حفتر يحضِّر لعملية عسكرية واسعة بعد رمضان.. وأبوظبي أشرفت على انقلابه الأخير

- ‎فيعربي ودولي

كشف مراقبون عن أن خليفة حفتر يتحضر إلى عملية واسعة بعد رمضان برعاية الإمارات ومصر، في الوقت الذي أعتبر فيه محللون سياسيون وعسكريون أن طلبه الهدنة خلال شهر رمضان هو محاولة لإعادة التموضع بعد فشله عسكريا في تقويض أي اتفاق سياسي بين الأطراف الليبية، فأدان الاتحاد الأوروبي موقف حفتر "الأحادي" ونددت حكومة الوفاق بـ"انقلابه الجديد" على اتفاق ليبيا، وعبرت عن عدم ثقتها بالهدنة.

وبحسب صحيفة "العربي الجديد" أكدت مصادر "مصرية" كشف عنها وجود تباينات واضحة بين الجهات المعنية بالملف الليبي، مشددة في الوقت ذاته على أن الخطوة الأخيرة لحفتر كانت بتخطيط وترتيب إماراتي كامل.

وكشفت مصادر "الصحيفة" الإلكترونية عن أن مصر اعترضت عليها عند طرحها في البداية قبل أن تضطر وتقبل بها، بعد تأكيدات إماراتية أنها تخدم الأهداف نفسها.

وهدفت الخطوة الجديدة لحفتر إلى تغيير قواعد أي مفاوضات مقبلة بشأن ليبيا، عقب انتهاء القوى الكبرى من أزماتها الداخلية بشأن وباء كورونا، بحسب التقرير.

وأوضحت المصادر أن المخاوف بشأن انهيار كل الترتيبات في حال حدوث أي أمر طارئ متعلق باختفاء حفتر من المشهد، كانت سببا أساسا في تلك الخطوة، ومن بين المخاوف التحسب لوفاة حفتر أو عدم قدرته على ممارسة مهامه لأسباب عدة، خصوصا أنه كان الواجهة الرئيسية في التحركات السابقة.

ورأت مصادر "العربي الجديد" أن هذه الخطوة تهدف أيضا لترسيخ وضع سياسي داخلي جديد، يمكن من خلاله لأي بديل لحفتر في أي لحظة التموضع على رأس المنظومة بسهولة بعد تمرير الخطوة الأخيرة".

وأكدت "المصادر" أن أبوظبي ترفض الاستسلام للهزائم العسكرية الأخيرة التي تعرضت لها ميليشيات حفتر في ليبيا، وأنه يتم التحضير لعملية عسكرية واسعة جديدة عقب انتهاء شهر رمضان.

طمأنة عقلية

وكشفت مصادر الصحيفة عن أن "هناك اتصالات إماراتية ومصرية مع صالح لطمأنته بشأن دوره ووضعه خلال الفترة المقبلة، وعدم المساس بنفوذه.

وتابعت: "لم يكن صالح مقصودًا بتلك الخطوة، ولكن لا بد منها في ظل عدم وجود أي دور لمجلس النواب، وكذلك وجود عدد كبير من أعضائه من مناطق الغرب الليبي الرافضين لتحركات حفتر".

وأفادت "المصادر" إلى بدء التحضيرات من جانب أبوظبي والقاهرة لتنظيم لقاء معلن ورسمي بين حفتر وصالح بهدف توحيد الصفوف وإنهاء الخلافات بينهما، مؤكدة في الوقت نفسه أن صالح لم يكن حاضرًا في الترتيبات الخاصة بإعلان حفتر تنصيب نفسه حاكمًا لليبيا.

وقالت المصادر: إن رئيس نواب طبرق عقيلة صالح تحدث إلى مسئولين رسميين مصريين بشأن مبادرته السياسية الأخيرة، والتي سبقت إعلان حفتر تولي زمام الأمور في البلاد، وتلقى وعدًا بدراستها والتباحث بشأنها، على أن يتم البتّ فيها عقب شهر رمضان من دون إخباره بأي تحركات متعلقة بخطوة حفتر.

