الانقلاب يمهّد للموجه الثانية لكورونا.. يتجاهل تجهيز المستشفيات ويحمّل الشعب مسئولية الإصابات

- ‎فيتقارير

مع التزايد الكبير فى الإصابة بفيروس كورونا عقب إعلان حكومة الانقلاب عودة الحياة الطبيعية دون اهتمام بصحة المصريين، وجّه عدد من الأطباء تحذيرات من تجاهل الإجراءات الوقائية والاحترازية، متوقعين ارتفاعا كبيرا فى أعداد المصابين بالفيروس وحالات الوفيات خلال شهر سبتمبر المقبل، وهو ما يسميه البعض الموجه الثانية لفيروس كورونا.
ورغم ذلك تزعم حكومة الانقلاب –فى ظل الإهمال الطبى وأوضاع المستشفيات المتدنية– أنها على طريق الوصول إلى صفر إصابات، ويبدو أن الصفر خاص بجهود قائد الانقلاب الدموى التى يزعم أنه يوجهها لمكافحة كورونا وليس بمعدل الإصابات التى تواصل الارتفاع.

كانت إصابات ووفيات فيروس "كورونا" المستجد قد تزايدت خلال اليومين الماضيين ووصلت أمس الى 141 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، إضافة إلى وفاة 18 حالة جديدة. فيما كان عدد الإصابات يوم الأحد الماضى 103 حالات إصابة مقابل 89 إصابة يوم السبت الماضى كما ارتفعت الوفيات حوالي 7 حالات بعد تسجيل 19 وفاة، وذلك مقابل 12 وفاة.
ومع تزايد الإصابات مرة أخرى بدأ مسئولو الانقلاب يحملون المواطنين المسئولية، زاعمين أنهم لا يلتزمون بتنفيذ الإجراءات الوقائية، وهكذا يتخبط نظام الانقلاب بين الصفر والموجة الثانية للفيروس ولا يفعل شيئا سوى الكلام وترديد الشعارت التى لا تصمد أمام كورونا.

موجة جديدة
رئيس وزراء الانقلاب "مصطفى مدبولي" اعترف بأن الإجراءات المشددة –التى أُلغيت- كانت ستجنب دولة العسكر سيناريو حدوث موجة جديدة لوباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وارتفاع منحنى الإصابات والوفيات بشكل كبير كما حدث في بعض البلدان. كما اعترف مدبولى فى تصريحات صحفية بأن التزايد الملحوظ في أعداد المصابين مؤخرا بفيروس كورونا يدفعنا إلى الحذر، ومتابعة تشديد الإجراءات الاحترازية وفق تعبيره.
ووجه باستمرار مستشفيات الفرز والحجر الطبي في عملها واستقبال المصابين وتقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم، والتشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المختلفة بحسب زعمه.

صحة الانقلاب
وزيرة صحة الانقلاب "هالة زايد"، كشفت أن هناك توقعات بظهور موجة ثانية من "فيروس كورونا" المستجد. وزعمت بتصريحات صحفية أن حدوث "موجة ثانية" يرتبط بالضرورة بشعور زائف بالأمان لدى الناس بأن الوباء قد انتهى، وبالتالي يدفعهم إلى التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والالتزام بارتداء الكمامات وتحقيق التباعد الاجتماعي.

وقالت إنه حتى فى حال التوصل إلى لقاح لن يمنع انتقال العدوى ولكن سيقلل فرصة انتشار العدوى وفي حالة حدوث عدوى سيقلل من شدة الأعراض. كما زعمت وزيرة صحة الانقلاب انه يتم مراجعة كافة الإجراءات المتخذة بمنظومة 105 للاستفسار والإبلاغ عن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد، وإبقاء القدرة الاستيعابية الحالية رغمًا عن انخفاض معدل الطلبات تحسبا لأي زيادة محتملة في التفاعل، كما يتم تدريب الأطقم الطبية بصورة مستمرة، من خلال منصة التعليم الإلكتروني، ويشمل التدريب مهارات الرعاية المركزة، ومكافحة العدوى، وبروتوكولات العلاج.
وحذرت من تراخي بعض المواطنين في الالتزام بارتداء الكمامات بوسائل النقل العامة المختلفة، الأمر الذي قد يتسبب في انتقال العدوى وزيادة أعداد الحالات مرة أخرى، ما قد ينذر بحدوث موجة ثانية من الإصابة بالمرض.

