اليوم في ألمانيا.. «70» فسحة للسيسي بلا جدوى و«5» تفسيرات تشرح الأسباب

- ‎فيتقارير

في أواخر سبتمبر الماضي 2018، شارك الجنرال عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، في أعمال الدورة 73 للأمم المتحدة، وبعدها بـ12 يومًا قام بزيارة إلى جزيرة كريت في 10 أكتوبر الجاري، للقاء ثلاثي مع قادة اليونان وقبرص. وبعد مرور 5 أيام قام السيسي بزيارة لمدة 3 أيام إلى روسيا، منتصف الشهر الجاري، ومكث بالقاهرة نحو أسبوع، ثم سافر إلى السودان الخميس الماضي، 25 أكتوبر، في زيارة لمدة يوم واحد. وبزيارته اليوم الأحد 28 أكتوبر 2018م إلى ألمانيا يكون السيسي قد أجرى 6 “فسح” خارجية خلال شهر واحد!.

ومنذ أن سطا جنرال العسكر عبد الفتاح السيسي على حكم مصر بانقلاب عسكري، في 03 يوليو 2013م، اتسم بأعلى درجات وصور العنف والفاشية ضد النظام الديمقراطي الذي تأسس في أعقاب الموجة الأولى من ثورة 25 يناير 2011، معلنا نجاح الثورة المضادة في حماية السلطوية العسكرية الحاكمة منذ انقلاب 1952م، أجرى السيسي أكثر من 70 زيارة خارجية لكثير من بلاد العالم، لكن هذه الزيارات والفسح لم تسفر عن شيء مفيد لمصر وشعبها سوى مزيد من الغلاء والفقر وإهدار ثروات مصر الطبيعية من الغاز والمياه والأرض.

70 فسحة

السيسي أجرى في “2014/2015” 29 فسحة، وفي “2015/2016” أجرى 17 فسحة، وفي “2016/2017” قام بـ12 فسحة، بمجموع قدره “58” فسحة، هذا بخلاف ما أجراه في العام الرابع ونصف السنة الأولى من ولايته الثانية. ما يصل بمجموع جولاته وفسحه إلى أكثر من 70 جولة.

وحول تفسير أسباب هذه الزيارات الكثيرة يمكن أن نعزوها إلى الأسباب الآتية:

أولا: البعض يفسر ذلك بأنها فسح دعائية يستهدف بها النظام تسويق شرعيته وتكريس حكمه الشمولي عبر الصفقات والمصالح،  فــ”رؤساء الدول الأخرى يستغلون شعوره بالنقص وجنون العظمة الذي يصاحبه، وحاجته للاعتراف بنظامه ومحو توصيفه بأنه انقلاب عسكري من ذهن العالم، ويستغلونه لمصالح دولهم”.

47 مليار دولار

ثانيا: فُسح السيسي بلا مردود إيجابي على الاقتصاد المصري. بل على العكس تسببت في خسائر كارثية لمصر؛ فالسيسي زار روسيا 3 مرات وحصل على قروض 25 مليار دولار جميعها ديون، بفوائد 7 مليارات دولار، حسب نص القانون الذي نشرته الوقائع المصرية، كما اشترى من روسيا أسلحة بـ10 مليارات دولار. وكلف مصر بزيارة واحدة لألمانيا 9 مليارات دولار بعدة مشتريات منها غواصات بحرية، واشترى أسلحة وطائرات بـ6 مليارات دولار خلال 3 زيارات لفرنسا، كما أن مجموع القروض بلغ 47 مليار دولار، والمشتريات العسكرية 10 مليارات دولار.

كما أنه بعدة زيارات لإثيوبيا والسودان تنازل عن حصة مصر التاريخية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب) في مارس 2015، وفي زيارات متبادلة لقبرص واليونان والقاهرة تنازل عن بعض حقوق مصر بالغاز والثروات البحرية باتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص واليونان، وفي 7 زيارات للسعودية وزيارة واحدة للملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة تنازل عن جزيرتي (تيران وصنافير) للسعودية.

تسويق شرعيته

ثالثا: يسعى السيسي لتسويق شرعيته باعتباره رأس الحربة على الإرهاب، وهو الخطاب الذى لا يجيد السيسي سواه ويلقى قبولا به في الغرب المهووس بما يسمى بالإرهاب، وغالبا ما ينسبه إلى الإسلام إفكا وزورا.

رابعا: السيسي حاليا مشغول أوروبيا بمحاولة تمرير صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين الذين ستطردهم أوروبا ليستقروا في معسكرات في مصر مقابل مبالغ مالية، وفي الغالب لن يستفيد منها سوى النظام.

خامسا: السيسي يقود محاولات لإنقاذ الأمير محمد بن سلمان من مأزقه الحالي- قتل الصحفي جمال خاشقجي- عبر الحديث مع عدة دول معنية بالموضوع، فضلا عن أن زيارته لروسيا هي الأخرى محاولة لإيجاد بديل للحليف الأمريكي الذي قد يغدر به في أي لحظة، كما يفعلون الآن مع ابن سلمان”.