للشهر الثالث.. قصف روسي للمدنيين بإدلب وحماة وسط صمت عربي ودولي

- ‎فيعربي ودولي

مع إعلان مسؤول أممي أن “الكابوس في إدلب السورية يزداد سوءا” قالت مصادر إخبارية إن 9 مدنيين قتلوا وأصيب العشرات، جرّاء غارات جوية للطيران الروسي والسوري على الأحياء السكنية لقرى ومدن إدلب وريف حماة، الأربعاء 24 يوليو، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تحاول انتشال المصابين من تحت الأنقاض.

وأضافت وكالات أن الطيران الروسي والسوري شن غارات جوية بالصواريخ الفراغية منذ الصباح الباكر على السوق الشعبي في أريحا، أدت لمقتل امرأة وطفلين والعديد من الجرحى، فيما قُتلت امرأة وابنتيها جرّاء استهداف الطيران لقرية محمبل، كما قتل مدني أخر في بلدة الطبيش جرّاء غارة جوية على ريف إدلب الجنوبي الغربي.

ورغم إنكار الروس لقصف المدنيين في إدلب، إلا أن الطيران الحربي والروسي وبشكل كثيف أغار على قرى ومدن ريف إدلب، حيث استهدف بالصواريخ (بسنقول، خان السبل، حرش، مصيبين، خان شيخون، معرة النعمان، أم الصير، أريحا، دير شرقي، دير سنبل) موقعاً إصابات بين المدنيين ومخلفاً دماراً هائلاً في المنازل والممتلكات.

وأكدت المراصد المحلية أن الطيران الحربي الروسي والسوري، يستخدم أسلوباً جديداً في غاراته، وهو الخروج بصمت واستهداف الأحياء السكنية، حيث لم تتمكن المراصد من كشف خروج الطائرات إلا عندما بدأت غاراتها على المدن والقرى في إدلب وريفها.

وفي حماة، قتل شخصان وأصيب آخرون بجروح جراء قصف مدفعي وصاورخي للنظام استهدف أطراف قرية معركبة في ريف حماة الشمالي، كما استهدف الطيران الحربي مدن كفر زيتا ومورك وقرى السرمانية ودوير الأكراد بريف حماة الغربي.

واستهدف النظام السوري بالمدفعية الثقيلة قرى الزكاة والأربعين والجبين وتل ملح وأبو رعيدة بالريف الشمالي لحماة، من مواقعها في الشيخ حديد والقوات الروسية المتواجدة قرب مدينة محردة.

الكابوس في إدلب

ومع سقوط نحو 59 مدنيا على الأقل مصرعهم منذ هجمات ليل الاثنين الماضي وطوال يوم الثلاثاء بعدما ضربت سلسلة من الغارات الجوية التابعة للنظام السوري وروسيا، مواقع متعددة في جنوب إدلب، وفقا لما أفاد به مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة .

أصدر مارك كيتس، نائب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية، بيانا بعد الهجوم على مدينة معرة النعمان بريف إدلب، عنونه بـ”كابوس إدلب يزداد سوءا”.

حيث قال المسؤول الأممي “شهدنا واحدة من أكثر الهجمات فتكا على المناطق المدنية منذ اندلاع القتال، من حوالي ثلاثة أشهر”.

وشهد الهجوم على أحد الأسواق الشعبية في مدينة معرة النعمان الأسوأ في عواقبه بعدما قتل 39 مدنيا على الأقل، من بينهم ثمانية نساء وخمسة أطفال. وأشار نائب منسق الشؤون الإنسانية إلى أن “هذا الرقم من المرجح أن يرتفع أكثر بعد اكتشاف المزيد من الجثث”.

وأوضح البيان أن “بعض الجثث تمزقت إلى أشلاء أو احترقت حتى استحال التعرف على أصحابها. وكان هناك العديد من الضحايا من النساء والأطفال، ويعاني بعضهم من أشد الإصابات فظاعة. وقد يعمل عمال الإنقاذ طوال اليوم للانتشال الناس من تحت الأنقاض، ولا يزال الكثيرون منهم مدفونين تحتها. وظل البحث عن الناجين مستمرا مع حلول الظالم.

وقال كيتس: “لكن في هذه البيئة، لا يوجد أحد آمن”، موضحا أن من بين القتلى، عامل إنقاذ وموظف بأحد المستشفيات.

وأضاف نائب منسق الشؤون الإنسانية إن هذا كله جزء من موجة من الهجمات الجديدة التي تستهدف البنية التحتية المدنية الحيوية في شمال غرب سوريا في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس ومحطات المياه والمخابز”، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة وثقت أكثر من أربعمائة حالة وفاة في صفوف المدنيين.

