شاهد| دلالات الضربة الإيرانية على القواعد الأمريكية.. والرد الأمريكي المرتقب

- ‎فيتقارير

بعد أيام من التهديد والوعيد بانتقام قاس ومزلزل على مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، جاء الرد الإيراني المنتظر بهجوم صاروخي على قاعدتين عسكريتين في العراق، ويبدو من آثاره حتى الآن أنه أخطأ أهدافه المعلنة.

فقد كشف مسئول عسكري أمريكي، في تصريحات خاصة لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر وبما يكفي من الهجوم الصاروخي، وأن جنوده دخلوا الملاجئ قبل وقوعه، فيما نقلت تقارير عن مسئولين بإدارة ترامب قولهم إن إيران كان يمكن أن توجه صواريخها إلى المناطق التي يسكنها الأمريكيون لكنها لم تفعل.

وعلى الرغم من اللهجة اللاذعة التي صاحبت بيان الحرس الثوري الإيراني حول الضربات، إلا أن التصريحات الصادرة من إيران تشير إلى أنها لا تسعى إلى تصعيد، وأنها تريد أن ينتهي الأمر بعد أن تظهر أمام شعبها وقد ردت على الولايات المتحدة الأمريكية .

وقد حاولت إيران الاستعراض أمام شعبها بإعلان دفن سليماني مباشرة بعد إطلاق الضربات الصاروخية، إشارة إلى ثأرها لمقتل رجلها القوي في المنطقة، إلا أنها أكدت في الوقت ذاته أنها ردت بشكل متناسب على مقتل سليماني، وأنها لا تسعى إلى الحرب والتصعيد.

فيما بدا وكأنه نهاية لوعيد طهران بالرد على مقتل جنرالها في العراق قاسم سليماني، قال وزير الدفاع الإيراني: إن الضربة التالية تتوقف على رد واشنطن على الضربة الأولى، مضيفا أن القوات الأمريكية لن تكون آمنة في المنطقة.

وكان التلفزيون الإيراني ذكر أن معلومات أولية تفيد بمقتل 80 عسكريًّا أمريكيًّا بالضربات الصاروخية التي شنتها على قاعدة عين الأسد بالأنبار غربي العراق، في المقابل نفى مسئول أمريكي سقوط قتلى أمريكيين في هذا الهجوم. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر بوزارة الدفاع قولها، إن القوات الأمريكية تلقت تحذيرًا قبيل الضربات الإيرانية، وإن الجنود دخلوا إلى الملاجئ قبل وقوع هذه الضربات.

فيما صرح مسئول آخر بأن الخسائر المحتملة جراء القصف الإيراني ستكون طفيفة جدا، مؤكدا سقوط 12 صاروخًا على قاعدتين عراقيتين تستخدمهما القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في عين الأسد بالأنبار وفي أربيل بإقليم كردستان العراق. 

قناة "مكملين" ناقشت- عبر برنامج "قصة اليوم"- دلالات الضربة الإيرانية على القواعد الأمريكية، والرد الأمريكي المرتقب، وأسباب عدم تعمد طهران استهداف القوات الأمريكية.

الدكتور أحمد البرقاوي، رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية للعالم العربي، قال إن الرد الإيراني يأتي في ظرف يتطلع فيه الشعب الإيراني إلى رد مناسب على استهداف الجنرال قاسم سليماني، الذراع الإيرانية القوية بمنطقة الشرق الأوسط، وهو الذي يحدد بعض الخيارات الحربية والتكتيكية الإيرانية في المنطقة.

وأوضح أن الرد الإيراني جاء لطمأنة أذرع إيران في لبنان والعراق واليمن وسوريا، ولتأكيد أن القيادة الإيرانية قوية، ويمثل رسالة قوية للولايات المتحدة بقيادة ترامب أن إيران مستعدة تماما للرد على أي محاولة لتغيير النظام الإيراني، مضيفا أن الرئيس الأمريكي بدا مرتبكا في ردوده عقب العملية الإيرانية.

وحول تداعيات استهداف قاسم سليماني، أكد البرقاوي أننا بصدد نظام دولي جديد تريد أمريكا أن تفرضه على المجتمع الدولي عبر منطقة الشرق الأوسط، وهذا النظام الجديد يقتضي أن تكون الولايات المتحدة القوة العظمى التي تقود العالم، ومن ورائها الأذرع في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن الخاسر الأول هي الدول العربية وشعوبها؛ لأن المعركة تدار على أرض عربية وهي العراق، التي استُبيحت بعد مقتل صدام حسين الذي كان يحمي المنطقة من التمدد الإيراني الشيعي والنفوذ الأمريكي، لافتا إلى أن النظام الجديد هدفه استباحة الوطن العربي والسيطرة على ثرواته.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/508526956686033/

بدوره رأى الدكتور محمد الكعبي، المحلل السياسي الإيراني، أن إيران أوفت بوعدها بالانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني، وردت على الجريمة الأمريكية بقصف قاعدة عين الأسد بالصواريخ.

وأضاف الكعبي أن قصف القاعدة العسكرية الأمريكية ليس الانتقام النهائي، ولكنه يمثل الصفعة الأولى، أما الرد الانتقامي فهو خروج الولايات المتحدة من المنطقة، مضيفا أن مصادر صحفية صهيونية ذكرت أنباء عن وصول 224 حالة إصابة من الجنود الأمريكيين إلى مستشفى تل أبيب، ويتم حاليًا تلقيهم العلاج.

وأوضح الكعبي أن إلغاء ترامب مؤتمره الصحفي وتأجيله 24 ساعة بزعم تقييم آثار الضربة الإيرانية فضح حقيقة وجود إصابات وسط الجنود الأمريكيين.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/755415971534850/