نشرت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” تقريرًا حول انتشار فيروس كورونا في مصر بشكل واسع، على الرغم من نفي سلطات الانقلاب تلك المعدلات.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “الحرية والعدالة”: إن حالة من الذعر اجتاحت محافظة الدقهلية، شمال شرق القاهرة، بعد أول حالة وفاة بفيروس كورونا بين المصريين، لأمراة ستينية، وقد أدت وفاتها إلى شكوك بوجود عدد من حالات الفيروس في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أنه أقيمت صلاة الجنازة يوم الجمعة لعطيات محمد إبراهيم بقرية الناعمة الكبرى ببلقاس بمحافظة الدقهلية، وسط إجرءات أمنية مشددة، حيث تسببت وفاتها في حالة من الذعر بين المصريين في القرية والقرى المجاورة لها خشية انتقال العدوى.
وذكرت مصادر رسمية لوسائل الإعلام المحلية أن عطيات أصيبت بالعدوى من سيدة إيطالية كانت على اتصال بها، ثم دخلت المستشفى بعد أن تعرضت للالتهاب الرئوي صباح الأربعاء، وعندما أظهرت نتائج الاختبار أنها مصابة بالفيروس التاجي، تم نقلها إلى مستشفى الحجر الصحي المتخصص، وتوفيت يوم الجمعة.
وأضافت المصادر أن المستشفى فحص جميع المخالطين لها لتحديد هوية أي شخص أصيب بالعدوى، وقد شكك أقارب عطيات في هذه الرواية الرسمية، وقالت داليا، وهي من أفراد أسرتها، لـ”Egypt Watch” إن لديها شكوكًا في أن إبراهيم أصيبت بفيروس كورونا أثناء وجودها في المستشفى.
وأوضحت داليا أن عطيات عانت من مشاكل في التنفس لبعض الوقت، وكان الأطباء قد أحالوها إلى مستشفى الصدر العام يوم الأربعاء عندما أصيبت بالفيروس الجديد، وأوضحت داليا أن عطيات لم تتواصل مع أي شخص جاء إلى المنطقة من الخارج.
وقال أحد العاملين في مستشفى الصدر في بلقاس لـ”مصر ووتش” إنه إذا كانت السيدة الإيطالية هي مصدر الفيروس في القرية، فسيكون ذلك إشكاليًّا؛ لأنها كانت هناك قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، وهذا يعني أن الجميع في القرية مصابون الآن ولم تحدث سوى حالة وفاة واحدة؛ لأن عطيات كانت مناعتها ضعيفة، مضيفًا أنه نظرًا لصعوبة إجراء اختبار لجميع سكان القرية، فإن الحل الوحيد هو فرض الحجر الصحي في جميع أنحاء المنطقة.
وقد أدى الذعر الناتج عقب وفاة عطيات إلى اندفاع السكان إلى المستشفيات لفحص الفيروس، وأجبر الطلب المتزايد مستشفى الصدر في بلقاس على إغلاق أبوابه، وسرت شائعات عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا لم يعلن عنها، لكن المسئولين نفوا هذه الأنباء.
وفرضت قوات الأمن قيودًا على قرية السماهية لإجبار السكان على الحجر الصحي؛ الأمر الذي دفع السكان إلى طلب إجراء اختبارات للكشف عن الفيروس. وقد حدث ذلك أيضا في قرية الكراد وغيرها الكثير.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر طبية من داخل مستشفى خاص في القاهرة قالت لـ”مصر ووتش” إن وزارة الصحة أُبلغت بأنه يشتبه في أن سيدة تبلغ من العمر 27 عامًا لديها الفيروس، وهي تعمل مترجمة وقد أصيبت بالتهاب رئوي، وهو أمر نادر الحدوث في المرضى في سنها، لكن رفضت الوزارة فحصها.
وأضافت المصادر أن الوزارة أبلغت المستشفيات أن المرضى لن يعتبروا حالات يشتبه في إصابتها بالفيروس إلا إذا جاءوا إلى البلاد من الخارج أو اتصلوا بأحد أفراد أسرهم الذي سافر، وأوضحت الوزارة أن ارتفاع تكلفة الفحوصات الطبية كان السبب في قرارها. مضيفة أن الوزارة عندما أُبلغت بأن المترجم قد اتصل بالعديد من الأشخاص، أصرت على عدم إجراء أي اختبارات لأنها تخشى تدفق الطلبات.
وقال مصدر من وزارة الصحة لـEgypt Watch إن البروتوكول المذكور أعلاه هو المطبق حتى الآن، مضيفًا أن مصر لا تملك الأدوات ولا الوسائل اللازمة لاختبار أو علاج المشتبه في أنهم مصابون بالفيروس.
وأضاف أن الحكومة تضع العديد من الإجراءات لوقف انتشار الفيروس وتشمل هذه الأوامر مراكز التسوق والمراكز التجارية وقد أعلنت الحكومة إغلاقها؛ بسبب سوء الأحوال الجوية لكن السبب الحقيقي هو معالجة الفيروس التاجي.
وفى يوم الجمعة قالت الوزارة إن هناك 93 حالة تم اكتشافها بينها 21 حالة تعافت وتم إطلاق سراحها من الحجر الصحي في المستشفيات، ولم يبلغ إلا عن وفاة شخصين من بينهما عطيات وسائح ألماني.
وقد أعلنت معظم البلدان حالة الطوارئ لمكافحة هذا الوباء؛ عن طريق إغلاق المدارس والجامعات، كما أخذ قادة العالم الوقت لمخاطبة شعوبهم لإطلاعهم على الخطوات التي يجري اتخاذها للتصدي للفيروس.
وقررت مصر أخيرًا إغلاق معاهد التعليم والمدارس في محاولة لاحتواء الوباء، وسط غياب لعبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الذي يهوى إلقاء الخطب والظهور الإعلامي.
رابط التقرير:
https://www.middleeastmonitor.com/20200316-exclusive-will-egypt-be-a-new-centre-of-the-coronavirus/