خبرة “خاشقجي” سبقت “بن سلمان” بخطوة.. فكيف وثق قتله بالقنصلية؟

- ‎فيتقارير

بعد تأكيد كل الروايات الأمنية والمخابراتية الرسمية وشبه الرسمية أن خاشقجي قتل غدرا داخل سفارة بلاده في تركيا، تطرح عملية القتل بعض الأسئلة والنتائج التي تكشف الطريقة التي يحكم بها النظام السعودي، إلا أن عملية الانتقام التي قتل بها خاشقجي، كشفت عن احتمالية معرفة الكاتب السعودي المعروف بأدق التفاصيل الاستخباراتية للنظام، بحكم عمله مستشارا لمدير المخابرات السعودية سابقا.

ولعل على رأس هذه الأسئلة، هل قتل خاشقجي لأنه أفشى أسرارا بحكم قربه السابق من دوائر صنع القرار في المملكة، وإذا كان ذلك كذلك فما هذا الشيء الذي قاله خاشقجي سرا لمقربين، وهل يتعلق الأمر بانحرافات سياسية أو سلوكية تخص الأسرة المالكة؟

وهل كانت لدى خاشقجي معلومات عن مقتل الأمير منصور بن مقرن الذي قتل في حادث سقوط مروحية بعد يوم من اعتقال الأمراء في الريتز كارلتون، وهل كانت هذه المعلومات مغايرة للرواية الرسمية وتثبت أن بن مقرن أسقطت طائرته بأوامر عليا؟ فهل تحدث مع أحد في ذلك؟

وهل تحدث بمعلومات غير معلنة وغير معروفة عن الطريقة التي أقيل بها محمد بن نايف، هل تحدث عن معلومات تفيد أن هناك تذمرا وسخطا واسعا داخل أفرع للأسرة الحاكمة من حماقة وتهور ولي العهد محمد بن سلمان، وهل تحدث عن العلاقة الخاصة بين ابن سلمان والصهيوني جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وبين ساسة و وجنرالات صهاينة.

هل أخبر الوليد بن طلال الذي كان خاشقجي مقربا منه عن حقيقة ما حدث معه وما أخذ منه، ومن باقي الأمراء وعن أشياء أخرى غير مسموح لأحد بمعرفتها؟ أم أن خاشقجي قتل لمجرد أنه انتقد بشكل مهذب جدا ومحترم جدا ابن سلمان بعد خروجه من السعودية؟

 

خاشقجي وثق عملية قتله

الإجابة عن كل هذه التساؤلات فجرتها صحيفة صباح التركية مساء أمس الجمعة، حينما نشرت معلومة خطيرة بشأن عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، والتي بينت أن خبرة خاشقجي بجرائم النظام السعودي، وخبرته في دوائر العمل المخابراتية وشكه في احتمالية تصفيته، جعلته يستعين بساعة متطورة تستطيع تسجيل كل ما يدور معه داخل القنصلية، ورفعها على حسابه الشخصي في إحدى منصات التواصل.

ونقلت الصحيفة  التركية عن مصادرها القريبة من دوائر التحقيقات، بأن المقاطع الصوتية التي بحوزة الأمن التركي للحظة اغتيال خاشقجي سجلها الإعلامي السعودي بنفسه من خلال  ساعة «آبل» ، التي كان يرتديها وقت دخوله القنصلية. وقالت الصحيفة إن الساعة  سجّلت بعضاً من وقائع تعذيبه والتحقيق معه. وأوضحت الصحيفة أن الملفات التي سجَّلتها ساعة خاشقجي موجودة لدى السلطات التركية.

وبيَّنت الصحيفة أن فريق الاغتيال السعودي حاول حذف بعض الملفات التي سجلتها ساعة خاشقجي، وقد استطاعوا الوصول إلى هذه الملفات عبر استخدام بصمات خاشقجي، ولكن هذه الملفات تم الاحتفاظ بنسخة منها لدى خاصية التخزين «إي كلاود».

وكانت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، قالت مساء الجمعة، إن لدى تركيا تسجيلات صوتية ومرئية «صادمة»، تؤيد رواية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

ونقلت الشبكة الإخبارية عن مصدر مطلع على التحقيقات، أن وكالة استخبارات غربية اطَّلعت على أدلة تُظهر وقوع عراك داخل القنصلية، بعد دخول خاشقجي إليها، في 2 أكتوبر الجاري. كما أشار المصدر إلى وجود «أدلة حول لحظة مقتل خاشقجي».

أدلة كاملة

هذه المعلومات التي سرَّبتها وسائل إعلام تركية قريبة من الحكومة، تشير إلى أن الصحفي السعودي قُتل في مقر القنصلية بعد دخوله إليها بوقت قليل، كما أن السلطات الرسمية التركية تمتلك الأدلة الكاملة على هذه الواقعة.

وبحسب صحيفة “يني شفق” التركية، فإنه خلال الأيام الماضية طلبت القنصلية السعودية في إسطنبول كميات كبيرة من المنظفات، بعد طلب تركيا تفتيش مقرّ القنصلية ومنزل القنصل محمد العتيبي، القريب من القنصلية، بسبب شكوك لدى الأمن التركي بأن بعض بقايا جثة الإعلامي السعودي دُفنت في منزل العتيبة.

وكانت وسائل إعلامية قالت قبل أيام، إن تركيا رصدت 3 مناطق يحتمل أن يكون بإحداها جثة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي.

ووافقت السعودية على طلب السلطات التركية بتفتيش مقر القنصلية ومنزل القنصل في مدينة إسطنبول، بعد رفض ومماطلة استمرَّت أكثر من أسبوع.

وفي أول تصريح رسمي بشأن عملية قتل جمال خاشقجي نفى وزير الداخلية السعودي عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود، وجود أوامر بقتل خاشقجي، ووصف ما يقال بأنه أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة.

وزعم في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية واس، فجر السبت 13 أكتوبر 2018، أن بلاده حريصة على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء خاشقجي، كما قال إن بلاده حريصة على مواطنيها في الداخل والخارج.