السعودية فوق بركان.. وثائقي عن خاشقجي وملامح ثورة ضد “بن سلمان”

- ‎فيعربي ودولي

منذ تصعيد محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي الملك سلمان وليا للعهد في منتصف 2017م بعد الإطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف والتنكيل به ووضعه رهن الإقامة الجبرية تشهد بلاد الحرمين تحولات ضخمة وتزايدت معدلات القمع والطغيان إلى مستويات مخيفة ويكفي للتدليل على مدى الجنون الذي يحكم الرياض ما جرى مع الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في أكتوبر 2018م.

فيلم المنشق

آخر التطورات، أن شركة "Briarcliff Entertainment" قررت الأربعاء 2 سبتمبر 2020 توزيع الفيلم الوثائقي "المنشق" الذي يروي تفاصيل اغتيال الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي بإسطنبول، للمخرج بريان فوغل، والذي لاقى ردود فعل إيجابية عند عرضه لأول مرة في مهرجان "صندانس" السينمائي الذي أقيم يناير2020، بحضور هيلاري كلينتون إلى جانب خطيبة الصحفي خاشقجي، خديجة جنكيز. ورغم تردد كثير من الشركات الإعلامية العالمية ترددت في طرحه، خوفاً من غضب الرياض، إلا أن الشركة وفقا لموقع ABC NEWS الأمريكي. قررت إتاحته للعرض بعد أكثر من 8 أشهر على إنتاجه. وقالت الشركة إنها  استحوذت على حقوق نشر الفيلم، وسيطرح، أواخر هذا العام، بالتزامن مع ذكرى وفاة خاشقجي.

يقول مخرج الفيلم بريان فوغل في بيان له: "آمل أن يكرس هذا الفيلم ذكراه وأن يضمن تحقيق العدالة، وألا يغض مجتمعنا الطرف عن الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي".  مضيفا "يسعدني أن الفيلم سيصدر بعيداً عن مصالح الشركات والمصالح الخاصة".

وقتل خاشقجي على يد عناصر مخابرات سعودية تتبع مباشرة لولي العهد محمد بن سلمان ورغم الإنكار في أول الأمر ، إلا أن الرياض اعترفت بقتله بعد 18 يوما، وفي محاكمة صورية برأت المتورطين الكبار وعلى رأسهم سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي و وأحمد العسيري، نائب رئيس المخابرات السابق، والقنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي، وبرَّرت السعودية تبرئتهم بالقول: "لعدم كفاية الأدلة ضدهم". وحظي ولي العهد السعودي المتهم الأكبر في الجريمة بحماية خاصة من الإدارة الأمريكية؛ لاعتبارات تتعلق بمصالح واشنطن.

مشاعر عداء لابن سلمان

في سياق مختلف ولكنه يتعلق بمجمل الأوضاع المشتعلة في بلاد الحرمين؛ نشر موقع نيوز ري الروسي تقريرا، تحدث فيه عن تشكيل سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لجبهة معارضة قوية بين أبناء عمومته، بعد أن فشلت الحملات التي شنها لتطهير المعارضين في الرياض في تحييد معارضي نظام الحكم.

ووفقا للموقع الروسي، نقلا عن مصادر سعودية مقربة تحدثت عن مشاعر العداء التي تشبه أجواء الحرب، يكنها أفراد من عائلة آل سعود لولي العهد محمد بن سلمان؛ إذ إن أبناء عمومته لا يزالون يرفضون الاعتراف بشرعيته كولي للعهد. وقد أدى انسحاب ولي العهد السابق محمد بن نايف من موقعه في 2017 لتقوية هذه الحملة ضد ابن الملك سلمان.

ويشير الموقع إلى أن محمد بن نايف ولي العهد السابق تم اعتقاله في الربيع الماضي، مع مجموعة من كبار الشخصيات على غرار الأمير أحمد شقيق الملك سلمان، الذي عاد مؤخرا من منفاه. ونقل الموقع عن موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن هذه الاعتقالات على علاقة بمخططات نقل الحكم، التي كان مزمعا تنفيذها هذا العام بين الملك المسن وولي عهده الشاب. وتساءل الموقع حول ما إذا كانت حملة المعارضة القوية لسياسات محمد بن سلمان يمكن أن تسفر عن نتائج، مرجحا أن هذا الأمر سيرتبط بشكل كبير بنتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة، إذ إن الأمور قد تتغير كثيرا في حال خسارة ترامب الذي يوصف بأنه محامي محمد بن سلمان، وخروجه من حلبة السياسة الأمريكية.