قصة وجائزة يكشفان فضائح تجار ثروات الربيع وجهل العسكر

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

كشف الكاتب الصحفي وائل قنديل عن قصة شهيرة لجهل العسكر في مصر، جاءت على لسان أحد خبرائه الاستراتيجيين وهو حسام سويلم، حينما ظهر في مداخلةٍ هاتفيةٍ مع مذيعة سيسية، وكان النبأ العاجل فوز رباعية الحوار في تونس بجائزة نوبل للسلام، فسألته المذيعة رأيه في الموضوع، وكانت الإجابة الصاعقة من الجنرال "أنا معرفش في الموضوع دا، انتي عارفه تخصصي، بس إذا كانت الست دي قدّمت خدمات إنسانية لبلدها”، فقاطعته الإعلامية بالقول: "دي مش ست دي 4 اتحادات أسهمت في ثورة الياسمين في تونس".

وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- أن الخبير في ثورة الياسمين وجد مهرباً من الورطة، فرد على المذيعة "لا لا، هتقوليلي ثورة الياسمين والثورة الملونة واللوتس عندنا في مصر، كل دول تبع أمريكا واتربوا في فريدوم هاوس، عشان يكونوا عيون أمريكا علينا، ويثيروا الاضطرابات اللي حصلت عندنا في 25 يناير".

وأشار قنديل لنكتة أخرى لجهل العسكر، ذلك أن ضلعاً من رباعي الفوز بنوبل للسلام صار يتبنّى خطاب ذلك الجنرال، ويردّد مقولاته، ولكن باللهجة التونسية، وينظر إلى الربيع العربي بالعين ذاتها التي يرى بها الجنرالات في مصر وسورية الثورات، بوصفها مؤامرة خارجية، ينفذها عملاء بالداخل العربي، وهو الاتحاد التونسي العام للشغل يحمل"نوبل للسلام"، ويذهب بها إلى مجرم الحرب في سورية، بشار الأسد، ويلقي على مسامعه قصائد غزل، غير عفيف، لم يجرؤ شعراء السلاطين على كتابتها في أزمنة الطغيان الأولى.

وقال: "إلى دمشق، شد حاملو "نوبل" الرحال، في رحلةٍ بدأت منذ عدة أيام، وتنتهي اليوم، رحلة هي أشبه بجولة رقص فوق جثة الثورة السورية، شقيقة الثورة التونسية التي وهبت مريدي بشار نوبل للسلام.. يكتب أحد قيادات اتحاد الشغل التونسي متغزلاً في محاسن بشار الأسد ما يلي "واثق، مبتسم، تحدث معنا بثقة ووضوح، شرح ما يحدث ببساطة، وبروح الدعابة، حين انتهي من حديثه أيقنت بما لا يدع مجالا للشك أن سورية الشعب والجيش والقيادة ذاهبة إلى نصر قريب".

وأضاف قنديل أن القيادي نفسه يوجه ما أسماه "بلاغا هاما" إلى كل أحرار تونس والعالم، قائلا لهم لا يغرّنكم تضليل الإعلام الغربي والخليجي، أنا شاهد عيان الشام آمنة محمية بجيشها الباسل الذي يحتفل بعيده ال 72. دمشق لا تنام باكرا بل تسهر …نحن ومجموعة من نواب البرلمان السوري والنقابات العمال والعائلات السورية نسهر علي أنغام حلبية رائعة في فضاء مفتوح، وبلا حراسة … وحدهم أعداء سورية والإنسانية يختبئون في المغاور، تحت وقع ضربات حماة الديار .

وأكد قنديل أن ما يحدث يكاد يكون صورةً، طبق الأصل، مما جاء على لسان فنانات من نوعية إلهام شاهين، ذهبن بتوجيه من نظام عبد الفتاح السيسي إلى الشام، ليتغزلن في فضائل بشار الأسد وجيشه، ويسخرن من دماء السوريين وعذاباتهم في المنافي والسجون، ويتحدثن بركاكةٍ رقيعةٍ عن العروبة والممانعة والوحدة التي لا يغلبها غلاب.

وقال "لم تحصل إلهام شاهين على "نوبل" للسلام، ولم تكن يوماً على وئامٍ مع ثورات الربيع العربي، فهي عاشقة للاستبداد والطغيان، أينما حلا. ولذلك ليس هناك ما يدعو إلى الدهشة، عندما نراها تحتفل بمقتل الثورة السورية، وترى في قاتلها فارس الأحلام والقائد الهمام، بل أن عكس ذلك، منها، هو المدهش والغريب.. ولكن الغريب حقاً أن يحصل الاتحاد العام التونسي للشغل على نوبل للسلام 2015 مكافأة على انتصاره لثورة شعب تونس، ثم يستثمرها في الدفاع عن بشار الأسد في 2017 ومكافأته عن سلسلة أعماله الإجرامية ضد ثورة شعب سورية، ويتحدّث عن بشار بلغة الشعر الرومانسي، حتى ظننت أنهم سيهدونه "نوبل" التي يحملونها، أو يرشحونه لنوبل جديدة للسلام والآداب معاً.