خدّام السيسي.. الفنانون ومؤسسة الكنيسة يتعمّدان مخالفة قرارات كورونا

- ‎فيتقارير

محمد رمضان والبطريرك تواضروس الثاني كلاهما من خدم عبد الفتاح السيسي، حيث أصر عدد من منتجي  المسلسلات على استكمال تصوير المسلسلات استعدادا لموسم رمضان المقبل، رغم كل القرارات والتحذيرات من التجمعات، واللقاءات بين الفنانين بسبب انتشار فيروس “كورونا” المستجد، والمناشدات بالبقاء في المنزل.

واستمرت أنشطة تصوير المسلسلات، بما يعرض الممثلين وطواقم التصوير والعاملين لخطر العدوى، بأوامر من شركات الإنتاج الفني المصري.

الوصول إلى السلم 

كما من شأنه أن يخرج بطريرك الكرازة المرقسية في 3 مخالفات متتالية بتجمعات ممنوعة عن المساجد والمصليات، أولها قداس حضره بنفسه في جمعة ختام الصوم، ثم لحقها بقداس لم يحضره السبت وحضره مسيحيون في بطريركية رمسيس بالعباسية، واحتفالية بأحد الشعانين (السعف) أول أمس الأحد بحضور مسيحيٍّ ضخم من مصر ومن جنوب السودان وإثيوبيا.

“عبد الفتاح السيسي المايسترو البارع وبينا كيمياء مشتركة”، هكذا وصف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني عبد الفتاح السيسي، وهي جملة فيها من التطبيل ضمن قاموس طويل بإيقاع، لا تليق بحسب المراقبين بقيادة “دينية”، لكبير أقلية تدّعى دوما أنها مظلومة من السلطات.

وخلال حوار تواضروس مع صحيفة “الوطن” الموالية للانقلاب،  في 14 ديسمبر الماضي، قال تعليقا على علاقة التقارب بينه وبين السيسي إن كليهما من مواليد شهر نوفمبر، ومواليد نفس الشهر، تكون بينهم “كيمياء” مشتركة.

وتحدث تواضروس عن أوضاع الأقباط في مصر، مع صحيفة “المصري اليوم” الموالية للانقلاب، حيث قال إن هناك تحسنا كبيرا للغاية في أوضاع الأقباط في مصر في ظل القيادة السياسية الحالية، مشيرا إلى أنه “تم اتخاذ خطوات إيجابية لتصويب المسار الخاص بذلك”.

تواضروس له جملة أثبتت مفتاح المرور من المخالفات، فنقل عنه موقع رواية تكررت منه بحق قائد الانقلاب “مصر: البابا تواضروس يدعو للصلاة من أجل السيسي”.

رمضان الطبال

وبطبيعة مهنته، بكّر محمد رمضان في أكتوبر 2013، بالدخول من سلم الخدامين، الذي يقف عليه الكثيرون، فوصف أغنية “تسلم الأغاني” بـ”تحفة الغناء” والسيسي بـ”الزعيم الشعبي”.

في سبتمبر 2017 كانت ذروة التعاون بين أهل الفن و”السيسي”، حيث أطلقوا حملة (علشان نبنيها) على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم من المخابرات الحربية والأجهزة الأمنية، والتي سرعان ما تحولت إلى حملة شعبية لجمع توقيعات تطالب “السيسي” بالترشح مدة ثانية، وشارك فيها رمضان.

ومع هزلية انتخابات رئاسة 2018، قال رمضان مُجدِّدا ولاء العبد: “صوتى للسيسى.. وما عنديش انتماءات سياسية”. كما كان له حضور بارز في 27 سبتمبر الماضي بالغناء في المنصة.

وطالب محمد رمضان بلقاء السيسي، بادعاء أن “كل زمايلي قابلوك”، وعنونت الدستور عن رمضان “طلب لقاء الرئيس #السيسي: «إشمعنا أنا»؟ فرفض السيسي، ويبدو أن رمضان علم أنه مجرد أداة وموظف، فلم يكرر طلبه.

