“ماكرون” يجمع “السراج” و”حفتر” و”الإخوان”..انحراف عن اتفاق “الصخيرات”

- ‎فيعربي ودولي

 أحمدي البنهاوي
بين عشية وضحاها، استسلم فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وخليفة حفتر، قائد مليشيات "الكرامة" الليبية، التي سجلت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية انتهاك قادتها لحقوق الإنسان في ليبيا، وتنفيذهم إعدامات مباشرة في الشوارع والساحات خارج إطار القانون، في شوارع بنغازي ومدن الشرق الليبي، التي أعلن جيش حفتر عن سيطرته عليها.

الطريف أن القوات الفرنسية دعمت خليفة حفتر ميدانيا وبطائراتها وطلعاتها الجوية، وقتل لها ثلاثة عسكريين فرنسيين عام 2016، كما دعمته أيضا الإمارات ومصر من خلال قواعدها العسكرية بطلعاتها الجوية وعلى الأرض.

حيث كان وزير الشئون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أول المُرحبين بذلك، وكتب قائلا: "لقاء رئيس الوزراء السراج والفريق حفتر في باريس خطوة إيجابية أخرى في المساعي الإيجابية لتحقيق الأمن والاستقرار.. الحوار الليبي أساس النجاح".

إخوان ليبيا

وانتقدت أحزاب وهيئات ليبية الاتفاق واعتبرته مثار سخرية، بينما اعتبره آخرون "يمثل انحرافا عن مسار الاتفاق السياسي"، كما أكد حزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، أن اللقاء يمثل انحرافا عن مسار الاتفاق السياسي، في إشارة إلى اتفاق الصخيرات الذي وقع في ديسمبر 2015.

وقال حزب "العدالة والبناء"، أكبر الأحزاب الإسلامية في ليبيا، إنه "يرفض إدخال أي تعديلات على الاتفاق السياسي دون رعاية مباشرة من منظمة الأمم المتحدة".

واعتبر الحزب الليبي أن "عقد أي لقاءات برعاية دول منفردة هو انحراف عن المسار السياسي للاتفاق السياسي، وتشويش عليه، ويفتح المجال لأجندات تلك الدول بتغليب طرف على الآخر، أو بتعميق هوة الخلاف واستمرار الانقسام والأزمة".

ودعا "الليبيين جميعا بمختلف توجهاتهم إلى ضرورة الالتفاف حول الاتفاق، والتمسك بالمسار السياسي ومدنية ووحدة الدولة، ورفض العسكرة والتدخل الخارجي في شئون البلاد".

فيما دعا الحزب الأمم المتحدة إلى "إلزام أعضائها بالخضوع للاتفاق السياسي والتوقف عن التعامل مع الأجسام الموازية".

سخرية الثوار

بدوره، لفت محمد إدريس المنصوري، المسئول الإعلامي لمجلس شورى ثوار درنة، إلى أن السراج لم يكن‏ يوما خصما لحفتر- كما يدعي الإعلام الفرنسي وأقرانه في إعلام "العربية" و"سكاي نيوز"- وقال معلقا على اللقاء، في تغريدة على حسابه: "بيان الرئاسة الفرنسية: الاتفاق على وقف إطلاق النار من الأطراف الليبية …#لقاء_حفتر_والسراج
هل السراج كان طرفًا ضد حفتر؟"!.

أما الناشط الليبي المقداد عبدالرحمن، فكتب متفقًا مع "المنصوري" عبر حسابه: "هههه.. كله كوم ونقطة اتفاق حفتر والسراج على وقف إطلاق النار.. هو السراج أطلق حتى مية زهز على حفتر مش رصاص؟!".