بعد تصفية خاشقجي.. هل نجح “أردوغان” في عزل “محمد بن سلمان” دوليًّا؟!

- ‎فيعربي ودولي

“هل نجح أردوغان في عزل محمد بن سلمان دوليًا؟” سؤال يطرح نفسه بقوة علي خلفية إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردغان وحكومته والسلطات القضائية التركية لملف اختفاء الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، الأسبوع الماضي، وسط أنباء عن مقتله على يد مسئولين سعوديين جاءوا خصيصا إلى تركيا لتنفيذ عملية القتل.

ويرى مراقبون أن طريقة إدارة السلطات التركية ملف القضية حولها إلى قضية رأي عام دولية، وجعل من ولي العهد السعودي “متهما” بإخفائه وقتله – إن ثبت مقتله – مشيدين بإدارة الملف باحترافية شديدة إعلاميا ودبلوماسيا، وأكدوا أن هذه الطريقة تعتمد إحداث نوع من الضغط الدولي على السلطات السعودية لدفعها إلى التعاون في القضية والكشف عن مصير خاشقجي.

كان من نتائج التعامل التركي مع الملف مطالبة الأمم المتحدة السلطات السعودية بالتعاون مع تركيا بشأن اختفاء جمال خاشقجي، وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: “في حال ثبوت صحة الأنباء الواردة في الصحافة بخصوص مقتل خاشقجي، فإن ذلك يعد بالفعل تطورا مثيرا للصدمة”، مطالبة السلطات السعودية بالتعاون مع تركيا من أجل تحقيق سريع وحيادي ومستقل، وإعلان نتائج التحقيق.

وأشارت شامداساني إلى وجود أسئلة عديدة حول ما حدث بعد دخول خاشقجي القنصلية، مشيرة إلى أن “المفوضية لا تمتلك أي معلومات بشأن ما حدث للصحفي السعودي، ولكن هناك العديد من التكهنات، وهذا مثير للقلق”.

 

جريمة قتل

واعتبر الصحفي البريطاني ديفد هيرست في مقال له على موقع “ميدل إيست آي” أن “جريمة قتل خاشقجي ستذهب بالملايين التي دفعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحسين صورته في الغرب وتقديمه على أنه إصلاحي في عجلة من أمره”.

مشيرا إلى أن هذه الجريمة تكاد تكون مشهدا في فيلم رعب مروع، لكن لعله هو الآخر – محمد بن سلمان – على وشك أن يدفع ثمن ذلك حينما يدرك أبعاد ردود الفعل الإعلامية في واشنطن”.

من جانبه حذر السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام السعودية من أن ثبوت اغتيال جمال خاشقجي سيكون له آثار مدمرة على العلاقات بين الرياض وواشنطن.

وقال جراهام: “نحن متفقون على أنه إذا ما تأكدت الاتهامات ضد الحكومة السعودية، فإن ذلك سيكون مدمرا للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه، وليس اقتصاديا فحسب”.

وأضاف أن رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كروكر يشاطره الرأي؛ حيث أكد كوركر “أنهم سيردون بشكل مناسب على أي دولة تستهدف صحفيين بالخارج”، فيما قال السيناتور الجمهوري مارك روبيو أنه إذا ثبت اغتيال خاشقجي فعلينا الرد بقوة.

نشعر بالقلق

واعتبرت كندا الحديث عن مصير خاشقجي “مقلقا”، وقال آدم أوستن، المتحدث باسم وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند: “نحن على علم بهذه المزاعم المقلقة”، مشيرا إلى أن المسئولين الكنديين يعملون بنشاط للحصول على مزيد من المعلومات.

فيما قال المتحدث باسم الخارجية البريطانية: إن حكومته تعمل من أجل الوصول بصورة عاجلة إلى الحقائق المتعلقة بملابسات ما جرى مع الصحفي السعودي منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول.

وقالت فرنسا: إنها “تشعر بالقلق بخصوص اختفاء جمال خاشقجي الذي وصفته بالشخصية السعودية المرموقة، وعبرت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء مصير الصحفي السعودي، ودعت للكشف عن ملابسات اختفائه.

الكرة في الملعب السعودي

يأتي هذا في الوقت الذي رمى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الكرة في الملعب السعودي، مطالبا السلطات السعودية بإثبات خروج الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي من القنصلية السعودية في إسطنبول، وقال أردوغان: إن “على المسئولين السعوديين إثبات أن الصحفي جمال خاشقجي، المفقود منذ أيام، غادر القنصلية السعودية في إسطنبول، فليس بوسع مسئولي القنصلية السعودية أن ينقذوا أنفسهم بالقول إنه غادر المبنى”، مؤكدًا ضرورة التوصل إلى نتيجة من خلال التحقيق في أسرع وقت ممكن.

وأضاف: “هناك أشخاص قدموا من السعودية دخلوا وخرجوا عبر المطار، والنيابة العامة تجري تحقيقاتها وكافة إجراءاتها بهذا الصدد، والادعاء يبحث في سجلات وصول ومغادرة مواطنين سعوديين من مطار إسطنبول”، مضيفا: “يتعين على القنصلية السعودية أن تكشف مكان خاشقجي وستفعل ذلك”، وتابع أردوغان: “مسئولو الأمن والمخابرات يبحثون قضية خاشقجي، وهناك مسئولية سياسية وإنسانية لمتابعة قضية الصحفي السعودي خاشقجي عن كثب”.