هل تندلع حرب روسية تركية في ليبيا بعد دعم حفتر بـ8 طائرات وإرسال تركيا إف-16 للوفاق؟

- ‎فيتقارير

منذ تحطيم طائرة بيرقدار التركية المسيرة قرابة 9 منصات صواريخ روسية دفاعية (بانستير)، وتأكيد مصادر تركية أنها 15 منصة، وخبراء الحرب يتوقعون أن ترد روسيا لحفظ ماء وجهها والحفاظ على سمعة أسلحتها في السوق العالمي.

هذا الرد الروسي تمثل في كشف وزير الداخلية الليبي عن أن روسيا زودت جيش حفتر بـ8 طائرات أرسلتها من سوريا هي 6 طائرة مقاتلة ميج MiG-29 وفقًا لصور القمر الصناعي، بالإضافة إلى طائرتين من قاذفات سوخوي Su-24، بالمقابل زودت تركيا حكومة طرابلس بطائرتين إف 16.. فهل تندلع حرب في ليبيا بين روسيا وتركيا؟

وبعد هذه التقارير عن وصول طائرات مقاتلة من العهد السوفيتي لجيش حفتر، هدد قائد القوات الجوية لجيش حفتر بقوله: "نحن على وشك شن أكبر حملة جوية في التاريخ الليبي، وكل الوجود التركي أهداف شرعية"، وردت تركيا بأنها ستقصف كل أهداف حفتر حتى مقر إقامته حال تم استهداف مصالحها في ليبيا.

المعركة إذن بين قوي إقليمية ودولية لا بين حكومة الوفاق وحفتر فقط، فمصر والإمارات وفرنسا وروسيا تقف في معسكر واحد هو التدخل في ليبيا لنصرة الجنرال المنقلب حفتر والسعي لتنصيبه مثل السيسي على أنقاض ليبياـ وتختلف دوافعهم ما بين العداء للربيع العربي والتيارات الإسلامية المشاركة فيه، والحصول على مصلح نفطية.

فالانتِصارات الميدانيّة التي حقّقتها قوّات حُكومة الوفاق المدعومة بشكلٍ مُباشرٍ من تركيا في السّاحل الغربي الليبي، وسيطرتها على عشرات المدن التي هرب منها حفتر بقواته، لم تَكُن ضدّ قوّات الجنرال خليفة حفتر فقط وإنّما ضدّ داعميه وخاصّةً روسيا؛ الأمر الذي قد يدفع الأخيرة لإلقاء المزيد من ثقلها وعتادها العسكريّ في هذه الحرب للثّأر لهزيمتها وهزيمة أسلحتها في ليبيا.

بعبارة أخرى جاءت سيطرة قوّات حُكومة الوفاق على قاعدة الوطية الجويّة، ونجاح ومدن أخرى بفعل ضربات الطّائرات المسيّرة التركيّة من طراز بيرقدار لمنظومات صواريخ بانستير الروسيّة، التي كانت تحميها، في إحداث صدمةً في أوساط القِيادتين السياسيّة والعسكريّة الروسيّة لأنّها شكّلت إهانةً للصّناعة الحربيّة الروسيّة، وأظهرت نقاط ضعفها وخُروجها من المُنافسة.

ضرب مصالح تركيا في ليبيا

وعقب أنباء تزيد روسيا لحفتر بطائرات، أعلن صقر الجروشي، رئيس أركان القوات الجوية بـ"الجيش الوطني الليبي الموالي لخليفة حفتر، أن قواته ستنفذ ضربات جوية غير مسبوقة على أهداف تركية داخل ليبيا.

وصرّح الجروشي في بيانه: "سلاح الجو أوشك على تنفيذ أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا"، وأضاف: "جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو بالجيش الليبي"، ودعا المدنيين للابتعاد عنها.

وصرح فتحي باشاغا، رئيس الأمن بحكومة الوفاق الوطني بطرابلس، لموقع بلومبرج، عن وصول عدة طائرات تنتمي للحقبة السوفيتية، ثمانية على الأقل، إلى شرق ليبيا، قادمةً من قاعدة جوية روسية في سوريا، ربما للمساعدة في حالة وجود حملات جوية جديدة.