وخلص إلى أنه “لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذه الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية”، داعيا إلى وقف مثل هذه الهجمات على الفور.

دفاع عن المسيحيين

وفي تبرير للتدخل الروسي في سوريا، قال إليكسندر إيفانوف، المتحدث الرسمي باسم قاعدة حميميم الروسية في سوريا:  إن القوات الجوية الروسية تشن هجمات مكثفة على إدلب، رداً على قصف مسيحيين أرثوذكس في مدينة محردة، مؤكداً أن دخولهم إلى سوريا لحماية المسيحيين فقط، فيما عبر ناشطون ومنظمات مدنية عن رفضهم للتصريحات الأخيرة.

غير أن “منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام” كانت هي اول من استنكر تصريحات الضابط الروسي، مؤكدة أن روسيا لم تكتف بعمليات القصف والتدمير والتهجير الممنهج للسوريين طيلة السنوات الماضية دعماً للنظام السوري المتهم بانتهاكات إنسانية وباستخدام أسلحة محظورة عالمياً، بل دأبت على زرع الفتنة بين أبناء الشعب السوري باستمرار، عبر ادعاءاتها حماية المسيحيين في سوريا تبريراً لعمليات القصف، مشيرةً إلى أن التصريحات الأخيرة تحمّل السوريين المسيحيين الأرثوذكس وزر عمليات القصف في إدلب”.

وأوضحت المنظمة في بيانها أن روسيا تتدخل في سوريا لدعم بقاء النظام السوري في السلطة فقط، ذلك النظام الذي انتهك حقوق المسيحيين السياسية والمدنية طيلة عقود، وتسبب بتهجيرهم، وتواطئ مع الفصائل المتشددة لتهديد مناطقهم، واستخدامهم كأداة للبقاء في السلطة بحجة حمايتهم، محذرةً من تعريض حياة المسيحين للخطر المباشر عبر وصفهم بالتسبب بالعنف على أبناء بلدهم.

وأكد البيان أن وجود المسيحين وبقاءهم في أرضهم متجذر كجزء من الشعب السوري، على أمل بناء سوريا المستقبل يداً بيد وفق أسس المواطنة المتساوية واحترام الحقوق والقوانين، مطالباً قوات النظام السوري والروسي بإبعاد الراجمات المتمركزة بين منازل المدنيين في محردة حفاظاً على حياتهم.

السوريون بتركيا

وكشف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أن اتفاق تم مع الحكومة التركية فيما يتعلق باللاجئين السوريين، وقفع رئيس الائتلاف أنس العبدة، مع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، على تشكيل “لجنة اتصال ومتابعة” لتنسيق العمل بين الطرفين بشأن السوريين في تركيا.

وكشف العبدة في تغريدة له على “تويتر”، “أنهيت للتو اجتماعًا مع وزير الداخلية التركي السيد سليمان صويلو لبحث أوضاع السوريين في تركيا وتعزيز الشراكة للوصول إلى حلول عملية تساعد على تجاوز الصعوبات”، مؤكدًا على “دور السوريين في التنمية والاستقرار”.

وأضاف أن “اللقاء كان مثمرًا واتفقنا على لجنة اتصال ومتابعة لتنسيق العمل بين الطرفين”.

وبحسب الوكالة، أنه قرر الجانبان تشكيل لجنة مشتركة برئاسة نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاطقلي، والعبدة، لمتابعة الشؤون المتعلقة بالسوريين.

يشار إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن سابقًا أن حكومة بلاده ستتخذ خطوات جديدة تجاه السوريين في تركيا، منها التشجيع على العودة، وترحيل مرتكبي الجرائم، واقتطاع الضرائب من المشافي.

400 شهيد

من جانبها أكدت منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في بيان لها أن ما يزيد على 400 مدني قتلوا شمال غربي سوريا خلال الأشهر الأخيرة، جرّاء الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري على إدلب منذ أبريل الماضي والتي تستهدف البنية التحتية المدنية، بما فيها الأسواق والمدارس والأفران والمرافق الصحية.

وسيطرت فصائل المعارضة مؤخراً على بلدة تل ملح شمالي حماة، على الطريق الواصل بين مدينتي محردة ذات الغالبية المسيحية، ومدينة السقيلبية المدينة التي يسكنها خليط ديموغرافي بأكثرية مسيحية، وأرسلت الفصائل حينها بيانات عدة لطمأنة الأقليات هناك، ودعوتها للوقوف إلى جانبهم بعيداً عن النظام الذي عمل على التلاعب بورقة الأقليات في سوريا ليوحي للعالم بأنه يواجه ثورة دينية ضد الأقليات.