وكشفت المصادر عن أن صالح أبلغ الجانب المصري عند عرض مبادرته عليهم، بأنها لقِيَت ترحيبا من الجزائر وتونس وإيطاليا، وهو ما يسهّل المضيّ قدمًا بشأنها. واعتبرت أن الاستدراك الذي قام به المتحدث باسم مليشيات حفتر أحمد المسماري، أخيرًا، بإعلانه أن خطوة إسقاط اتفاق الصخيرات ومخرجاته تستثني مجلس النواب، جاءت بتوجيه إماراتي لامتصاص حالة الغضب لدى أعضاء المجلس وعشائرهم.

خلاف متمكن

وقالت دراسة لموقع "الشارع السياسي Political Street" بعنوان "إعلان حفتر التفويض بين المشروع الإماراتي لتقسيم ليبيا ومبادرة عقيلة صالح للحل السياسي الشعبي" أن من بين دوافع لجوء حفتر للإعلان عن انقلابه كان "وأد مبادرة رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح".

وأوضح الدراسة أنه "منذ فترة يوجد انشقاقات عديدة وخلافات متنوعة بين القيادات القبائلية، التي باتت ترفض سياسات حفتر، وعلى رأسهم عقيلة صالح رئيس البرلمان في طبرق، والذي عقد جلسة غير رسمية ليلة الاثنين، في مقر إقامته في مدينة القبة شرق البلاد، وبحسب مصدر برلماني مقرب من حفتر، فإن الجلسة شارك فيها عدد من الرموز القبلية، الذين دعوه إلى ضرورة وأد الخلافات بينه وبين حفتر للحفاظ على وحدة الصف، مع تحذيره من دموية حفتر وعدم المخاطرة بالإعلان رسميًا عن رفض مشروعه.

إحراج القبائل

ورأت الدراسة أن من الدوافع أيضا "إحراج القبائل المتململة من سياساته بشرق ليبيا"، وأن ذلك تجلى كأحد أهداف إعلان حفتر، في إحراج القبائل التي تقع في مناطق سيطرته ووضعها أمام خيارات ضيقة لإحكام قبضته عليها مجددًا.

وأضافت أنه في السياق حذر رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية في المنطقة الجنوبية، علي مصباح أبوسبيحة، من إسقاط اتفاق الصخيرات، معتبرا أنه سيكون مدعاة لتقوية مجلس النواب المجتمع في طرابلس، وأكد أبوسبيحة، في بيان ليل الإثنين، رفضه لإسقاط الاتفاق، قائلاً: "المجلس الرئاسي في طرابلس، وكذلك مقر ما يسمى بمجلس الدولة، ومجلس النواب الموازي في العاصمة سيلتحق به أعضاء منشقون، ما يجعله يمثل الأغلبية خلال الأيام المقبلة"، واصفا قرار حفتر بـ"الارتجالي والنفعي"؛ ما يشير إلى تزايد هوة الخلاف بين حفتر وحلفائه القبليين والمحليين.

تغطية على الخسائر

وقالت الدراسة إن الاعلان جاء أيضا لـ"التغطية على الخسائر العسكرية لقواته بالغرب"؛ حيث تكبد حفتر خسائر كبيرة في المنطقة الغربية أمام القوات الموالية لحكومة الوفاق، التي سيطرت على مناطق كثيرة كانت تحت إمرة حفتر، فجنوبا تحاصر قوات الحكومة قاعدة الوطية التي كان ينطلق منها طيران حفتر، خصوصا الطيران الإماراتي المسير لتنفيذ هجماته، وأيضا تقوم قوات حكومة الوفاق بمحاصرة مدينة ترهونة في الجنوب الشرقي لطرابلس، وهي مدينة استراتيجية فيها كل إمدادات الأسلحة والتموين وقوات المرتزقة، وينطلق منها القصف على مدينة طرابلس.