4 أدلة تنسف مزاعم السيسي حول الاستقرار

- ‎فيتقارير

كتب- يونس حمزاوي
جاء مقتل 12 ضابطا وجنديا، اليوم الخميس 23 مارس 2017م، بسيناء إضافة إلى مقتل 15 آخرين وصفهم المتحدث العسكري بالإرهابيين، ليضع حدا لأكاذيب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي حول الأمن والاستقرار، ونسف كل مزاعمه بهذا الشأن.

وأعلن العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة، اليوم، عن مقتل 10 من عناصر الجيش الثالث الميداني في تفجير عبوتين ناسفتين، بينهم 3 ضباط، ومقتل 15 إرهابيا، كما تم الإعلان عن مقتل ضابطي شرطة، مساء اليوم الخميس، بسيناء أيضا وهو ما يرفع عدد الضحايا إلى 27 مصريا في يوم واحد.

وبناء على هذه المعطيات، فإن تصريحات اللواء الدموي ممدوح شاهين، يوم 14 مارس الماضي، حول قرب القضاء على ما وصفه بالإرهاب، ذهبت أدراج الرياح وثبت أنها مجرد أمنيات تخالف كل واقع ومنطق.

تفويض نحو الهاوية

ومنذ انقلابه المشئوم في 3 يوليو 2013م، والذي دفع البلاد نحو الهاوية، واستخدام صناديق الذخيرة بديلا عن صناديق الاقتراع والانتخابات، جاء طلبه الغريب وغير المسبوق، يوم الأربعاء 24 يوليو 2016م، عندما كان وزيرا للدفاع، بخروج مناصريه في جمعة التفويض، يوم 26 من نفس الشهر، لتفويضه بالقضاء على ما وصفه بالإرهاب المحتمل، علامة على توجهاته نحو توظيف «الاتهامات بالإرهاب» لأنصار حزب "الحرية والعدالة"، حزب الرئيس محمد مرسي، وأكبر حزب سياسي في البلاد حاز على ثقة الشعب في كل الاستحقاقات النزيهة بعد ثورة يناير.

وكان السيسي وقتها يدرك تماما أن "التجارة بالحرب على الإرهاب" لها الكثير من الزبائن، خصوصا في أمريكا وأوروبا، يدفعهم كرههم للإسلام إلى العمل على وصم الإسلام بالإرهاب.

وبعد مرور قرابة 4 سنوات على التفويض المزعوم، لنا أن نتساءل: هل تحقق الأمن وجاء الاستقرار؟ أم أثبتت الأيام أن السيسي أدخل مصر دائرة جهنمية من العنف والعنف المضاد، حتى تفشت روح الثأر والكراهية، وباتت أخبار القتل والعبوات الناسفة والتعذيب والتصفية الجسدية خارج إطار القانون هي عنوان مصر في عهد الجنرال الدموي؟.

4 أدلة تنسف مزاعم السيسي

الكاتب الناصري سليمان الحكيم، أحد مؤيدي الانقلاب، قال إنه بعد 4 سنوات مضت على طلب السيسي تفويضًا من الشعب للقضاء على الإرهاب في سيناء، وغيرها من بؤره التي باتت منتشرة على امتداد خريطة القطر، وبعد كل هذه السنوات فشل السيسي في تحقيق ما وعد به وفوض من أجله.

وأضاف الحكيم -في مقال له جاء بعنوان «تفويض السيسي أم ليبرمان؟!»- "فقد أصبحت سيناء مملوكة بوضع اليد للإرهابيين.. حتى إن مجموعة منهم أخذت تتجول مؤخرًا في شوارعها بكل حرية لتحطم كاميرات التصوير في المحال والبيوت والشوارع، بل إنهم نجحوا في الاستيلاء على بعض سيارات الشرطة والجيش أكثر من مرة، ثم عادوا ليتجولوا بها وسط عجز كامل عن التصدي لهم في شوارع (مدينة الألف كمين)".