وخلال العامين الماضيين، بدأت مرحلة إحكام القبضة على الإنتاج الدرامي، وسادت السوق حالة من الاحتكار لصالح شركتين من شركات الإنتاج وهما “سينرجي” و”إعلام المصريين”، وازداد نفوذ الرقابة على المصنفات حتى تستطيع الدولة أن تتحكم في التوجيه لأفكارها. ومسلسل “البرنس” لرمضان من إنتاج “سينرجي”.

ولا يزال حتى هذه اللحظة تصوير مسلسلات رمضان داخل الأستديوهات؛ بسبب رفض سينرجي المخابراتية وقف التصوير، لتكسر الإجراءات التي اتخذتها السلطات لمواجهة فيروس “كورونا” برضا السلطات.

الأحمق من يصلي؟!

وحوّلت أوقاف مختار جمعة الشيخ مصطفى العدوي، أمس الاثنين، للتحقيق لصلاته بأهل بيته في منزله، ولا غرو فقد وصف “جمعة” في تصريحات متلفزة من يصرّون على صلاة الجمعة بـ”الخائنين.. واعتبرهم “حمقى”. وقال “من يدعون لفتح المساجد جهلة وحمقى ويجب محاكمتهم بالخيانة الوطنية”.

وأبلغ أحد سكان الرحاب عن أعداد بسيطة من المسلمين كانوا يقيمون صلاة جمعة رمزية في مدينة الرحاب، فألقت داخلية الانقلاب القبض عليهم لأدائهم الصلاة رغم حفاظهم على التباعد الجسدي وأداء شركاء الوطن صلواتهم دون أن يعتقل تواضروس والقساوسة.

يقول أحد النشطاء: “لا مانع أن تغلق المساجد ما دمت أغلقت كل شيء آخر للمصلحة العامة، فالمبررات تبيح المحظورات، ولكن عندما تفتح كل شيء وبما فيها قداس البابا تواضروس الثاني في النطرون وفقط تغلق المساجد، يبقى مشكلتك مش مع كورونا، ولكن مشكلتك مع بيت الله وما كورونا إلا حجة لغلق المساجد”.

ومن جانبه كتب المستشار محمد سليمان، عبر حسابه على فيسبوك: “في الكنيسة يقام القداس اليوم وتنقله شاشات التلفزيون بينما المساجد مغلقة والصلوات محظورة.. في ذات وقت إقامة القداس كان هناك حوالي عشرين مصليا قرروا أداء صلاة الجمعة في إحدى حدائق مدينة الرحاب، فأبلغ الأهالي الشرطة التي قامت بالتدخل لفض الصلاة والتحقيق مع المصلين وربما تتم إحالتهم للنيابة، وربما تقرر النيابة حبسهم.. ثم يأتي أحد آكلي التبن ليقول إنها ليست حربا على الإسلام”.

وزارة وقف الحال

وخلال السنوات الأخيرة، تحكم الأجهزة الأمنية قبضتها على المساجد، خاصة خلال شهر رمضان، ما أدى إلى إحجام الكثيرين عن المساجد التي كانت تعج بالمصلين والمعتكفين خلال شهر الصيام.

وبشكل متكرر يضع محمد مختار جمعة، وزير الانقلاب، المساجد المخصصة العراقيل أمام الاعتكاف وصلاة التراويح ومنع صلاة التهجد ومنع المكبرات وإضاءة المساجد، فضلا عن تركيب عدادات الكروت في المساجد الأهلية وإرسال بطاقة المعتكف أو المترددين على المساجد للأمن الوطني.

وألغت وزارة الأوقاف، في سابقة هي الأولى، احتفالات بذكرى غزوة بدر التي كان يحتفى بها في السابع عشر من رمضان من كل عام.

وصدرت تعليمات لأئمة المساجد بعدم التعرض لهذا الحدث التاريخي المهم، فيما بدا محاولة للتجنب عن أي آيات أو أحاديث تتناول الجهاد في سبيل الله وأحكامه في الإسلام.