ويبدو أن التّصريحات التي أدلى بها اللواء أحمد المسماري، النّاطق باسم الجيش الوطني الليبي التّابع للجنرال حفتر وقال فيها إنّ الفِرَق الفنيّة تمكّنت من صِيانة وإصلاح 4 طائرات مُقاتلة ليبيّة سوفيتيّة الصّنع وجرى إدخالها في الخدمة مُجدَّدًا، كانت “تضليليّةً” حسب رأي العديد من الخُبراء، والهدف منها التّغطية، وحرف الأنظار عن وصول ثماني طائرات روسيّة إلى قاعدة طبرق الجويّة شرق ليبيا، سِت منها من طِراز “ميغ 29” واثنَتان من طِراز “سوخوي 24” الحديثة.

والخطورة أنه ستكون أبرز مهام هذه الطّائرات الروسيّة الاشتِراك في الحرب الجويّة الوشيكة، غير المُباشرة، بين روسيا وتركيا في الأجواء الليبيّة، ومُحاولةَ تدمير الدّفاعات الجويّة التركيّة في قاعدة الوطية تمهيدًا لهُجومٍ مُضادٍّ جديدٍ لإعادة سيطرة قوّات حفتر عليها، ومنع إقامة قاعدةٍ تركيّةٍ فيها.

وتركيا بدورها تدرك هذا لذلك سعت لتسليم جيش طرابلس طائرتين إف-16 معدلة تركيا لتحمي قواتها من الطائرات الروسية ما قد يؤدي لحرب جوية في سماء طرابلس بين مقاتلات روسيا ومقاتلات تركيا.

مرحلة "سورنة" ليبيا

لهذا يري معلقون أن الأزمة الليبيّة تنتقل إلى مرحلة جديدة اسمها "سورنة" ليبيا، أي تحويلها إلى سوريا أخرى، وحربٍ بالإنابة بين روسيا وتركيا، على غِرار ما حدث، وسيحدث في ريف إدلب، لأنّ التّحالف الداعم للجِنرال حفتر يَضُم مِصر والإمارات وفرنسا والسعوديّة، إلى جانب روسيا، سيكون من الصّعب عليه القُبول بالهزيمة في طرابلس وغرب ليبيا لأنّه يعني خسارة الحرب بالتّالي.

وكُل ما يتردّد هذه الأيّام من تسريباتٍ حول تخلّي بعض دول هذا الحِلف عن الجنرال حفتر، وخاصّةً مِصر والإمارات وفرنسا مُجرّد تضليلٍ مُتعمّد، بدليل أنهم يرسلون له الدعم حتى الان وبكثافة.

نحن بالتالي أمام معركة كسر عظم قادمة ووشيكة على الأرض وفي الأجواء الليبيّة بين روسيا وتركيا، وسيلعب السّلاح الجوّي الدّور الأكبر فيها، فمن ستكون الغلَبَة في هذه الحرب الجويّة، وهل ستكون نتائجها حاسمةً في الأزمة الليبيّة؟

من المؤكد أن انتصار روسيا وحلفاءها في دعم حفتر واعادة هجومه عي طرابلس واستعادة مدن فقدها ستكون هزيمة لتركيا وأردوغان وافساد لخططها المتعلقة بالنفوذ في البحر المتوسط والنفط وغيرها.

وبالمقابل لو فشلت الخطط الروسية في وضع حفتر علي خط الانتصارات مرة أخرى فسيكون هذا انتصارا كبيرا لتركيا وللثورة في ليبيا والربيع العربي.

وتواصل ميليشيا حفتر تكبد خسائر فادحة جرّاء تلقيها ضربات قاسية في كافة مدن الساحل الغربي حتى الحدود مع تونس، وقاعدة الوطية الاستراتيجية، ومدينتي بدر وتيجي (شمال غرب).

وتحرير قاعدة الوطية الإثنين، هو ثاني سقوط لغرفة عمليات رئيسية تابعة لمليشيا حفتر في المنطقة نفسها، بعد سقوط مدينة غريان، في يونيو الماضي. ‎

ومنذ 4 أبريل 2019، تشن ميليشيا حفتر هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة، استهدفت خلاله أحياء سكنية ومواقع مدنية، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.