وبحسب مراقبين، فإن هناك 4 أدلة تنسف مزاعم السيسي تماما حول الأمن والاستقرار. أول هذه الأدلة هو سقوط الضحايا كل يوم بوتيرة متزايدة، حيث يأتي مقتل 27 مصريا في اشتباكات وقعت مع مسلّحين في منطقة وسط سيناء، شرق مصر، حسب تصريحات رسمية من جانب المتحدث باسم القوات المسلحة.

ومن بين القتلى العقيد أركان حرب يحيى حسن، قائد كتيبة في اللواء 116، والمقدم أحمد مالك قائد كتيبة، والرائد محمد عمر سليمان. كما أشارت إلى أنه لم يتم التعرف على جثث المجندين السبعة حتى كتابة هذه السطور.

وأفادت مصادر طبية بأن النقيب معتز مصطفى من مديرية أمن العريش، قتل برصاصة أصابت رقبته، ظهر اليوم، جنوب مدينة العريش، مضيفة أن "مصطفى وصل إلى المستشفى عبارة عن جثة هامدة".

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن النقيب شادي العاصي توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها منذ يومين بمدينة العريش.

ولا شك أن مقتل كل هذا العدد في يوم واحد، بينهم 5 ضباط، ينسف كل الأكاذيب التي يتم الترويج لها حول الأمن والاستقرار، كما تعد دليلا لا يحتاج إلى برهان على فشل سياسات قائد الانقلاب الأمنية والعسكرية.

وثاني هذه الأدلة هو عمليات النزوح الواسعة التي تمت لعشرات الأسر من الأقباط من مدينة العريش إلى مدن الإسماعيلية ومحافظات أخرى، منتصف فبراير الماضي، فرارا من تنظيم "داعش"، الذي استطاع أن يصفي 8 عناصر قبطية، بينهم كاهن كنيسة، قبل نزوحهم بشهر واحد.

كما جاءت تهديدات التنظيم للأقباط كافية لنزوح الأقباط بصورة جماعية أصابت النظام والمجتمع الدولي بصدمة، كشفت عن هشاشة الوجود الأمني في سيناء، وعدم سيطرة قوات الجيش والشرطة على زمام الأمور بمدن شمال سيناء. كما نسفت كل التصريحات التي توعدت بالقضاء على ما وصفته بالإرهاب.

أما ثالث هذه الأدلة فهو الكمائن التي ينصبها تنظيم "داعش" داخل مدن شمال سيناء، في ظل هروب وانسحاب تام من جانب قوات الجيش والشرطة خوفا من مسلحي التنظيم.

وبث التنظيم مقاطع فيديو لكمائنه التي تنتشر في العريش وغيرها، وسط تعامل شديد الاحترام من جانب المواطنين لهذه الكمائن، ما يعكس اعترافا بسيطرة التنظيم وانتشاره الواسع في شمال سيناء.

بلا شك فإن بث فيديوهات بهذه الكمائن أصاب إعلاميي السيسي وأنصاره بخيبة أمل كبيرة، واكتشفوا أنهم يعيشون في وهم وسراب اسمه الأمن والاستقرار.

أما رابع هذه الأدلة، فهو ما ثبت حول تفريط قائد الانقلاب في السيادة على سيناء، عبر إعلان مسئولين بحكومة الاحتلال الإسرائيلي عن قيام طائراتهم بشن غارات جوية على أهداف داخل سيناء.

وجاء الاعتراف من ليبرمان، صديق السيسي الودود، ووزير الدفاع الإسرائيلي، الذي أعلن مؤخرًا عن دخوله بسلاح الطيران الإسرائيلي لقصف بعض التجمعات لداعش في سيناء، وهو اعتراف لم يقابله نفي من السيسي أو من وزير دفاعه.

وتأتي استعانة السيسي بصديقه الإسرائيلي لتنسف كل أكاذيبه ومزاعمه حول الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية، حتى باتت سيناء مرتعا للصهاينة قبل داعش، وتلاشى الوجود المصري شيئا فشيئا على وقع كراهية الأهالي لقوات السيسي، جراء جرائمهم التي لا تتوقف بحق المواطنين بسيناء بحجة الحرب على الإرهاب.