“الاختبار الصعب”.. هل تكون حرب ليبيا آخر مسمار في نعش السيسي؟

- ‎فيأخبار

نشرت صحيفة دايلي صباح التركية مقالا للكاتب الصحفي " BURHANETTIN DURAN" بعنوان الاستعدادات العسكرية في ليبيا والاختبار الصعب لمصر" حول الصراع في ليبيا بين مصر وتركيا.   

وقال الكاتب إن طرفي النزاع الليبي يستعدان لجبهة سرت-جفرة، وقد أظهر الهجوم على قاعدة الوطية الجوية، الذي ربما شنته الإمارات العربية المتحدة، تصميم الطرفين، وبينما اتخذت تركيا إجراءات وقائية لمنع وقوع هجمات مستقبلية ، أجرى وزير الدفاع التركى خلوصى أكار محادثات مع وزيرى داخلية ليبيا ومالطا يوم الاثنين.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أن "صفقة جديدة" سوف تعقد في ليبيا بدعم من الأمم المتحدة، ولا تزال طبيعة الصفقة المذكورة لغزا، وتريد الحكومة في طرابلس تحرير سرت والجفرة لتسهيل العودة إلى ٢٠١٥، وبدورها تعرف بنغازي أن الخسارة المحتملة للمناطق الغنية بالنفط من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الجنرال خليفة حفتر الدعم بالكامل.

وتساءل الكاتب: هل تنجح الجهود الدبلوماسية التي تبذلها القوى البارزة، بما في ذلك تركيا وروسيا، في إحباط اشتباكات عنيفة حول سرت وجفرة؟ وإذا اتفق الطرفان على تخصيص عائدات النفط في المستقبل، فهل ستكون هناك تسوية تفاوضية لتسليم سرت إلى الغرب وجفرة إلى الشرق؟ سوف نكتشف قريبا ما يكفي.

وتواجه مصر، التي أعلنت سرت وجفرة "الخط الأحمر"، ضغوطا هائلة، وترغب فرنسا واليونان والإمارات في نقل المهمة التي فشلت مجموعة فاغنر الروسية والمرتزقة الآخرين في إنهائها إلى الجيش المصري.

وتجري القاهرة مناورات عسكرية قرب الحدود الليبية وتسعى لتوحيد حفتر وأنصاره، ولنتذكر أن مصر منعت القبائل الليبية من الوقوف إلى جانب طرابلس، بعد الخسائر العسكرية التي تكبدها حفتر، بتهديدها باتخاذ إجراءات عسكرية.

وتسعى الحكومة في القاهرة حاليا إلى إضفاء الشرعية على الانقلاب المحتمل في ليبيا وتشكيل القصة في العالم العربي وفقا لذلك، والواقع أن وسائل الإعلام الموالية لعبد الفتاح السيسي تدفع برواية أن مصر سوف تنقذ ليبيا من "الاحتلال التركي" بناء على طلب عقيلة صالح، رئيس البرلمان في طبرق، وأبناء القبائل في شرق ليبيا، وفي الوقت نفسه، انخرط مفتي العسكر بمصر في السياسة، فخرج ضد إعادة تصنيف آيا صوفيا كمسجد.

وفشلت فرنسا في احتواء نفوذ تركيا على ليبيا بمساعدة الناتو، كما أن ادعاء تلك الدولة في العاشر من يونيو بأن فرقاطة تركية قد لفقت أنوارها الرادارية لم يجد جمهورا لافتا للنظر، كما أن الانسحاب المؤقت لفرنسا من بعثة حلف شمال الأطلسي في البحر الأبيض المتوسط، كعمل احتجاجي، اعتبر إلى حد كبير وقاحة للرئيس إيمانويل ماكرون.

وتستعد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا لفرض عقوبات على التدخل الأجنبي في النزاع الليبي، ولكن إذا استهدفت هذه العقوبات تركيا على نحو غير متناسب، فإنها ستعمل على تأجيج التوترات بين أنقرة وبروكسل، وكما قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فإن إدارة العلاقة مع تركيا هي التحدي الأكبر الذي تواجهه المنظمة اليوم في مجال السياسة الخارجية.

ويعرف بوريل جيدا أن التصعيد لن يساعد بروكسل في معالجة مجموعة من المشاكل بما في ذلك أزمة اللاجئين والحفر في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويعاني من عجز الكتلة عن ابتكار سياسة خارجية مشتركة، ويلجأ إلى المستشارة أنجيلا ميركل طلبا للمساعدة.

ويرى الكاتب أن الإمارات العربية المتحدة، وهي مؤيد آخر لتدخل مصر العسكري المحتمل في ليبيا، تدفع برواية معادية لتركيا، مع إشارة إلى القومية العربية، لتشجيع القاهرة، بعد جر المملكة العربية السعودية إلى مستنقع في اليمن (قبل إنقاذ نفسها).

ويطالب الإماراتيون مصر الآن ببدء مغامرة لا نهاية لها، للمرة الأولى منذ هزيمة جمال عبد الناصر في اليمن، تجد مصر نفسها عند مفترق طرق حاسم. تعرض مستقبل البلد الأقوى في العالم العربي لضربة بسبب الانقلاب العسكري عام ٢٠١٣،  وهذه المرة، يمكن التضحية بالشعب المصري من أجل تحقيق طموحات أمراء الخليج.

وإذا ما توفي الملك السعودي، الذي أدخل المستشفى، فمن المرجح أن يمارس ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ضغوطا على مصر بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، فما الذي سيفعله السيسي. هل يضحي بمصالح بلاده لخدمة المغامرة والمطالب المتطرفة للإمارات أو اليونان؟

الجنرال المصري الذي يواجه ضغوطا بسبب قرار إثيوبيا بملء سد النهضة فوق نهر النيل، قد يتسبب في الإطاحة بنفسه من خلال شن حملة عسكرية غير ناجحة في ليبيا، فالمؤسسة العسكرية المصرية، التي لم تتمكن حتى من محاربة الخلايا الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، مصممة للعمل في الداخل بدلا من خوض الحروب في الخارج.

ومع ذلك فإن الإمارات العربية المتحدة، بقدرتها القوية على التلاعب بغيرها، لن تكتفي بتنفيذ مهمتها المناصرة للكيان الصهيوني، وتسعى تلك الدولة الآن إلى إقناع السيسي بمهاجمة ليبيا من خلال الوعد بالتوسط للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا.

فالسيسي الذي يواجه مصاعب اقتصادية في الداخل، أصبح مهددا من قبل جيشه، الذي كان مستعدا للقيام بأي شيء للدفاع عن مصالحه، تذكروا ما حدث لحسني مبارك.

رابط المقال:

https://www.dailysabah.com/opinion/columns/preparations-in-libya-and-egypts-difficult-test