مجدي مكين جديد..بـ”منشأة ناصر” يؤكد فساد الشرطة

- ‎فيأخبار

كتب: محمد مصباح وحسن الإسكندرني

في واقعة تكشف كيف يدير الانقلاب العسكري ملفات الفساد بين دوائره بالدم، اتساقا مع النظرية التي تقول "كلنا فاسدون يا صدديقي" والتي حولها الانقلاب إلى كلنا سفاحين.. أو الدم والقتل يجمعنا.

حيث قتلت عناصر شرطية أحد المواطنين الشرفاء، التابعين لهم والمتعاملين مع أجهزة الأمن، بدم بارد لاختلافهم في تقسيم عوائد الفساد.. رافعين شعار "آخرة خدمة الغز علقة".

الواقعة كشفها الإعلامي محمد القدوسي على حسابه على "فيس بوك"، فجر اليوم، قائلا: شرطة الانقلاب قتلت "جمال كمال عويضة" وهو مرشد كان يعمل معها سمسار تخليص تراخيص السيارات (يعنى وسيط فى قبض الرشوة بين طالب الترخيص والشرطة) للشك فى أنه كان يحتجز بعض المبالغ لنفسه ولا يتقاسمها مع السادة الضباط "المرتشين"، حسب القواعد المتفق عليها.

وأضاف في تدوينته: جمال وشهرته كمال عويضة مواطن مصرى مسيحى، يقيم فى منشأة ناصر التى قتل داخل قسم شرطتها تحت التعذيب ليصبح ضحية أخرى لحكم العسكر، بينما العسكر يدعون أنه "شنق نفسه"!!!

وكشف قريب "جمال" عن أنه عندما قامت الأسرة صباحا للسؤال عنه تم إنكار وجوده، حتى أخبرهم أحد العاملين داخل القسم بموت جمال، وعندما تجمعوا أمام قسم الشرطة أخبروهم أن "جمال" انتحر!.

وأضاف- فى تصريحات إعلامية- أن قتل "جمال" جاء بعد القبض عليه مع اثنين آخرين، وتم وضع ثلاثة فى حجرة واحدة، ووضعه فى حجرة بمفرده.

وتزايدت أعداد المواطنين أمام قسم شرطة "منشأة ناصر" من الأهالي الغاضبين من قتل "جمال"، والذين لم يعجبهم رد ضباط قسم منشية ناصر، بأنه شنق نفسه في محبسه، خلال أقل من 24 ساعة بعد إلقاء القبض عليه بتهمة تحرير محضر ضده في المرور.

المتجمهرون أبدوا تضامنهم الكامل مع "جمال"، متهمين رجال الشرطة في القسم بـ"تعذيبه والتنكيل به"، مؤكدين أن الفقيد ليس لديه خصومة مع أحد، ووفاته المفاجئة في محبسه مثيرة للشك والريبة، على حد تعبيرهم.

مجدي مكين جديد
مقتل عويضة ليس الأول ولن يكون الأخير، في ظل سيطرة عقلية القمع على إدارة الملف الامني، حيث باتت التصفية الجسدية شعار الشرطة، والقتل والضرب في الدماغ والصدر أثناء توقيف أي أحد أقرب الطرق وأيسرها لتوقيف المواطنين، حتى لو كان بسبب مرور سيارة "الشرطي" بجوار محل عصير، أو بسبب أولوبة المرور بالشارع.. كما تعددت تلك الحوادث بالشارع المصري في الفترة الأخيرة وفي كل المحافظات.

ولعل أشهر الحوادث وأكثرها دموية ما جرى مع صاحب عربة الكارو “مجدي مكين جرجس” في منطقة الزاوية الحمراء، بمحافظة القاهرة ، حيث ملأت آثار التعذيب جميع أنحاء جسد القتيل حتى الحساس منها، عقب تسلم جثته من قسم الأميرية.

ووفقا لمحامي القتيل علي الحلواني فإن القصة بدأت عندما تم القبض علي مجدي مكين خليل أثناء عودته من عمله، مستقلًا عربته «الكارو»، بعد مشادة مع نقيب شرطة بقسم الأميرية، موضحًا أن النقيب اعتدى عليه وقام باصطحابه إلى قسم الشرطة، حتى علمت أسرته بوجوده بمستشفى الزيتون جثة هامدة.

وذكر أقارب القتيل أنهم اكتشفوا في المستشفى علامات تعذيب واضحة على جسده «جايب دم من مؤخرته وعينيه مزرقة وتجمعات دموية ورا ودانه».

..وهكذا بات الدم المصري رخيصا في عهد المجرم السيسي…ولا يفرق القاتل بين معارض للسيسي أو مؤيد.. فالكل مستهدفون.

الواقعة أيضا تشير إلى الفساد الكبير الذي يضرب جوانب مؤسسة الشرطة بحكومة الانقلاب، فرغم الزيادات في الرواتب والمعاشات بصورة متكررة.. إلا أن الفساد هو المتحكم في عمل الأمن سواء بالرشاوى في استخراج الرخص أو استخراج زيارات السجناء، أو الحصول على حقوق دستورية داخل الاقسام او المقار الأمنية.. او حتى تلفيق التهم للغير وتمرير محاضر وقضايا بالرشاوى.