خبراء: السيسي أضعف موقف مصر التفاوضي في قضية سد النهضة

- ‎فيتقارير

بينما كان متحدث الرئاسة في مصر يعلن عن اتفاق الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا لتشكيل لجنة حكومة لبلورة اتفاق قانوني نهائي وملزم لجميع الأطراف بخصوص قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مع الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية بما في ذلك خطوة ملء السد، بينما كان يحدث كل ذلك كانت إثيوبيا تؤكد نيتها البدء في خطوة ملء السد خلال الأسبوعين المقبلين.

ليس هذا فحسب، بل اتهم وزير الري الإثيوبي القاهرة بتغيير المعلومات بشأن سد النهضة ونشرها بالشكل الذي يناسبها عبر وسائل الإعلام، مؤكدا تعهد بلاده في الوقت نفسه بمحاولة التوصل لاتفاق مع مصر والسودان خلال هذه الفترة برعاية الاتحاد الإفريقي.

وفي بيان آخر، أعلنت الحكومة الإثيوبية عن انطلاق الخطوات التحضيرية لعملية ملء السد، بإزالة الغابات وتنقية المجاري المائية على مساحة تصل إلى ألف هكتار لتقليل نسبة المياه المفقودة وتحقيق الاستفادة القصوى من المياه المتدفقة.

إضعاف موقف مصر

الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، رأى أن التضارب في البيانات بين مصر وإثيوبيا يرجع إلى ضعف الموقف المصري التفاوضي، مؤكدا أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري فرط في مياه النيل بالتوقيع على اتفاق المبادئ في مارس 2015.

وأضاف عبد الفتاح، في حواره مع برنامج “قصة اليوم” على قناة “مكملين”، أن اتفاق المبادئ تضمن مجموعة من النصوص، ولم يتضمن خططا حقيقية تتعلق بنقاط الخلاف الأساسية، وظل هذا الإعلان بعد موافقة السيسي عليه يشكل غطاء شرعيا لبناء السد.

وأرجع عبد الفتاح التعنت الإثيوبي إلى عدة أسباب، منها استنادها لإعلان المبادئ في 2015، وخاصة البند العاشر الذي ينص على أن الدول الثلاث فقط من حقها أن تحدد الاتفاق الثلاثي، واللجوء إلى أي حالة من حالات التحكيم.

وأوضح عبد الفتاح أن القضايا المصيرية والوجودية لا بد أن يتم حساب كل تفاصيلها، مضيفا أن العقود والمعاهدات جعلت للخلاف وليس للاتفاق، أي البحث في نقاط الخلاف الأساسية والاتفاق عليها، مضيفا أن العالم به 263 نهرا، و80% من هذه الأنهار تحكمها اتفاقيات ومعاهدات دولية.  

مخاوف السودان

من جانبه رأى عمار حمودة، المحلل السياسي السوداني، أن قضية سد النهضة حيوية ومصيرية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا، مضيفا أن اتفاق المبادئ يتكلم عن عموميات في الاستفادة من مياه النيل بما لا يضر الآخرين، وليس من بينها أن يتم الملء من طرف واحد، وإلا لما اضطر السودان ومصر إلى مجلس الأمن أو الاتحاد الإفريقي.

وأضاف أن مسألة ملء السد كان يجب أن تكون تحت إدارة مشتركة، لكن رغم ذلك لا يوجد ما يمنح إثيوبيا حق ملء السد من جهة واحدة، مضيفا أن موقف السودان كان واضحا برفض ملء السد من جانب إثيوبيا دون اتفاق.

وأوضح حمودة أن مخاوف السودان من سد النهضة أكبر من مخاوف مصر، مضيفا أنه إذا وقع أي حادث سيكون السودان المتضرر الأكبر لأن السد على الحدود السودانية ومستوى تخزين المياه كبير جدا، كما أن السودان أحرص الدول على توافر عوامل الأمان في السد.