وحمّلت المواطنين مسئولية الالتزام بالإجراءات التي تتضمن الإبقاء على تفعيل إجراءات الرقابة بارتداء الكمامات فى الطرق السريعة وداخل المدن وداخل وسائل النقل العامة مع الالتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية واستمرار التزام العاملين والمترددين على القطاعات والهيئات والوزارات بالضوابط المطلوبة، ومتابعة تكثيف التنويهات الإعلامية الخاصة بالإلتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية والتأكيد على التزام المواطنين بالتباعد الجسدى والتطهير المستمر للأيدي.

صفر كورونا

فى المقابل زعمت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة صحة الانقلاب، إن مصر في مرحلة انخفاض إصابات فيروس كورونا. وقالت فى تصريحات صحفية: "اقتربنا من رقم صفر إصابات بفيروس كورونا" وفق تعبيرها. وأشارت إلى أن الإصابات انخفضت، مدعية أن حدة الإصابات في مصر كانت أقل حدة من البلدان الأخرى، وأن البروتوكول العلاجي في مصر أثبت كفاءته في مواجهة فيروس كورونا، وواصلت مزاعمها قائلة: "كنا في منظومة متكاملة ضد فيروس كورونا".

كما زعمت نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا ، أن دولة العسكر اتخذت خطوات استباقية ساعدتها في مواجهة فيروس كورونا. وأضافت: "مستعدون للمواجهة إذا حدثت موجة ثانية لفيروس كورونا"، لافتة إلى أن الإصابات انخفضت ولكن فيروس كورونا ما زال موجودًا . وتابعت: "تفرغنا لعمل مسح حول كافة الأبحاث الخاصة بالفيروس، ونستعد مبكرًا لحدوث موجة ثانية لكورونا"، مطالبة المواطنين باتخاذ المحاذير والإجراءات الاحترازية؛ لأن الفيروس ما زال موجودًا.

مسئولية المواطنين
وحمل الدكتور حسام حسني رئيس لجنة مكافحة فيروس كورونا بوزارة صحة الانقلاب المواطنين مسئولية تزايد إصابات كورونا مجددا، وزعم فى تصريحات صحفية أن زيادة أعداد الإصابات النسبية بعد الانخفاض يعود إلى عدم حذر المواطنين.

واستبعد ان تشهد مصر موجة ثانية من فيروس كورونا، زاعما أن دولة العسكر سيطرت على الفيروس في المرحلة الأولى، وأشار حسنى إلى أنه لا توجد موجة ثانية، وإنما ارتفاع في الأعداد نتيجة عدم الحذر وفق تعبيره، وناشد المواطنين استمرار اتباع الإجراءات الاحترازية، لأن الوباء لا يزال موجودا.

التباعد الاجتماعي

وأكد الدكتور حسام الدين ماجد، استشاري طب الأطفال أنه خلال الفترة الماضية لم يلتزم بعض الأفراد والأسر بإجراءات التباعد الاجتماعي، لافتا إلى أن هناك من يقيم حفلات أعياد ميلاد وتجمعات وولائم، إضافة إلى الاستهتار بموضوع مسافات التباعد الاجتماعي. وقال فى تصريحات صحفية إن هناك الكثير من الأنشطة التي تنفذ بأعداد كبيرة في أماكن ضيقة، الأمر الذي يزيد من فرص انتقال العدوى بـ(كوفيد 19)، موضحا أن بعض الأماكن لا تلتزم بالمسافات الآمنة.

وأضاف : الكثير من الأسر أصبحت تنظم مناسبات يحضرها عدد كبير من الأشخاص دون مراعاة للاشتراطات الصحية، مشيرا الى ان عدم الالتزام النسبي بالإجراءات الاحترازية وكافة التدابير يزيد من نسبة الإصابة بعدوى الفيروس. واعتبر ماجد أن الاستهتار من بعض أفراد المجتمع يعد السبب الرئيس في ازدياد الحالات، مشددا على ضرورة الالتزام خلال الفترة المقبلة واتباع الإجراءات الاحترازية وعدم التجمع بإعداد كبيرة في الأماكن المغلقة، إضافة إلى ترك المسافات المعروفة سواء في العمل أو في المستشفيات وحتى المرافق العامة، ولبس الكمامات والمداومة على تعقيم اليدين عند مسك المقابض ومفاتيح الكهرباء، والحد من الزيارات الأسرية لأنها أصبحت مقلقة، وأكد أن كوفيد 19 لم ينته بعد، وأن انتهاء الفيروس مرتبط بالتزام أفراد المجتمع من خلال التباعد والتقيد بالسلوك الاجتماعي القويم وكذلك تعديل السلوك الاجتماعي حتى نقلل من عدد الإصابات.