تهديد تركي لولي العهد السعودي وصحيفة إسبانية: أردوغان يهدد عرش “بن سلمان”

- ‎فيتقارير

قالت صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يملك “أوراقا مدمرة” تهدد صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى خلافة أبيه على العرش السعودي في أعقاب قتل الصحفي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده بمدينة أسطنبول التركية مطلع أكتوبر الماضي.

وفي تقرير نشرته الصحيفة تناولت ما وصفتها بالمعلومات السرية والخطيرة التي يملكها الرئيس التركي ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي من شأنها أن تهز عرشه وتضعف موقفه، مشيرة إلى أنه في جميع الأحوال، يحاول أردوغان الاستفادة قدر الإمكان من قضية خاشقجي، التي بدأ بكسبها أمام منافسه الإقليمي.

وتعليقا على ذلك، أوضح الباحث في المعهد الملكي الإسباني، هيثم أميرة فرنانديز، أن “ارتكاب هذه الجريمة منح هدية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وفي هذه المرحلة، يحكم الرئيس التركي بين يديه “أوراقًا مدمرة”. مضيفا أنه “من المؤكد أن تركيا تملك معلومات تورط ابن سلمان في قضية خاشقجي بشكل مباشر. وعلى هذا النحو، سيصبح مستقبل ابن سلمان مشروطا ورهينة القرارات المتعلقة بتسريب هذه المعطيات”.

في ذات السياق، بعثت السلطات التركية تهديدا مبطنا وغير مباشر لولي العهد السعودي للضغط عليه من أجل توفير ضمانات لإجراء تحقيقات نزيهة بشأن الجريمة؛ حيث قال رئيس تحرير صحيفة “يني شفق” التركية إبراهيم كاراغول إن الأدلة القوية التي تملكها تركيا بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي “قادرة على إنهاء محمد بن سلمان”.

وأضاف كاراغول في تغريدة على حسابه بموقع تويتر أن “هذا الرجل (ابن سلمان) فعل الكثير من الشرور في المنطقة وسيخرج من المعادلة عبر هذه الأدلة”. وتابع: “تركيا ستفعل ذلك”.

أسباب هشاشة الموقف السعودي

واستعرضت الصحيفة أسباب هشاشة الموقف السعودي، أولها أزمة خاشقجي، وثانيها تنامي الانشقاقات بين صفوف العائلة المالكة السعودية، واعتبرت ذلك من العوامل التي ساعدت أردوغان على استغلال ضعف منافسه الإقليمي، محمد بن سلمان. مؤكدة أن الأسرار التي لا زال لم يكشف عنها الرئيس التركي حول قضية خاشقجي قادرة على أن تحرم بن سلمان من خلافة أبيه في العرش.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “في صراع العروش حول النفوذ الجيوسياسي في الشرق الأوسط، يبدو من الصعب التمييز بين الأعداء والحلفاء”.

في نفس الوقت، أسهم مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، في زعزعة التوازن الدبلوماسي الهش والمعقد في المنطقة، من جديد. كما وضعت هذه الجريمة الديمقراطيات الغربية أمام معضلة معاقبة الرياض من عدمه، وأضافت الصحيفة أن التحقيق في هذه الجريمة عزز موقف قوة أردوغان، ومنحه هامشا للمناورة والضغط على الجهات السعودية.

وأوردت الصحيفة أن الأدلة حول مقتل خاشقجي واستراتيجية أردوغان المتبعة في سردها أدت إلى إحياء التوترات والانقسامات بين صفوف العائلة المالكة. ومن المرجح أن مسألة إزاحة ابن سلمان من منصبه الحالي قد أصبحت موضوعا مطروحا على طاولة النقاشات السعودية.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن مستقبل بن سلمان أصبح في خطر ومن شأن الأسرار التي يخفيها أردوغان أن تجر بن سلمان للهاوية والاستبعاد من السلطة. وفي ظل هذا الوضع، تزايدت الأصوات التي تشكك في أهلية بن سلمان لتولي منصب الملك السعودي في المستقبل.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان رفض ما اعتبرته الجهات السعودية “حوافز للتعاون معها”، واعتبره بمثابة “الرشوة السياسية”. وقد عمد إلى تبني هذا الموقف من أجل إثبات التزامه وأيضا الضغط على منافسه الإقليمي للاستفادة منه قدر الإمكان.

واعتبرت أن ظهور أردوغان أمام البرلمان التركي خلال الأسبوع الماضي والتزامه “بكشف الحقيقة كاملة”؛ كان بمثابة التمرين الدبلوماسي وخطوة نحو نشر نفوذه على نطاق أوسع. لكن، لم يكشف أردوغان خلال إلقاء خطابه تفاصيل جديدة، وأخّر الكشف عن العديد من المعلومات المهمة، خدمة لاستراتيجيته المعتمدة في إدارة قضية خاشقجي.

وبينت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية بدأت تشعر بأن زمن الإفلات من العقوبات قد ولى وأصبح جزءا من الماضي الجميل. وقد ظهرت بوادر ذلك من خلال إعلان ألمانيا وكندا عن تعليق صفقات بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية.

كما يسلط موقف دول الاتحاد الأوروبي حول قضية خاشقجي الضوء على أنه لم يعد من السهل التسامح مع تجاوزات المملكة العربية السعودية، ونقلت الصحيفة عن محلل معهد الملكي الإسباني أن “أردوغان على استعداد للعب دور حاسم في المراحل القادمة من قضية خاشقجي، كما يجب طرح أسئلة حول مدى قدرة أردوغان على إدارة الأزمة والتحكم فيها، وحجم المزايا التي يرغب أردوغان في الحصول عليها وما الذي يرغب في تحقيقه في ظل التزامه الصمت. عموما، يمكن اعتبار ما يحصل بمثابة المساومة في صفقة ما…”.