سنوات العجاف الـ7 للإعلام.. عسكر الانقلاب أعداء الحريات الصحفية

- ‎فيتقارير

رجال الصحافة والإعلام هم أكثر الضحايا منذ الانقلاب على الدكتور محمد مرسي، أول رئيس شرعي منتخب لمصر، ففي لحظة إلقاء السفاح عبد الفتاح السيسي لبيان الانقلاب في 33 يوليو2013 تم وقف بث جميع القنوات الفضائية المؤيدة الشرعية واعتقال من فيها، وبعدها بدأت أسوأ 7 سنوات عجاف في عمر الصحافة والإعلام المصري.

مأساة الكلمة
ويقبع في سجون الانقلاب بحسب مراكز حقوقية مصرية نحو 82 صحفيا وإعلاميا، متخطين سنوات الحبس الاحتياطي على ذمة قضايا حرية التعبير و"اساءة" استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وتضم السجون من الصحفيين والصحفيات الكثير ومن جميع التيارات بدءا بمحسن راضي وبدر محمد بدر وأحمد سبيع وأحمد أبو زيد الطنوبي، مرورا بمجدي أحمد حسين رئيس تحرير الشعب الجديد وسلافة مجدي وإسراء عبدالفتاح وخالد دواود ووصولا إلى هشام فؤاد وأحمد شاكر من روز اليوسف وإسلام جمعة إسلام مصور "فيتو" وشادي أبو زيد وشادي سرور والعشرات الآخرين.

ومن اعتقال الصحفي بدر محمد بدر قبل 3 أعوام، منذ 29مارس 2017، تعرض للإخفاء القسري والتعذيب مرتين، بلا تهمة ولا سبب، وفي ظل تفشي وباء كورونا، يعاني من أمراض الكبد والسكر وكانت لديه شكوى من القلب ولم يتم علاجه.

وأعادت ميليشيات الانقلاب اعتقال الصحفى أحمد أبو زيد من منزله فجر 24 مارس الماضي، بعدما أخلي سبيله من فترة اعتقال لمدة عامين في سجن طرة، وأطلق سراحه قبل شهرين من اعتقاله مجددا، وخلال احتجازه السابق تعرض للعديد من الانتهاكات، وخرج يعاني ضعفا شديدا بالنظر ويحتاج إلى عملية تصحيح إبصار.
ومن أكبر المعتقلين سنّا الكاتب الصحفي ورئيس حزب الاستقلال مجدي حسين، 70 عاما، وإمعانا في التنكيل به تم اعتقال زوجته الدكتورة نجلاء القليوبي رغم سنها المتقارب مع زوجها وكون زوجها الصحفي سجين كل العصور.

انتهاكات مستمرة
ووصل عدد الانتهاكات بحق الصحفيين في يونيو الماضي فقط 48 انتهاكا، ومنها؛ أنه عقب قرار إخلاء سبيله ظهر الصحفي أحمد أبو زيد الطنوبي على ذمة قضية عسكرية جديدة، والتي يحاكم فيها الصحفي إسماعيل الاسكندراني، وتشير مصادر حقوقية إلى صدور حكم غيابي ضد أبو زيد بالسجن 15 عامًا.

في 3 يونيو قامت قوات الأمن باعتقال الكاتب أحمد أبو خليل مدير تحرير موقع "إضاءات" من منزله في القاهرة، وظهر بعد 10 أيام من الإخفاء القسري، وتقرر حبسه على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.

في 15 يونيو اعتقلت قوات الأمن الصحفي والناقد الرياضي عوني نافع من داخل الحجر الصحي بإحدى المدن الجامعية عقب عودته من السعودية؛ وذلك بسبب منشور له كتبه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ينتقد فيه تعامل الدولة مع جائحة كورونا، وذلك بالرغم من كون الصحفي أحد مؤيدي السيسي.

في 24 يونيو داهمت ميلشيات الانقلاب بزي مدني مقر موقع "المنصة" الإعلامي، واحتجزوا رئيس التحرير الصحفية نورا يونس، وتم عرضها على النيابة والتحقيق معها على ذمة القضية 9455 لسنة 2020 جنح المعادي، ووجهت لها اتهامات بإدارة حساب إلكتروني بغرض تسهيل ارتكاب جريمة، وإدارة موقع بدون ترخيص، والاعتداء على حقوق المؤلف، وتقرر إخلاء سبيلها خلال ساعات بكفالة قدرت بـ10 آلاف جنيه.

كورونا والسجون
ومن بين ما اهتم به تقرير مراسلون بلا حدود الأوضاع الصحية والإهمال الطبي في السجون في وقت يعاني كثير من الصحفيين والإعلاميين في السجون منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد منذ أكثر من 3 أشهر، ومنذ ذلك الحين تم منع جميع الزيارات عن السجون، ما ساهم في زيادة القلق لأسر المعتقلين، نظرًا لصعوبة وإستحالة معرفة أخبار ذويهم من المعتقلين.
وتقدمت أسرة الصحفية سولافة مجدي ومراسل الجزيرة الصحفي محمود حسين بنداء عاجل لإخلاء سبيلهما بشكل فوري نظرًا لانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي لكليهما ولمحمود مع مرور 3 سنوات ونصف على حبسه خاصة بعد أن تواردت أخبار عن انتشار مرض كورونا داخل السجن وخصوصا في عنبر ب وفِي غرف مجاورة للزنزانة التي يحتجز فيها.

ومما زاد من قلق أهالي الصحفيين وفاة أحد الموظفين العاملين في السجن بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا وتخصيص الغرف من ١ إلى ٦ في عنبر ب للمصابين بكورونا في حين يحتجز محمود حسين في الزنزانة رقم ٧ والملاصقة لهم، وذلك في ظل غياب أي معلومات عن وضعه الصحي منذ ٣ أشهر وعدم السماح بالزيارة.

وفي 4 يونيو تقدمت والدة الصحفية سولافة مجدي بشكوى للنائب العام للمرة الخامسة بخصوص عدم السماح لها بإستلام رسالة من ابنتها.