمت إلى 4200 حالة سنويًا، مشيرةً إلى أن 45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، مرجعة الظاهرة إلى انتشار الفقر والبطالة في المجتمع المصري.

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية والمركز القومي للسموم، عن أن عدد المنتحرين سنويا تجاوز 4250 منتحرا، أغلبهم تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، فضلا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر كل عام، وتظهر آخر إحصائيات المنظمة حول مصر، احتلالها المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار.

أسباب رئيسية

وحول تزايد حالات الانتحار خلال الأعوام الأخيرة فى ظل حكم العسكر، قالت الدكتورة سلمى محمود، أخصائية علاج نفسي، إن الأمراض النفسية والاجتماعية أسباب رئيسية للانتحار، موضحة أن “الاكتئاب في أعلى قائمة الأمراض والاضطرابات العقلية والنفسية في أسباب الانتحار، وهو مرض منتشر بشكلٍ كبير بين عامة الناس، ويُشكّل اضطرابات نفسية لا حد لها”.

وأضافت “سلمى”، فى تصريح صحفى، “بالفعل ظاهرة الانتحار باتت منتشرة ومقلقة جدًا؛ لأن أولادنا يفعلون ما يحدث أمامهم دون التفكير في النتيجة التي تعود على الأهل من ذلك، رغم تفاوت أسباب كثيرة لا حصر لها، ويعدّ الانتحار من بين المسبّبات الثلاثة الرئيسية للوفاة، خصوصًا لدى الشريحة العمرية من 15 إلى 50 سنة”.

وقالت خبيرة علم الاجتماع أميرة بدران: إن الاكتئاب هو السبب الرئيسي في الانتحار، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والاجتماعية والمعيشية والأسرية وغيرها من المشكلات التي تواجه المجتمع بشكل يومي، وبات الإنسان ليس له جهد لتحمل العبء أكثر من ذلك، وأصبحت قضية بالغة الخطورة في مجتمعنا ولا أحد يقف أمامها.

الحالة الاقتصادية

من جانبه، يؤكد أستاذ الطب النفسي سامح عيسى، أن ارتفاع حالات الانتحار خلال الفترة الماضية له أسباب نفسية واجتماعية واقتصادية، جميعها تمارس ضغوطا على المواطن، موضحا أن كثرة أعداد الشباب وتنوع دياناتهم وثقافاتهم ومستواهم الاجتماعي، وكذلك تنوع المربعات السكنية التي ينتمون إليها، يشير إلى خطورة هذا التطور.

ويرى عيسى، فى تصريح له، أن خطورة تزايد حالات الانتحار تشير كذلك إلى ارتفاع نسبة الاكتئاب داخل المجتمع المصري، وبالتالي فإن انتشار وتوسع الاكتئاب نتيجة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية يمكن أن يكون له تأثيرات متعددة على المجتمع، مثل ارتفاع حالات الطلاق، وتأخر سن الزواج.

وتؤكد الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ضرورة عدم تناول الإعلام الانتحار كحالات فردية، ولكن يجب تناول الانتحار بشكل استقصائى ودراسة الواقع الاجتماعى والثقافى والتربوى.

ويقول الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إنه من المؤسف أن تظهر فى بلادنا جرائم الانتحار؛ لأن الإقدام على هذه الجريمة يعتبر إفلاسا ويأسا من مواجهة مشكلات الحياة.

وتابع الجندى أن هذه الظاهرة أصبحت تدق ناقوس الخطر، ويجب المشاركة الحياتية لكل من يتعرضون لمشكلات أو أزمات؛ لأن هذه سمة المجتمع الإسلامي المتكافئ.