رئيس المكسيك يبيع طائرات الرئاسة للتقشف والسيسي يبني القصور.. وماذا عن مرسي؟

- ‎فيتقارير

تداول عدد من النشطاء، صورًا لطائرة الرئيس المكسيكي التي عرضها للبيع بواشنطن، لتدبير نفقاته الشخصية من أجل مكافحة الفقر في بلاده، وفرض سياسات تقشفية على الشعب، حيث بدأ بنفسه.

وسبق أن فتح الرئيس المكسيكي مقر الرئاسة المكسيكية لاستقبال عشرات آلاف المواطنين المكسيكيين لزيارة الغرف الفاخرة التي أذهلتهم، في بداية حقبة جديدة لحكم الرئيس “أندرس مانويل لوبيز” في 2018.

وفي 8 ديسمبر 2018، وحتى قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، فتح لوبيز أوبرادور (65 عاما) أبواب مقره الرئاسي أمام العامة، حيث تدفقت حشود كبيرة من المواطنين المكسيكيين على القصر الرئاسي وجالوا في غرفه الفارهة وحدائقه الخضراء، بعد أن كان هذا القصر قبل ساعات أكثر مقرات السلطة حماية.

“لوبيز” فتح أبواب قصر “لوس بينوس” أمام عامة الشعب، ليبعث برسالة تفيد بأن المكسيك- التي حكمها نفس الحزبين الرئيسيين لمدة 89 عاما حتى فوزه الساحق- حكمتها “مافيا السلطة” التي عاش أفرادها كالملوك من خلال نهب موارد البلاد، وفرض ضرائب على أموال المكسيكيين التي يحصلون عليها أصلا بصعوبة.

وعرض الرئيس المكسيكي بيع طائرة كبيرة فاخرة كانت تنقل الرئيس السابق حول العالم، وذلك في إطار تخليص البلاد مما وصفه بأنه “رمز للبذخ”. والرئيس المكسيكي هو يساري مناهض للمؤسسة السياسية التقليدية، اشتهر برفضه لمغريات السلطة. وقام بخفض راتبه بنسبة 60%، وأزال الحراسة الرئاسية وتخلى عن المقر الرئاسي، لوس بيوس، واختار أن يقيم في منزله المتواضع.

وكان الرئيس قد قال أمام تجمع في خالابا بولاية فيراكروز، في أول أيامه في الرئاسة: “سنبيع كل الطائرات وطائرات الهليكوبتر التي استخدمها الساسة الفاسدون”. وهللت الحشود في تعبير عن تأييدها لهذا الإجراء.

وزير المالية كارلوس أورزوا عقد مؤتمرا صحفيا في مكسيكو سيتي، حضره حشد من الصحفيين أمام الطائرة وهي من طراز بوينج 787 دريم لاينر للإعلان عن طرح الطائرة للبيع. وسمح للمصورين وطواقم التصوير بدخول الطائرة الفاخرة ليروا بأنفسهم ما بداخلها من شاشات مسطحة عملاقة وغرفة نوم رئاسية، وما يبدو أنه حمام مكسوٌّ بالرخام.

أورزوا قال إن الطائرة الرئاسية التي تبلغ قيمتها 218 مليون دولار وتم شراؤها في أواخر 2012، هي واحدة من 60 طائرة حكومية ستطرح للبيع علاوة على 70 طائرة هليكوبتر. بيان لوزارة المالية أشار إلى أن الطائرة نقلت إلى مطار فيكتورفيل بجنوب كاليفورنيا بناء على توصيات شركة بوينغ انتظارا لمالكها الجديد.

وكان رئيس المكسيك السابق، إنريكي بينيا نييتو، قد اشترى هذه الطائرة، وطلب إعادة تصميمها بحيث تكون قادرة على نقل 80 شخصا فقط، مع إضافة جناح رئاسي كامل مزوّد بغرفة نوم وحمام خاص. إلا أن الرئيس الحالي لفت إلى أن “المشترين المحتملين لم يتمكنوا من الحصول على تمويل لعملية شراء الطائرة، خصوصا وأن عملية إعادة تأهيلها وتحويلها مجدداً إلى طائرة تجارية تستوعب 300 راكب، تبدو مكلفة للغاية”.

ويأمل أوبرادور أن توفر عملية بيع الطائرة الكثير من الأموال من أجل دعم برامج مكافحة الفقر في بلاده، حيث بادر بنفسه إلى اختيار السفر على الدرجة السياحية في رحلات تجارية منتظمة، وتخفيض رحلات السفر إلى الخارج، كما منع الرئيس حكومته من القيام برحلات في الطائرات التنفيذية المملوكة للحكومة.

قصور السيسي

ولعل تلك الوقائع التي تُشرف المكسيك تُثير المثير من المآسي لدى المصريين، الذين لم ينزعجوا عندما كشف الفنان والمقاول محمد علي، في سبتمبر الماضي، عن حجم الفساد الملياري الذي يرتع فيه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، وبنائه العديد من القصور الرئاسية في العديد من الناطق في الهايكستب شرق القاهرة، وفي العلمين الجديدة، وفي الحلمية بالقاهرة، ثم خرج السيسي متشدقًا على المصريين قائلا: “ايوا بنينا قصور وهنبني تاني”.

وفي أغسطس 2016، كشفت صحيفة “لاتريبيون” الفرنسية عن توقيع نظام السيسي عقدا مع شركة “داسون” لشراء أربع طائرات “فالكون إكس 7” فرنسية الصنع، بقيمة 300 مليون يورو (3 مليارات جنيه) على أن تخصص لتنقلات قائد الانقلاب وكبار مسؤوليه، بجانب أن هناك سرب طائرات رئاسية يضم 24 طائرة، طبقا لما نشرته صحيفة “الوطن” في تقرير لها في أغسطس 2012.

وهذا السرب الذي يحمل اسم (RF99) اشتراه الرئيس المخلوع مبارك بقيمة 507 ملايين دولار، أبرزها الطائرة الرئاسية من طراز  “Airbus A320-200” وتوجد في مطار القاهرة بقاعدة مطار شرق، وتتولى قوات الحرس الجمهوري حمايتها، بينما يتمركز باقي السرب في قاعدة ألماظة الجوية.

وذكرت “لا تريبون” أن سرب قائد الانقلاب يوجد به أيضا سبع طائرات أمريكية؛ يرغب الجانب المصري باستبدالها بالفرنسية.

وعلى الرغم من ذلك السفه الذي يرتع به السيسي والبذخ الشديد، يطالب السيسي بالتقشف وتحمل الأزمات الاقتصادية، ويطالب المصريين بأن “يصبّحوا على مصر بجنيه”، وتارة أخرى يعاتبهم على مطالبهم بزيادة دخولهم قائلا: “انتوا هتاكلوا مصر ولا إيه”.

الفرق بين السيسي ومرسي

ولعلَّه من جملة القول وما تثيره واقعة الرئيس المكسيكي، ما كان يمارسه الرئيس الشهيد محمد مرسي، حيث رفض أن يقيم في قصر الرئاسة، وبقي طوال رئاسته مقيمًا وأسرته في شقة مستأجرة بالقاهرة، كما رفض التوسع في مصروفات الرئاسة، وكان يأكل مع وزرائه الفول والطعمية والكشري من جيوبهم الخاصة، مقدمًا المثل والنموذج في التقشف وحماية أموال الدولة، بينما في أول سنة من حكم المنقلب تورط في إهدار 600 مليار جنيه رصدها الجهاز المركزي للمحاسبات، فأطاح برئيسه وحبسه بتهم نشر الأخبار الكاذبة.