بعد عامين من الردح.. كيف يبرر إعلام السيسي الصلح مع قطر؟

- ‎فيتقارير

دأب إعلام عصابة صبيان تل أبيب في مصر، منذ بدء الحصار المفروض على دولة قطر، على ترديد كثير من الشائعات والأكاذيب، التي أسهمت في حالة السقوط المدوي لكائنات طُحلبية أمثال أحمد موسى وعمرو أديب وغيرهم.

وتتسارع الأنباء القادمة من الخليج، والخطوات المتسارعة فيما يبدو لما يعتبرها أو يصفها البعض بشائر مصالحة، حين أعلنت اتحادات كرم القدم السعودية، والإماراتية، والبحرينية بشكلٍ مفاجئ، عن مشاركة منتخباتها في بطولة كأس الخليج “خليجي 24″، وهي البطولة التي تحتضنها قطر، أواخر الشهر الجاري.

وهو إعلان يبدو لافتا في ظِل أزمة المقاطعة، والسماح لفرق الدول المذكورة باللعب على الأرض القطرية، حيث كان التعامل وحده مع القطريين يعد بمثابة الخيانة التي أودت بالكثير في السعودية إلى خلف القضبان، ومنهم الشيخ الداعية سلمان العودة، والذي يواجه حكمًا بالإعدام، على خلفية كتابته تغريدة دعا فيها إلى تأليف القلوب بين المتخاصمين في الأزمة مع القطريين.

انتصرت قطر

ولم تنجح قطر في مواجهة تداعيات الحصار المفروض عليها منذ الخامس من يونيو 2017 فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى إكساب اقتصادها قوة ومناعة كبيرتين، وباتت البلاد أكثر اعتمادا على الذات من ذي قبل، كما يؤكد خبراء.

ولئن كانت الأسابيع الأولى للحصار قد خلقت صدمة، فإن دولة قطر عملت على احتوائها بالسرعة المطلوبة، خاصة ما تعلق بتوفير الاحتياجات الضرورية وضمان استقرار الاقتصاد في مواجهة أي هزة، والاستمرار في توسيع القاعدة الإنتاجية لقطاع النفط والغاز وجذب الاستثمارات الخارجية.

ومنذ مرور العام الأول على حصار قطر، لا تزال وسائل إعلام الانقلاب في مصر، التابعة لأجهزة الاستخبارات، تصرّ على ترويج الأكاذيب، فمرة تقول “قطر على وشك الإفلاس”، وأخرى “المعارضة القطرية على وشك أن تحقق أهدافها”.

ولم يتوقف هذا الإعلام عند حدّ ترويج الشائعات، إذ قتل هذا الإعلام في هجومه على قطر، كل المفاهيم العلمية والمصطلحات المتعلقة بالمهنية، مثل المصداقية والرأي والرأي الآخر، حتى أصبحت كل هذه المسميات في خبر كان، وبات الأهم الصورة السيئة والمسيئة التي يريد تصديرها للمصريين عن قطر التي تمت شيطنتها، إذ صارت هي العدو الأكبر.

إعلام مخابرات

ويبدو أنه صار إعلام الطرشان، إذ يروج لأكاذيبه التي لا يصدقها أحد، غير مهتم بانصراف المشاهدين عن متابعته، في حين أن المصريين أصبحوا يبحثون عن الحقيقة بعيدا عن تلك القنوات وأولئك الإعلاميين من مروّجي الأكاذيب.

من ذلك ما نشره موقع “اليوم السابع”، المملوك لشركة “إعلام المصريين”، التابعة للاستخبارات العامة، تقريرا يدّعي أن الاقتصاد القطري يمر منذ عام بانتكاسات متواصلة، كان آخرها فقدان الدوحة أصولا احتياطية تقدر بـ23 مليار ريال، أي 6.3 مليارات دولار.

وهو ما كذبته الأرقام الرسمية، التي أظهرت ارتفاع الاحتياطيات الدولية والسيولة بالنقد الأجنبي، لدى مصرف قطر المركزي، وزيادة الاحتياطي والسيولة، وهما مقياس قدرة البنك المركزي على دعم العملة المحلية “الريال”، إلى 39.8 مليار دولار من 37.8 مليار دولار. ​

يذكر أنه تم استدعاء جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، إلى دولة الكفيل الإماراتي اليوم الأربعاء، بالتزامن مع إشارات لم تأخذ بعد طابعًا رسميًّا عن إمكانية حدوث تطورات إيجابية في الأزمة مع قطر، التي تفجرت عام 2017، وتسببت في تعكير الأجواء بشكل خطير، بين الدوحة وعدة عواصم أبرزها الرياض وأبو ظبي.